لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إلى الأمان: الاختيار الصحيح.. بداية النجاح

إلى الأمان: الاختيار الصحيح.. بداية النجاح

11:09 ص الأحد 25 أكتوبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - لواء دكتور محسن الفحام:
في الوقت الذي تبارت فيه وسائل الاعلام الخاصة المرئية و المقروءة في محاولة لإظهار ان هناك عزوفا كاملا من الشعب عن المشاركة في المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية اجدني اختلف عنهم في كثير مما جاءوا به ، برغم تحفظي بلا شك عن عدم مشاركة قطاع كبير من الشباب في تلك الانتخابات و لهم عذرهم في ذلك... ويأتي اختلافي مع هؤلاء من خلال استعراض نسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية السابقة منذ عشرات السنين حيث لم تتجاوز نسبة تلك المشاركة منذ عام 1995 وحتى عام 2011 ما بين 20 في المئة إلى 25 في المئة... وهنا أذكركم أيضاً بنسبة المشاركة في انتخابات مجلس الشورى أثناء حكم الإخوان البغيض حيث لم تتجاوز تلك النسبة عن 7 في المئة... اذن فالصورة ليست قاتمة كما تحاول بعض الأقلام ترويجها داخليا و خارجيا.

ومع ذلك فإننا يجب ان نشير إلي ان المأمول من المشاركة الشعبية الفاعلة لم يتحقق بالقدر المطلوب ويرجع ذلك للعديد من الأسباب لعل من أهمها:
-         غياب الشباب عن المشهد الانتخابي لشعورهم بانتهاء دورهم في اعقاب يناير 2011 وعدم اهتمام غالبية الأحزاب بضمهم إليهم للاستفادة من طموحاتهم واندفاعهم الإيجابي لتحقيق اهداف يناير ويونيو 2013 وهو ما دفع العديد منهم إلى إنشاء كيانات شبابية تحت مسميات مختلفة مثل ائتلاف يناير، وشباب من أجل مصر... إلخ من تلك التجمعات التي سرعان ما تنهار لعدم وجود الدعم المادي واللوجيستي المقدم لها.
-         إن التجارب السابقة للانتخابات البرلمانية لم تكن تحقق طموحات الشعب بقدر ما كانت تحقق أطماع المرشحين.. فلم تكن تعلن نتائج الانتخابات حتي يتباعد المرشح عن تحقيق مطالب وطموحات ناخبيه وذلك لتعويض الملايين التي كان ينفقها في دعايته الانتخابية .
-         تلك الحيرة التي وضعت الشعب في موضع الارتباك من كثرة اعداد المرشحين والقوائم واستبعاد البعض والموافقة على البعض الاخر قبيل فتح باب الانتخابات بساعات قليله.. مما أدى إلى وجود حالة من التخبط و الحيرة دفعتهم إلى الابتعاد عن المشاركة من أساسه.
تلك بعض الأسباب التي ادت و لا شك إلى قله عدد الناخبين نسبيا.. ولكن هناك مشاهد إيجابية يجب أن نشير إليها أيضاً على ضوء نتائج المرحلة الأولى ولعل من أهمها :
- فشل التيارات المتأسلمة في تحقيق اي نجاحات مؤثرة سواء بالنسبة للقوائم او الفردي في إشارة إلي عودة الوعي القومي للشارع المصري و عدم القبول مرة اخرى بتلك الفترة الظلامية التي سادت فيها الفاشية الدينية وبأذن الله بلا عودة.
-         ظهور أحزاب جديدة لا تعتمد علي المال السياسي و لا تضم وجوهاً محسوبة على أي تيار  أو فصيل و من ابرزها حزب مستقبل وطن وحزب حماة الوطن و التي افرزت شخصيات مقبولة لدي الشارع المصري برؤيته الجديدة للحياة السياسية التي يأملها في بلاده .
-         إن أعداد الأقباط التي حققت نجاحات في الجولة الأولى كانت غير مسبوقة حتى أنه قد بلغت في محافظة المنيا وحدها عشرة مرشحين من أصل 27 مرشحاً في إشارة إلى ايجابية جديدة تحققت في الشارع المصري برغم ما يحاول البعض ترويجه اننا انتهينا من مرحلة الإخوان المسلمين إلى مرحلة الإخوان المسيحيين وذلك لتأجيج المشاعر ومحاولة أحداث الوقيعة بين فصيلي الأمة.
-         إن كثره عدد الطعون التي قدمت في نهاية المرحلة الأولى يدل بوضوح على اهتمام المرشحين على أن يكون لهم دورا في المرحلة القادمة و التي سوف ترسم الخريطة السياسية للبلاد خلال السنوات القليلة القادمة.
لقد شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات الانتخابية وأعلم جيداً ان هناك مناطق تعيش تحت خط الفقر وأن المال السياسي يؤثر فيهم تأثيراً كبيراً وأن الانتخابات بالنسبة لهم تمثل أحد مصادر الرزق الذي لا يتكرر كثيراً ولا يهم بعد ذلك إذا كان المرشح سوف يحقق مطالبهم من عدمه فقد سدد لهم ثمن اصواتهم مقدماً .
و بالرغم من ذلك فإنني ما زلت اراهن على وعي هذا الشعب وعلى رغبة الشباب في تحقيق اهداف ثورتي يناير و يونيو و اطالبهم بضرورة التفاعل السياسي خلال تلك المرحلة و التعامل بجدية في العملية الانتخابية حتي لو اقتضى الأمر إلى أخذ عهود ومواثيق مكتوبة من المرشحين بتحقيق طموحاتهم و مطالبهم... مصر يا سادة لم تعد ملكاً لفرد أو لفصيل أو لجماعة.. إنها ملك لنا جميعا.. دققوا في المرشحين.. جادلوهم وناقشوهم واستبعدوا من ترون انه غير جدير بشرف تمثيلكم حتى من قبل ان تذهبوا إلى صناديق الاقتراع.. هذا حق لكم وواجب عليكم، وتأكدوا ان الاختيار الصحيح هو بداية النجاح.. وتحيا مصر.

إعلان

إعلان

إعلان