لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

باعة الموت عصابة 5 + 1..؟!

الكاتب محمد احمد فؤاد

باعة الموت عصابة 5 + 1..؟!

10:51 ص الخميس 25 ديسمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد أحمد فؤاد:
لا يساورني أدنى شك أن تجارة الموت أضحت هي التجارة الأكثر رواجاً في أرضنا نحن العرب، تلك التي ضاقت واستحكمت، وأصبحت لا تتسع لا لرأي أو حتى لآخر.. ويقيني أن موجات الوحشية والعنف المتصدرة للساحة الشرق أوسطية حالياً، ما هي إلا نتاج شرعي لهذا العشق الشيطاني الرابط بين النقيضين الأكثر انتشارا في عالمنا، وهما الجهل والثراء.. فكلاهما يجد في الأخر ضالته المنشودة، وكلاهما يتلذذ ويستفيد من مآخذ نقيضه، وكلاهما أضراره تطغى على أي منافع..

صفقات الموت والدمار تحاك على مرئي ومسمع من أُولي الأمر العرب، وبعضهم مع الأسف ضالع بشخصه أو على الأقل بالوكالة في صفقات تجارة السلاح، وهي لمن لا يعلم صفقات تتم في أجواء من السرية والكتمان، ولا تفوح رائحتها إلا عندما تنطلق نيرانها في شتى الاتجاهات لتصيب من تصيب وتقتل من تقتل، ويقوم عليها قوم طغاة من أنماط شاذة من البشر، ذوي وجوه متعددة لا تظهر عادة في المشهد، وتجدها تفضل التحرك في كواليس الأحداث، قد تختلف ملامحهم وأساليبهم، لكنهم يجتمعون حتماً على السادية المفرطة المصاحبة للنهايات المأساوية للحروب، وفلسفتهم تتلخص ببساطة في أنهم سادة العالم، وأن رواج بضائعهم وأسلحتهم مرتبط دائماً بتفشي الكراهية والضغائن داخل ممالك الجهل والرجعية والفقر، ولهذا فصناعة الحروب حرفتهم الأولى تُعد الضمانة الوحيدة لاستمراريتهم، وتدفق الأموال على خزائنهم المتخمة..

لا تحتاج للبحث كثيراً للوقوف على الحقيقة المؤلمة التي أصبحنا نعيش أوجاعها يوم بعد يوم.. فرعاة السلام وحماة الكون من أخطار أسلحة الدمار الشامل هم أنفسهم سماسرة الحروب ومموليها.. وفي سوق تجارة الأسلحة التي تحصد أرواح البشر حدث ولا حرج.. بلاد العم سام، المتحدث الرسمي باسم الديموقراطية والسلام في العالم (بقوة السلاح)، هي نفسها شاهبندر تجارة الأسلحة التقليدية، وتأتي في المرتبة الأولى للدول المصدرة للأسلحة بنسبة 30 في المئة من إجمالي قيمة صادرات الأسلحة التقليدية في العالم، وحسب تقارير منظمة العفو الدولية فإن الولايات المتحدة تزود أكثر من 170 دولة بالسلاح، وتاريخها في هذا المجال يعتريه الكثير من الريبة والازدواجية، فهي تمنع السلاح عن شعوب وأنظمة تحتاج له في مقاومة كيانات استعمارية وديكتاتوريات قمعية بدعوى الترويج لمفاوضات ومباحثات سلام وتفاهمات لم نعرف أو نلمس لها نتائج حتى اليوم، وفي نفس الوقت نجدها تُغدق به وبكرم متناهي على دول ذات سجل قاتم وإجرامي في مجالات حقوق الإنسان ككيان الاحتلال الصهيوني مثلاً.. ويأتي في المرتبة الثانية الدب الروسي ذو السمعة الطيبة في مجال تطوير الأسلحة النوعية الفتاكة، والتي يقبل على شرائها من لا يستطع حسم أموره مع الولايات المتحدة لأسباب تبدو لوهلة مادية، لكنها بالطبع سياسية في المقام الأول، ولا تندهش إذا ما عرفت مثلاً أن 10 في المئة من إجمالي صادرات السلاح الروسي تذهب إلى سوريا وحدها.

وتأتي فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا في مرتبة متساوية بواقع ثبات معدلات تصدير السلاح لديها بحسب تقارير المعهد الدولي لبحوث السلام بستوكهولم، ولكل منهم أسواقه الخاصة، أما بالنسبة للصين، وبالرغم من عدم توافر معلومات كافية عنها في مجال تصدير الأسلحة، إلا أنها تصنف أخر الستة الكبار في هذا المجال بحصة تقدر بنسبة 3 في المئة من إجمالي التجارة العالمية بالأسلحة التقليدية..!

هؤلاء هم سماسرة الأرواح الكبار الذين لا يغادرون الكواليس، ومن مواقعهم يجيدون التحكم في خيوط النسيج العنكبوتي المعقد، الذي يخنق المنطقة بأكملها بمنظومات الأسلحة التقليدية والمتطورة، وأسلحة الدمار الشامل الأشد فتكاً..! لكن هل يعمل هؤلاء بدون وسطاء ووكلاء محليون؟ الإجابة قطعاً بالنفي، ولنا في إيران وتركيا وإسرائيل المثل الواضح.. هؤلاء هم سماسرة الفئة الطموحة، وكل منهم يقف على مسافة قريبة جداً من دعم الكيانات الإرهابية التي تدير الحروب في المنطقة بالنيابة عن عصابات سادة العالم..

إيران تساوم على التدخل لتصفية النزاعات مقابل ضمانات لمستقبلها النووي لتصبح قوة معترف بها في المنطقة، وهو دور لم يتوفر لها منذ نجاح الثورة الإسلامية هناك، وتركيا تراهن على وهم استعادة مجد الخلافة على حساب العرب، ومن جهة أخرى عينها على نيل العطف السامي للاتحاد الأوروبي ومنحها صك الغفران عن جرائمها العرقية، ولا يبدو هذا الحلم قابل للتحقيق نظراً لتخبط الإدارة التركية في توجهاتها، فهي تمد يد التفاوض مع الناتو لمساعدته ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، وباليد الأخرى تشتري النفط من داعش بأبخس الأثمان.. إما إسرائيل الحليف الدائم والصديق الوفي للعم سام (فقط) فهي تسعى منذ ظهورها لكسر ظهر العرب وإخضاعهم تحت مسمى الدفاع عن هويتها.. وفي هذا تجدها لا تفوت أي فرصة لتأجيج المواجهات على حدودها..!

الخريطة لا تكذب أبداً وظني أنها لن تفعل، فنظرة بسيطة كفيلة بكشف الكثير من الحقائق.. المواجهات العرقية الحالية في العراق والشام تدار بسلاح أمريكي وبريطاني، وحروب الانفصاليين في جنوب المغرب وليبيا، وشمال مالي وتشاد تدار بتكتيك فرنسي، ومذابح دارفور وجنوب السودان والصومال ارتُكبت بسلاح روسي وصيني، وانطلاقة التنظيمات الإرهابية الدولية وتغلغلها في جسد القارة العجوز، وعلى رأسها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين جاء من على أرض ألمانية..

أما نحن العرب فغالباً ما سنكتفي كالعادة بالدعاء والشجب، وقرارنا الدائم أن ندفع وبسخاء من أرواحنا ودمائنا وأموالنا فواتير كل هذا الدمار والخراب..!

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان