لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وجهة نظر: استخدام اللاجئين كرهائن يعكس صورة استغلال البشر

استخدام اللاجئين كرهائن يعكس صورة استغلال البشر

وجهة نظر: استخدام اللاجئين كرهائن يعكس صورة استغلال البشر

10:36 ص الأربعاء 02 مارس 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

برلين (دويتشه فيله)
ينهج بعض الساسة الأوروبيين سياسة لجوء خاصة بهم على حساب اللاجئين الذين يعانون من الأوضاع المزرية على الحدود اليونانية المقدونية. إن ذلك يشكل حقا مظهرا شنيعا من مظاهر استغلال البشر، كما يرى الكاتب بيرند ريجرت.

في كل الأزمات التي مر بها خرج الاتحاد الأوروبي في صورة الأقوى. وفقط حين يكون الضغط قويا بشكل كاف، يتوافق الأوروبيون في آخر لحظة على حل وسط. في هذه الأيام يتم اختبار مدى صحة هذه النظريات التي يقاس بها عمل الاتحاد الأوروبي. فمن خلال منع اللاجئين والمهاجرين من عبور الحدود اليونانية المقدونية، تزيد النمسا ودول البلقان من ضغطها على اليونان للتحرك بشكل ما.

وبالنظر الى صور إطلاق الغاز المسيل للدموع على اللاجئين اليائسين فإنه من المطلوب في نفس الوقت، أن يتحرك قادة وزعماء دول الاتحاد الأوروبي ويتفقون بخصوص حصص توزيع اللاجئين، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تطالب بهذا "الحل الأوروبي". وحتى السابع من آذار، حتى موعد القمة المقبلة، سيشهد الوضع غير الإنساني في اليونان تصعيداً لفرض حل بالقوة.

الحكومة النمساوية تريد بهذه الصور السيئة العمل على إخافة اللاجئين والمهاجرين المحتملين ومنعهم من مغادرة أوطانهم في العراق وسوريا وأفغانستان. وبهذا تتناسي أو تكبت إحدى الحقائق وهي أن الذين يعانون على حدود اليونان أو في أثينا وجزر بحر إيجة هم بشر تحولوا إلى بيادق على رقعة شطرنج سياسة الاتحاد الأوروبي. إنها سياسة تدعو للسخرية ويجب أن تتوقف فوراً.

انتقادات لليونان أيضا
لا يمكن إلقاء عبء المشكلة على كاهل اليونان. ومن غير المسموح التخلي عن اليونان، كما قالت أنغيلا ميركل في لقاء تليفزيوني مساء الأحد الماضي. لكن هذا هو بالفعل ما يحدث. والمستشارة المعزولة أوروبيا لم تعرض بديلاً. فوزير الدفاع النمساوي نصح ميركل بنقل اللاجئين مباشرة من اليونان إلى ميونيخ. بذلك فإنه يُظهر جلياً، أنه يريد ابتزازها من خلال مصير البشر. وهذا ببساطة أمر مثير لاشمئزاز.

ماذا يجب أن يحدث في اليونان إذن؟ هل على الدولة أن تنهار تماماً؟ إن الفتيل يشتعل ورئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس يهدد بسد الطريق أمام القرارات الأوروبية، بدلا من بناء مآوٍ كافية للاجئين والمهاجرين بعد أشهر من التباكي على الذات. فقد حصل في الصيف على مال من بروكسيل لهذا الغرض، وعلى اليونان استخدام هذه الأموال فقط. وحتى في الأزمة الحادة الراهنة تتألق الدولة بغيابها وتتكل بشكل هزيل على الجمعيات الخيرية الخاصة وعلى استعداد المواطنين اليونانيين للمساعدة.

ورغم ذلك، لإغن دول وسط أوروبا لا تحتاج إلى توجيه أصابع الاتهام إلى اليونان، فمنذ 15 عاما يعيش في فرنسا لاجئون ومهاجرون في كاليه وحديثا في دونكيرك في ظروف غير إنسانية. وفرنسا وبريطانيا لم تجدا حتى اليوم حلاً باستثناء الزيادة في إقامة أسوار وهدم معسكر كل بضع سنوات. طبعا كاليه لا تقارن بحجم مأساة اليونان، ولكنها رغم ذلك تبقى بقعة عار في طريق نهج سياسة لاجئين فاشلة.

الإنسانية هي الطرف الخاسر
لا يمكن للمرء انتظار المزيد من قمم الاتحاد الأوروبي الذي يزداد عجزه، فالناس يحتاجون الآن إلى المساعدة. هل يجب أن يسقط قتلى؟ وإلى متى سيستمر هذا التكتيك الذي يدعو للسخرية؟ فعلى المدى البعيد، لن ينجح أحد في حصر اللاجئين والمهاجرين على اليونان وحدها. وهم سيعملون على البحث عن طرق جديدة عبر بلغاريا وألبانيا ومصر وليبيا وإيطاليا.

الأمل في أن تتولى تركيا هذه المهمة لتحول دون وصول اللاجئين إلى اليونان هو أمل خادع. وبدون عرض أوروبي بقبول لاجئين من تركيا بشكل مباشر، فإن أنقرة ليس لديها حافز، للعب دور كبير في حراسة حدود الاتحاد الأوروبي.

لابد أن تتوقف ممارسة مثل هذه السياسات على حساب اللاجئين والمهاجرين، سواء في اليونان أو مقدونيا أو فرنسا أو في أي مكان آخر في أوروبا. والمفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة يتهم الاتحاد الأوروبي باستفزاز حدوث كارثة إنسانية في اليونان، يكون الاتحاد مسؤولا فيها إلى حد كبير. وليس لدي إضافة لما قاله المفوض السامي.

إعلان

إعلان

إعلان