- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
ثلاثة بعشرة. هكذا كان البائع الصغير ينادي على الطماطم. بائعو الفاكهة والخضار يتجمعون أمام المسجد بعد صلاة الجمعة. ي
مثل هؤلاء بالنسبة لي بورصة الفواكه والخضراوات في القاهرة رغم أن أسعار الخضروات والفواكه في منطقتنا تزيد بحوالي الثلث عن سعر بيعها في الأسواق الشعبية. لفت سعر الطماطم انتباهي، فركزت مع بائع البطاطس، فوجدته يبيع الكيلو بسبعة جنيهات، فحمدت الله الذي أنزل الرحمة في قلوب التجار، ودعوته أن يتقبل توبة تجار البطاطس الذين نزلوا بأسعارها إلى أقل من النصف.
لفت نظري أن توبة التجار وعودتهم إلى الطريق القويم لم تلفت نظر الإعلام، ووجدت في الأمر ظلما صريحا للتجار وللإعلام نفسه. فكما أفاض الإعلام في تركيز الضوء على جشع التجار عندما قارب سعر كيلو البطاطس الخمسة عشر جنيها، كان عليه أن يشيد بهم عندما انخفضت الأسعار. تجاهل معجزة انخفاض أسعار الطماطم والبطاطس فيه إهدار لحق التجار التائبين، ويهدر قبل ذلك حق الإعلام الذي له أن يفخر بأن ضغوطه على التجار ساهمت في إعادتهم إلى طريق الحق والصواب؛ بالضبط كما جرت وقائع فيلم جعلوني مجرما، عندما حول صوت الآذان المجرم فريد شوقي إلى تائب رقيق القلب.
تجاهل الإشادة بالتجار طيبي القلب التوابين فيه أيضا إهدار لجهود مسئولين في الحكومة لاحقوا التجار الجشعين، وهاجموا مخازنهم وثلاجاتهم، وصادروا ما فيها من أطنان البطاطس، وباعوها بأسعار منخفضة في الشوادر الحكومية، وكان الإعلام حاضرا لتسجيل هذه المعجزة التموينية، فقد كان كيلو البطاطس المصور تليفزيونيا يقل عن نصف الثمن الذي كان يبيع به نفس بائع البطاطس عندما كان يقف أمام المسجد في منطقتنا يوم الجمعة قبل حوالي الشهرين.
ضحكنا كثير، خلونا نتكلم جد شوية. مافيش حاجة اسمها تجار جشعين وتجار طيبين وتجار تائبين. السوق لا يعرف سوى قانون العرض والطلب والقواعد المنظمة لعمل السوق. قوانين العرض والطلب هي المسئولة عن ارتفاع الأسعار وانخفاضها؛ أما قواعد عمل السوق المعطوبة في بلدنا فإنها تؤدي إلى حرمان المستهلكين من الاستفادة الكاملة من انخفاض الأسعار، فيما تزيد الأعباء عليهم عند ارتفاعها. قبل شهرين تدهور محصول البطاطس، فنقص المعروض منها، وارتفع ثمنها. محصول البطاطس الجديد وافر، فزاد المعروض منها، وانخفض ثمنها، وطوال الوقت يوظف التجار وضعهم الاحتكاري لتحقيق ربحا أعلى. هكذا تسير الأمور ببساطة، بلا سحر أو شعوذة، أو جشع تجار وملاحقة شرطية.
ماذا عن القواعد المنظمة لعمل السوق؟ هذه لدينا فيها مشكلة كبيرة تسمح للتجار بتحقيق ربح أكبر، خاصة في فترة نقص المعروض، بسبب سهولة الممارسات الاحتكارية. فعدد تجار الجملة العاملين في الأسواق عندنا قليل جدا بالقياس إلى حجم السوق، ويتآمر هؤلاء التجار مع موظفين فاسدين لمنع آخرين من الدخول إلى الأسواق، بحيث تظل القلة المسيطرة قادرة على تحقيق ربح أكبر فوق ما يسمح به قانون العرض والطلب.
ليس من الممكن، ولا من المطلوب أو المفيد، تعطيل عمل قانون العرض والطلب؛ لكن من الممكن والضروري والمفيد منع الاحتكار. وحتى يحدث هذا فإنني أبشركم بأن تعاود أسعار الطماطم والبطاطس الارتفاع، ويعود الإعلام للتنديد بجشع التجار، وتعود مباحث التموين للاستيلاء على السلع الموجودة في المخازن والثلاجات، فيصفق لها الإعلام، انتظارا للدورة التالية من ارتفاع وانخفاض أسعار سلعة جديدة.
إعلان