لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أسرار كورونا في إسرائيل

د. جمال عبد الجواد

أسرار كورونا في إسرائيل

د. جمال عبد الجواد
07:05 م الجمعة 17 أبريل 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أسرار كورونا لم تتكشف بعد، وسيبقي هذا الفيروس السخيف العلماء مشغولين لفترة طويلة قادمة، وما التقديرات المتناقضة التي نسمعها كل يوم إلا دليل على ذلك. علماء الفيروسات والكيمياء والأدوية مشغولين بتطوير لقاح ضد الفيروس، فيما الأطباء مشغولين باختبار أدوية معروفة علها تفيد في علاج المرض الناتج عنه. علماء الأوبئة مشغولون باكتشاف أنماط انتشار الوباء وموجات صعوده وهبوطه. يلاحظ علماء الأوبئة أن للوباء أنماط انتشار الوباء تختلف من بلد لآخر، لكنهم يتحفظون في تحويل هذه الملاحظات إلى استنتاجات، لأن الأمر مازال مبكرا جدا، ولأن استنتاجات من هذا النوع يمكن أن تثير أفكارا عنصرية مقيتة، في عالم أصبح أهله "مش طايقين بعض"، فحوادث التنمر بالصينيين تكررت في أكثر من بلد، والرئيس الأمريكي، رفيع الثقافة عالي التهذيب، يصف الفيروس بالفيروس الصيني، فيما البعض في الكويت يريد التخلص من المصريين، والأوربيون يرفضون المهاجرين المسلمين، وهكذا في أكبر موجة مشاعر عنصرية تشهدها البشرية منذ انهيار النازية.
حتى الآن يبدو المرض أسيويا وأوروبيا بدرجة أقل منه أفريقيا أو عربيا. ربما حدث ذلك لأن الأفارقة والعرب أقل اتصالا بالعالم المتقدم الذي انتشر فيه المرض بسبب كثافة السفر. ربما المرض ينتشر في موجات وعلى مراحل، ولم يأت الدور على الأفارقة العرب بعد. ربما لا يوجد أي فارق بين الأفارقة والعرب، وكل ما في الأمر أن السلطات الصحية في بلاد الأفارقة والعرب لا تجري عدد كاف من اختبارات كشف الفيروس، وأن المرضى في هذه البلاد يموتون في بيوتهم لأنهم لا يجدون مكانا في مستشفيات بلادهم القليلة.
كل هذا ممكن، لكن هناك بلد في العالم يتيح فرصة لاختبار وتجربة فريدة ربما ساعدت العلماء في إلقاء الضوء على الطريقة التي ينتشر بها الفيروس، وما إذا كان ينتشر بطرق مختلفة بين الأعراق والجماعات المختلفة. البلد الذي أتحدث عنه هو إسرائيل المجاورة. فهناك يعيش العرب واليهود، كل يتركز في مناطق معينة، لكنهم يختلطون بقدر كاف، والمفارقة هي أن كورونا ينتشر بين العرب واليهود بطرق مختلفة، فنسبة الإصابة بين اليهود تبلغ عشر أضعاف نسبتها بين المواطنين العرب.
السلطات في إسرائيل تميز ضد العرب حتى في اختبارات كورونا؛ فبينما يمثل العرب 19% من سكان إسرائيل، فإن 8% فقط من اختبارات كورونا التي نفذتها إسرائيل ذهبت لمواطنين من العرب؛ ومع هذا فإن النتائج شديدة الإثارة، فبينما تبين إصابة 15% من اليهود الذين تم فحصهم بفيروس كورونا، فإن النسبة بين العرب لم تزد عن 2.5% فقط.
هل لدى العرب مناعة أكثر ضد كورونا؟ هل للأمر علاقة بالأطعمة التي يفضلها العرب، الخضراوات وزيت الزيتون مثلا؟ هل للأمر علاقة بالجينات الوراثية؟ كل هذا ممكن، ولأن الإسرائيليين يأخذون أمورهم بجدية فقد قرروا البدء في تنفيذ دراسة علمية لفحص هذه الظاهرة، فلعلهم يكشفون للعالم أحد أسرار كورونا.

إعلان

إعلان

إعلان