لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قلق في الإعلام العربي..!

أمينة خيري

قلق في الإعلام العربي..!

أمينة خيري
09:01 م الإثنين 01 أبريل 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لو كان لي أن أختار عنوانًا لـ"منتدى الإعلام العربي" في دورته الـ18 التي انعقدت في دبي الأسبوع الماضي، لاخترت "مأزق الإعلام العربي".

وعلى الرغم من أن الإعلام في كل دول العالم يواجه مشكلات عدة، ويمر بتطورات وتغيرات كبرى، فالإعلام العربي يظل في وضع مختلف!

اختلاف الوضع العربي له أسباب عدة؛ فالاختلاف لا يكمن فقط في درجة الجاهزية للمستقبل الرقمي، الذي بدأ بالفعل. ولا يتوقف عند حدود تهديدات تتعرض لها الصحافة الورقية التي تحولت إلى واقع تتجرع مرارته الغالبية المطلقة من الصحف الباقية على قيد الحياة!

لكن الاختلاف له علاقة بالسياسة، وغارق في الاقتصاد، ومتشبع بأحداث السنوات الثمانية الماضية، وتحديدًا منذ هبوب رياح ما يسمى بالربيع العربي.

الربيع العربي ما زال يلقي بظلاله على الأحداث والحوادث. وبعد فرحة أولية بالتغيير وإمكانات التطوير؛ إذا بأحلام الأمس القريب تصير فتاتًا، وإذ بتصورات الربيع ما هي إلا خريف في أفظع صوره وأشكاله.

صورة الإعلام العربي وأشكاله في العام الـ19 من الألفية الثالثة كانت بالفعل في حاجة ماسة إلى فعاليات منتدى الإعلام العربي، المقام تحت رعاية نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

هذا العام لم يكن الاهتمام الأول الروبوت الذي يحل محل المذيع، أو الآلات التي تنتج مئات الأخبار الاقتصادية والتحليلات المالية الدقيقة والصحيحة مائة في المائة، بدلاً من الصحفيين والمراسلين الاقتصاديين، أو حتى كيف يجعل الصحفي من "فيسبوك" منصة انتشار له أو من "تويتر" وسيلة جذب قراءة لمؤسسته.

كان الاهتمام الأول بالنظر إلى ما ألم بالإعلام العربي من مشكلات ومعضلات جعلت من أثره في العالم شبه معدوم، ومن مصداقيته أمام جماهيره في حالة عوار، ومن مستقبله في ضوء حاضره ضبابيًا بامتياز.

الامتيازات التي لا أول لها ولا آخر، التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي لمن يتقن استخدامها- أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا لواقع الإعلام العربي.

والمصيبة أن الأمر لم يعد دعوات لرفع وعي الجماهير للاختيار بين الغث والسمين، أو للتدقيق فيما تقدمه لهم تدوينات الأصدقاء على "فيسبوك" وتغريدات المعارف على "تويتر" على مدار ساعات اليوم الـ24، وضرورة الاحتكام إلى الإعلام التقليدي الرصين للتدقيق والتحقق، بل حدث العكس.

اليوم نجد العديد من وسائل الإعلام العربية، ومعها إعلاميوها يقتبسون من سطحية التدوينات وادعاء المعرفة في التغريدات وإشاعة الفوضى المعلوماتية ونثر العشوائية الخبرية فيما يقدمونه من مادة إعلامية عبر منصاتهم الإعلامية، لماذا؟ حتى يشاركوا أقرانهم في وسائل التواصل الاجتماعي جانبا من الشهرة وبعضًا من الانتشار.

انتشار ثقافة التواصل الاجتماعي في الإعلام التقليدي ليس الأزمة الوحيدة التي تحيط بالإعلام العربي. فلو كان الإعلام العربي من الأصل واقفًا على أرض أكثر ثباتًا، ويستند إلى ثقافة أعمق مصداقية ومعلوماتية، لكان أكثر صمودًا في وجه التغيرات الآنية العنيفة.

نقاشات المنتدى وجلساته قالت الكثير عن وضعية الإعلام العربي، سواء كان حكوميًا أو خاصًا ومشكلاته الآنية.

وعلى الرغم من دفاعات عديدة عن الإعلام الحكومي أو الرسمي- باعتباره صوت الحقيقة المنزهة عن المنفعة والمصلحة الشخصية عكس الإعلام الخاص، فواقع الحال يشير إلى حال أكثر تأزمًا. فلا الإعلام الحكومي بات يتمتع بتأثير بالغ أو ثقة عظمى بين المتلقين ولا الخاص أيضًا.

ربما تكون أزمة ثقة، وقد يكون سقف الحريات المتقلص، أو أفق المستقبل الاقتصادي المتأزم، أو واقع الوضع السياسي الملتبس، أو الشرق الأوسط الكبير الآخذ في التبلور، أو كل ما سبق- أمورًا تجعل من واقع الإعلام العربي نقطة انطلاق مقلقة لمستقبله.

إعلان

إعلان

إعلان