لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اللقاح والسياسة: خلط الجرعات !

محمد حسن الألفي

اللقاح والسياسة: خلط الجرعات !

محمد حسن الألفي
07:00 م الثلاثاء 10 نوفمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

انفض مهرجان السباق إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، حيث يمكن التحكم في العالم، وبات الرئيس المنتخب في حالة استعداد، بفريق يتسلم السلطة من رئيس خارج من الحكم، لن يسلم الملفات بسهولة، وفق المؤشرات.

ملفات الصحة والأمن والعنصرية وكورونا والتعليم، وإيران وروسيا والاتحاد الأوروبي و... نحن بالطبع ... الشرق الأوسط، والخليج ... ومصر.

ولابد أن كل الظروف كانت ضد بقائه حتى شركات الدواء والأمصال حبست عنه الورقة التي كان يمكن أن تحدث تحولا في اتجاه الناخبين ناحيته، وتجلب له ملايين الأصوات.

فمن المفارقات الفاضحة حقا أن 48 ساعة فقط كانت هى الفاصلة بين إعلان بايدن فائزا بـ٢٩٠ صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، ومن ثم فوزه بحكم أمريكا، وكان ذلك يوم السبت الماضي، وأمس الاثنين، وبين إعلان شركة فايزر وحليفتها بايونتك الألمانية عن نجاح لقاحها بنسبة تفوق الـ90% في حماية الناس من الفيروس الفتاك.

48 ساعة، لو أعلنت فايزر قبلها عن توصلها إلى هذا اللقاح، واستجابت لطلب ترامب لربما تغيرت الاختيارات، لكنها السياسة دخلت على خط الطب والدواء والعلماء.

كان ترامب نفسه أعلن قرب الإعلان عن هذا اللقاح، وطلب بالفعل من فايزر وشريكتها الألمانية الخروج بخبر سار كهذا، لكنهما رفضتا؛ خشية التأثير على توجهات الناخبين .

وهذا أمر مع التدقيق سيفجر ضحكات مريرة عديدة، لأن حجب الإعلان عن نجاح اللقاح جاء في وقت اتهم فيه ترامب بالاستهتار بمواجهة بالفيروس، ولم يعالج الأمة، أليس هذا تدخلا وتوجيها وتأثيرا؟ّ!

لا يعنينا نجاح بايدن أو ترامب؛ فالأول أكثر شرا، والثاني كان لمصر أقل شرا، وإن لم يكن كذلك لمناطق أخرى من العالم، لكن يهمنا بالقطع من هو الأقل شرا.

أما وقد جاء الأكثر شرا، فإن حجب الإعلان عن لقاح يحمي، ويوفر المناعة لبلد أصيب فيه أكثر من عشرة ملايين أمريكي، وتوفي فيه حوالي ربع مليون مواطن- كان تصويتا صامتا وفعالا في إصابة ترامب نفسه في مقتل.

من المؤسف أن قذارة السياسة تنال من حرمة العلم الطبي والدوائي.

قذارة السياسة مرتبطة لعهود وعقود بالعلم التكنولوجي وبعلوم الاقتصاد وبعلوم الجغرافيا وغيرها، لكن ما دام المرض بشريا، فالعلاج ينبغي أن يكون للجميع وفوريا، ولا يجوز تأجيل الإعلان عنه، بل يجب بث الطمأنينة في صدور الملايين في الكرة الأرضية، لأسباب تتعلق بالميل لمرشح أو آخر.

لا ينبغي أخلاقيا ربط نتائج العلم بنتائج السياسة.

فيروس كورونا قتل فينا أشياء كثيرة جميلة، وكشف فينا، كبشر، سوءات قبيحة مخزية. وإذا كان اللقاح سيصير بين أيدي خطوط الإنتاج بعد أسبوع واحد من الآن، فإن البشرية تتوق إلى استئناف حياتها الطبيعية، وإسدال الستار على كل القبح، من تخاذل ومن نذالة ومن أنانية ومن رفض دفن الموتى، والعودة إلى فعل ذلك كله في الستر!

نلاحظ، أيضا، على نحو مضحك، تبادل المكايدة السياسية بين العجوزين: ترامب يعلن الخبر السار العظيم عن توصل فايزر إلى مانع للعدوى، وبايدن يرد: خبر ممتاز، لكنّ توفر التطعيم لن يكون قبل عدّة أشهر .

رغم ذلك، تعالت البورصات عن هذه الأساليب الرخيصة، وارتفعت قيمة أسهم الشركات، وشاعت في العالم موجة تفاؤل بأنه لن يكون هناك موجة ثالثة، وأن كورونا اللعين نهايته فبراير أو مارس على الأكثر.

إلى ذلك الحين، ندعو الله أن يحمي الناس من الوباء، أي وباء، وبالذات لؤم فيروس إدارة أوباما المستجد.. المتجدد في بايدن.

إعلان

إعلان

إعلان