- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم – لمياء المقدم:
أخطأت يا أبانا... وخنت، خنت نفسي ومبادئي في الدفاع عن حقوق المرأة، حين أوهمت الجميع أنني ناصرة لها ومدافعة عنها، حين تكلمت باسم النساء المضطهدات.
أخطأت حين تنكرت لقيم، ومكتسبات البلد الذي أنا منه، وقبلت أن أكون امرأة ثانية، وربما ثالثة في حياة رجل. في بلدي تونس، حرّم القانون الزواج من اثنتين منذ بداية الستينات، في خطوة لم تسبقها إليها أي دولة عربية، ومازالت تونس تحظى بالريادة في مجال حقوق المرأة وقوانينها. أخطأت حين تخليت عن المبادئ التي تربيت وكبرت عليها، وقبلت أن أكون حبيبة لرجل يؤمن بالتعدد ويمارسه. ماذا أفعل يا أبانا؟ كيف أصلح الخطأ؟
من فترة وجدتني ألقي بهذا الاعتراف بين يدي قسيس، يقيم في دولة أوروبية، ذهبت لمحاورته على خلفية أعمال العنف التي تعرضت لها كنائس القاهرة، وأودت بحياة كثيرين. لم يخطر ببالي، وأنا أدخل الكنيسة القبطية أنني سألقي بهذا الاعتراف بين يدي رجل الدين المسيحي، رغم أن فكرة الاعتراف في المسيحية كثيرا ما كانت تشدني وتثير فيّ مشاعر مختلطة، ربما لما تتضمنه من روح إنسانية، وعلاج روحي، ومغفرة. فالشيء الذي لا يمكنك أن تصرح به لأي مخلوق في الكون، تستطيع أن تقوله، وأنت مطمئن إلى أن أحدا لن يعرف سرك.
في صغري كنت أرى هذا المشهد في أفلام هوليوود وأنبهر بفكرة الرحمة. تدخل امرأة على رأسها شال أبيض شفاف يظهر مقدمة شعرها، تمشي بخطى بطيئة بين الكراسي، تجلس في الغرفة الضيقة. خلف الحاجز المثقوب، رجل دين ينصت مطرقا، ثم يقول: ''أسمعك يا ابنتي''، لتتوالى القصة وكانت ''يا ابنتي'' وحدها كفيلة بأن تسيل دموعي!
فكرة المغفرة أو التوبة موجودة في كل الأديان، وربما من أجلها وجدت الأديان، ولنتذكر قصة المرأة الغامدية التي زنت وأقيم عليها الحد، فأمر النبي بدفنها والصلاة عليها. فقال عمر متعجباً: ''تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟ '' فيجيب الرسول: ''مهلاً يا عمر، لقد تابت توبة لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم''.
هل كنت أنتظر مغفرة على الخطأ الذي بدا لي عظيما، حتى أنني لم أعد أقوى على النظر إلى صورة الزعيم التونسي، محرر المرأة وناصرها، الحبيب بورقيبة، التي ورثتها عن عم لي (هو نفسه الذي أطلق عليّ اسمي)؟ لا أظن، فأنا آمنت دوما بأن الأخطاء جزء من انسانيتنا، وأنها تدريب مستمر على الحياة. وفي اعتقادي أن اعترافي للقسيس كان من باب التجريب والمغامرة، بل وبدافع مهني أيضا، قادني إليه فضول الصحفي. وربما أردت أن أعرف، أخيرا، وبالممارسة، إن كان الاعتراف يوفر الراحة النفسية التي يوهم بها، مع علمي المسبق أن المغفرة حق لنا على أنفسنا، وأن اعترافنا الأول والأخير أمامنا ولنا، وأن الرحمة بين أيدينا وفي قلوبنا.
وربما لهذا السبب كان رد الرجل الطيب على سؤالي المفاجئ مقتضبا ومتوقعا:
- افعلي فقط ما يشعرك بالراحة، يا ابنتي، أنصتي لقلبك
هذا المحتوي من هنا صوتك التابعة لإزاعة راديو هولندي
إعلان