- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
أكرم ألفي
رمضان العام الحالي مختلف في مصر بسبب غياب محمد رمضان عن شاشة الفضائيات.. هذه الجملة يرددها الكثير من الشباب من مختلف الطبقات الاجتماعية في مصر، أنا شخصياً أشعر بالذهول، فهل أصبح الجيل من مواليد السبعينيات بعيداً تماماً لهذه الدرجة عن واقع وأفكار واتجاهات الجيل الجديد من الشباب (من ١٥ إلى ٢٥ عاماً)؟
هذا الجيل سيكون لغزاً اجتماعياً يجب بحثه قبل أن تهب عواصف أو تتغير معادلات، ونحن نعيش وهم أن الثابت هو المطلق، فيما لا يزال رأي هيجل صحيحا طوال الوقت، فالتغيير هو الثابت الوحيد في عالمنا.
من ينتمون للطفرة الشبابية، (وهي نسبة السكان في عمر ١٥ -٢٩ عاماً من إجمالي السكان في سن العمل من ١٥ إلى ٦٥ عاماً)، هم جيل تفتح وعي أغلبه بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ بكل إيجابياتها وسلبياتها وانتهاء بحكم جماعة الإخوان الإرهابية.
بدءاً فإن تحول محمد رمضان لرمز عابر للطبقات والشرائح الاجتماعية في مصر، يمثل ظاهرة لا تتكرر كثيراً في المجتمعات، فعادة يرتبط النجم السينمائي بصعود طبقة اجتماعية أو بشريحة اجتماعية أو تحول سياسي أو اقتصادي.
فصعود عادل إمام النجم الأهم في تاريخ السينما المصرية جاء في ظل سعي جيل لتجاوز أزمة سقوط الناصرية، والتوافق مع التحولات الاجتماعية في عصر السادات ومبارك بحلم الصعود المفاجئ. كما كان أحمد زكي تعبيراً عن شباب يرفض الاستسلام لواقع صعب في ظل تراجع أحلام الهجرة والثراء السريع.
جاء محمد رمضان ليصبح نجم مصر الأول في مرحلة ما بعد ٢٠١١، ولكن هذه المرة متجاوزاً الشرائح الاجتماعية، فهو ذلك الشاب القادر على تحدي الجميع بالثروة والقوة، وليس بالطيب أو الشرير، بل هو بطل "ظالم ومظلوم" في نفس الوقت.
في ظل التحولات الاجتماعية التي تشهدها مصر من ٢٠٠٥، بدا أن جيل الشباب أصبح يهيمن عليه أبناء الطبقة الوسطى الذين مدوا تأثيرهم للشرائح الوسطى والعليا، بل وأصبح هناك توجه لتبني رموز وممثلي الطبقات الأفقر والأكثر شعبية، كممثلين لهذه الشرائح، وهو ما وضح في ظاهرة نفوذ شعبان عبد الرحيم – في ذلك الوقت- وسط الطبقات الأغنى والشرائح العليا.
ومع ثورة ٢٠١١، كان هذا التوجه جلياً، وقاد شباب الطبقة الوسطى المجتمع من أجل مواجهة سياسية، تبنى خلالها رموز سياسية واجتماعية للطبقات الأفقر.
ومع انكسار أو تراجع أو أزمة أو انكشاف (سمها كما شئت بحسب توجهك السياسي) ثورة ٢٥ يناير، كان البديل في بطل عابر للطبقات يعبر عن مركب جديد اجتماعياً، هو البطل حامل التناقضات الشرير والطيب، القاتل والحنون، حلم البلطجي الجميل.
ملامح أقرب لمواصفات ابن الأحياء الشعبية مع ثقافة التحدي انطلاقاً من قاعدة لا شر ولا خير ولا نصر ولا هزيمة، البطل المنتشي بانتصاراته وثرواته.. هل ننسى قصة سيارات محمد رمضان قبل عام؟
إن ظاهرة محمد رمضان قد تبدو غريبة على السالكين في طريق الأربعينيات اليوم، فأبناء السبعينيات جيل توافق تشكيل وعيه الاجتماعي والسياسي مع "يوتوبيا" البحث عن التغيير في البطل الطيب والمنتصر سواء كان عادل إمام أو أحمد زكي.
إن صعود محمد رمضان بتركيبته الجديدة المعبرة عن وعي كتلة جديدة من الشباب بمثابة الصدمة التي تم استقبالها في البداية برفض قبول تواجده أصلاً– كما حدث مع الأسطورة أحمد عدوية-، ثم النقد العنيف وأخيرا قبول التعايش من منطق الضرورة.
مع غياب محمد رمضان عن شاشات الفضائيات في دور البطل، فإن جيله صنع له بطولته عبر الإعلانات وتحول إعلانه للتبرع للمرضى هو الخبر الأهم (بمقاييس القراءة والاهتمام) في رمضان ٢٠١٧.
ما علاقة ما سبق بالعنوان.. ما هي ضرورة التفلسف الزائد والحديث عن النافذة الديموجرافية ومحمد رمضان؟ .. هذا لسان حال القارئ
عودة على بدء فإن مصر دخلت منذ نهاية العقد الماضي وبالتحديد في ٢٠٠٩ مرحلة هامة من مراحل التحولات السكانية والاجتماعية وهي مرحلة "النافذة الديموجرافية" أو كما يحب علماء اجتماع تسميتها "الهبة الديموجرافية".
هذه المرحلة يبدأ فيها ارتفاع فرص النمو الاقتصادي مع ارتفاع نسبة الأشخاص في سن العمل بالتوافق مع تراجع نسبي في معدل الخصوبة يقلل معها نسبة الإعالة في المجتمع.
بقول آخر أن يكون لدينا نموذجان الأول الأسرة مكونة من ٥ أشخاص أب وأم يعملان وثلاثة أبناء اثنين منهما يعملون بأجر، وبالتالي تصبح الأسرة بها ٤ أشخاص يحصلون على دخل شبه ثابت/ أي أن ٨٠٪ من الموجودين بالمنزل الواحد يحصلون على دخل.. في مقابل النموذج الثاني أسرة تتكون من ٨ أفراد والد ووالدة و٦ أبناء يعمل منهم الأب واثنان فقط من الأبناء أي أن ٣٥٪ فقط من الأسرة يحصلون على دخل.
وعندما تزيد نسبة النموذج الأول عن النموذج الثاني فإنه يعني بدء دخول المجتمع مرحلة الهبة الديموجرافية، واستقبال المجتمع مجموعات جديدة من الشباب أكثر وعياً وأكثر استقراراً مقارنة بالأجيال السابقة، فهي لديها طموحات أكبر بكثير سياسية واجتماعية واقتصادية.
إن مصر ديموجرافيا واجتماعيا دخلت مرحلة النافذة الديموجرافية في ٢٠٠٩، – وفكرة أنها هي التي قادت لثورة ٢٠١١ حديث هام ومؤجل –، وهي مرحلة تتوافق على مستوى البنية الفوقية صعوداً لبطل عابر للطبقات والشرائح الاجتماعية، حيث يتشابك استقرار الطبقة الوسطى النسبي، -بعيداً عن ندب طبقتنا المعتاد من تراجعها ومعاناتها وتأكلها–، مع استقبال شبابها ضيوفا جددا من أبناء الطبقات الشعبية والأفقر، فاتجه شباب الطبقة الوسطى بشكل غير واعي لاستقبال رموز هذه الطبقات الشعبية بالترحاب في سياق صناعة الهوية المشتركة لجيل من الشباب دخل مرحلة "النافذة الديموجرافية".
وتصادف أو صنع (كل طرف يراها حسب هواه السياسي) هذا الجيل تحولاً سياسياً كبيراً في ٢٠١١، ولكنه لم ينجح في أن يفرض أجندته لأسباب عدة ليس هذا محلها، فبحث عن بطل أو رمز يعبر عن الطبقات الأكثر فقرًا، ولكنه بطل غير مغلوب على أمره بل يتحدى مجتمع الآباء في الشكل وفي الهوية وفي رفضه للهزيمة، ولا يحلم بيوتوبيا بل أكثر واقعية من الأبطال السابقين.
في هذا السياق، المركب اجتماعياً وسياسياً كان المتحدث فنيا عن "النافذة الديموجرافية" هو محمد رمضان بكافة سماته الشكلية والموضوعية.
وفي النهاية لماذا هي "نافذة دموجرافية" وليس "هبة ديموجرافية" كما يحلو لمعظم علماء الاجتماع تسميتها؟ لأنها مرحلة قد تستمر لعقود ولكنها تغلق في النهاية مع بدء عملية تحول ديموجرافي جديد وهي النضج الديموجرافي، وهيمنة الكبار على التركيبة السكانية، وعندها سنعود للبطل الممثل التقليدي للطبقة الوسطى المتعايشة كما مثله نجيب الريحاني في الأربعينيات.
إعلان