لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما لا نريده للمبعوث السابع..!

الكاتب الصحفي سليمان جودة

ما لا نريده للمبعوث السابع..!

سليمان جودة
07:01 م الأحد 20 ديسمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أخيراً.. بل أخيراً جداً..!

أصدر أنطوني جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، قراراً بتعيين نيكولاي ملادينوف، مبعوثاً أممياً في ليبيا..!

القرار صدر يوم الأربعاء في الـ17 من ديسمبر ليكون المبعوث الجديد هو المبعوث السابع إلى الأراضي الليبية، خلفاً للمبعوث السابق غسان سلامة، الذي استقال من منصبه في مارس من هذا العام، وقال في حينه إن استقالته ترجع إلى أسباب صحية!

ولكن همساً دار في الكثير من الأماكن بعد استقالته، وكان الهمس كله حول الأسباب الحقيقية للاستقالة، وحول أنها كانت في حقيقة الأمر ترجع إلى أسباب أخرى غير صحية، وفي مقدمتها عدم تعاون المجتمع الدولي مع سلامة كما يجب أن يكون التعاون.

والحقيقة أن الحديث عن مجتمع دولي غير متعاون مع المبعوث الدولي السابق، هو حديث عن حقيقة أو ما يشبه الحقيقة، لأن أي متابع للأحوال في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد القذافي، في غمرة ما يسمى بالربيع العربي، يعرف أن هذا المجتمع الدولي لو كان قد تعاون، بجدية، مع شاغل موقع المبعوث الدولي هناك، ما كان العالم في حاجة إلى أن يرسل ملادينوف مبعوثاً سابعاً.

مع اعتبار أنه إذا ظل المجتمع الدولي على سلبيته تجاه الأحداث في ليبيا، فسوف نظل نتابع وصول مبعوث وراء مبعوث، بينما القضية تقف في مكانها.

كان غسان سلامة واضحاً منذ اليوم الأول الذي وصل فيه مبعوثاً أممياً، وكان تقديره أن بلداً مثل ليبيا لا يمكن أن يصل إلى الحالة الواجبة من الاستقرار، على حدوده وفوق أرضه، بينما عدد قطع السلاح في أيدي بعض أبنائه يصل إلى ما يقرب من عشرين مليون قطعة.

هذا العدد الهائل من قطع السلاح تدفق على الشواطئ الليبية ولا يزال يتدفق على مرأى من المجتمع الدولي وفي العلن، رغم أن قراراً صدر عن مجلس الأمن منذ سنوات بحظر توريد السلاح إلى ليبيا، ومعاقبة كل دولة تخترق هذا الحظر! وقد كانت تركيا على وجه التحديد في المقدمة من الدول التي اخترقت حظر السلاح ولا تزال تخترقه وكأن قراراً عن المجلس لم يصدر في أي يوم.

ولأن "سلامة" رجل عربي يحمل الجنسية اللبنانية، فلقد كان أدرى من سواه من المبعوثين الذين سبقوه بتعقيدات الخريطة السياسية الليبية، وكان قادراً على فهمها والتعامل معها، وكان راغباً حقا، في الوصول إلى حل لهذه المعضلة التي تتعقد في بلاد القذافي يوماً بعد يوم.

غير أنه كان في أشد الحاجة إلى مجتمع دولي متعاون غير متخاذل، وكان ينتظر يداً ممدودة من هذا المجتمع الذي يغمض عينيه عن الكثير مما يجري على شواطئ ليبيا أو بالقرب منها..

كان المبعوث السابق في أشد الحاجة إلى مجتمع دولي يتعامل معه بغير المنطق الشهير للشاعر القديم الذي كان يقول: ألقاه في اليم مكتوفاً وقال إياك إياك أن تبتل!

وقد ابتل غسان سلامة حتى كاد أن يغرق، وهو ما لا يريده أحد في داخل ليبيا ولا في محيطها العربي للمبعوث نيكولاي.

إعلان

إعلان

إعلان