لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الطفل آدم

الطفل آدم

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 16 أكتوبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

استطاع الطفل آدم صاحب السنوات الست أن يلفت انتباه بعض الإعلام المصري والذي أخذ يُشيد بعبقرية الطفل ونباهته ومعرفته الكبيرة بكيفية قيادة طائرة الإيرباص A380، والتي يندر وجودها بين أطفال صغار ناهيك عن البالغين.

وما يستحق التقدير فعلًا في هذه القصة ليس قدرات آدم فقط وإنما أيضًا كيفية تعامل شركة طيران الاتحاد الإماراتية مع شغف هذا الطفل بالطيران، وسماحها له بالمشاركة في محاكاة قيادة الطائرة الإيرباص في الأكاديمية التابعة لها.

تستدعي حالة آدم هذه مناقشة جادة لكيفية خلق "فرصة العمر" كما أسمتها شركة الاتحاد، والتي تغير حياة الأطفال بمنحهم مزيد من الثقة في النفس والقدرة على الإنجاز الذي يستمر معهم في السنوات التالية، فعادة ما يتحدث علماء النفس عن أن الطفل حتى سن العاشرة لديه قدرة على الإبداع والابتكار، وما يحتاجه هو وجود بيئة تحفزه على ذلك وتنمي فيه تلك المهارات.

ويظل هناك أهمية لدور الآباء في الاكتشاف المبكر لقدرات أطفالهم الخاصة والعمل على تنميتها، وكذلك لدور العملية التعليمية في السماح بتحديد الموهوبين وتوفير ما يحتاجونه من دعم نفسي وفكري لتنمية قدراتهم المبدعة.

فعلى سبيل المثال، تخصص العديد من المدارس والجامعات الأمريكية برامج للأطفال ذوي المواهب والقدرات الخاصة، وتقوم بتطوير مسار تعليمي خاص بهم مختلف عن المسار التعليمي لذوي القدرات العادية، كما أن هناك العديد من البرامج التي تقوم ببناء قدرات الآباء في هذا المجال. إلى جانب ذلك، أصبح هناك اتجاه في تلك المدارس في تقييمهم للأداء العام للطلبة لاستخدام الحرف G بالإشارة إلى الموهوبين Gifted، إلى جانب الحروف المعبرة عن الدرجات العادية مثل الامتياز والتي يشار لها بـالحرف A.

يمثل آدم نموذجًا لأطفال كثر في بلدنا يرغبون في تجربة أشياء كثيرة يحلمون بها، ويعلمون عنها الكثير بسبب ألعاب الفيديو والأفلام وتواجدهم المستمر على الإنترنت، بدءًا من قيادة السيارة وانتهاء بقيادة الصاروخ، فوفق التعداد الرسمي لهذا العام يبلغ عدد الأطفال دون سن عشر سنوات 23.6 مليون أي ما يعادل 23.6% من إجمالي السكان.. وما نحتاج إليه هو آلية مؤسسية تستطيع التقاط المواهب والقدرات الخاصة في هذه الكتلة الديمغرافية وتنشئتها بطريقة تعزز من قدرتها على العطاء في المستقبل.

إعلان

إعلان

إعلان