لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إيفرجيفين .. منها نستفيد

عبدالرحمن شلبي

إيفرجيفين .. منها نستفيد

عبد الرحمن شلبي
07:00 م الخميس 01 أبريل 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

الحمد لله.. هي الكلمة التي انطلقت من لسان كل مصري محب لبلده في وقت واحد وكأننا في لحظة العبور الكبرى عام 1973.. بالفعل كانت حربا ضروسا تستطيع فهم أبعادها بمجرد مطالعتك لوسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام العالمية والمحلية التي كان من بينها متربصا ومنهم من كان يلتقط الصعداء مع كل حركة في تلك الباخرة صاحبة التاريخ المشؤوم "إيفرجيفين".

هكذا صنع المصريون نصرهم دون مساعدة أحد، بل زادهم عزة كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمره من أمام قناة السويس بأن المساس بالمياه خط أحمر وأنه لا يعتقد أحد أن يكون بعيدًا عن قوتنا.. رسائل الرئيس جاءت لملف مهم للغاية ملف سد النهضة.. تلك الرسالة ومن مكانها هذا في قناة السويس مع عودة الملاحة بعد توقف استمر 6 أيام.. جاءت لتحمل في طيتها العديد من الرسائل لكل من يحاول الضغط على مصر .

الحقيقة أن اختيار الكلمات والمكان موفق وصل صداها السماء.. من أمام شريان يستحوذ على 30% من حركة النقل البحري ونحو 15% من التجارة العالمية.. فسرعان ما ارتفعت أسعار النفط 7% فور التوقف.. ورسائل الرئيس من هناك حول سد النهضة حركت المياه الراكدة في هذا الملف وطالعنا في نفس الوقت عودة المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن السد وأن الملء سيكون من 5 إلى 7 سنوات.

أما ما يجب علينا الآن وضعه بعين الاعتبار بعيدا عن فرحتنا وبعيدا عن سعادتنا بما تحقق وبما حملته الرسائل والكلمات.. هو أصل المشكلة وكيفية التعامل معها فالعالم أجمع يتحول إلى السفن الكبيرة.. نعم المشكلة التي حدثت مع السفينة البنمية من الممكن تكرارها مرات ومرات.. ربما لا بد أن نستعد جيدا فالأزمة أوضحت أننا نحتاج إلى أوناش كبرى، تستطيع أن ترفع الحاويات الكبرى، على السفن الضخمة وهي أوناش لا تمتلكها القناة حاليا".. لماذا الآن هذه الكلمات..!.

فمنذ عام 2006 زادت شهية العاملين في صناعة الشحن الدولية لاستخدام السفن كبيرة الحجم لتخفيض التكلفة.. ووصل عدد السفن كبيرة الحجم مثل "إيفرجيفين" إلى 180 سفينة تحمل كل منها أكثر من 15000 حاوية..!، ومن المتوقع تسليم ما لا يقل عن 47 سفينة حاويات فائقة الحجم مع حلول عام 2024.

سابقًا ولن أخفيك سرًا في عام 2015 كنت لا أدرك تماما ما تقوم به الدولة في قناة السويس من توسعة، بل أدرك أهميتها وسط حالة الشد والجزم بين النظام والدولة المصرية وبعض معارضيها، بين من يعتبرها مشروعا قوميا كبيرا وضخما، وبين ما يعتبرها تفريعة..! حتى رأيت تقريرا قديمًا صدر في عام 2012 يتوقع زيادة عدد السفن كبيرة الحجم إلى 40 سفينة بحلول 2012.. وقتها تساءلت هل يمكن أن أنفق نحو 60 مليار جنيه من أجل 40 سفينة كبيرة.. لم أدرك وقتها ولم أدرس الأمر ولكنى كنت أؤيد خطوات التطوير دائمًا فأي مشروع أو تطوير لمشروع في حد ذاته جيد وإن لم يؤت بثماره الآن فمن المؤكد سيكون له أهمية هذه قناعتي الشخصية.. كنت أؤيد خطوة توسعة وتطوير قناة السويس لأسباب منها وطنية جدا في ظل حالة الاستقطاب التي دائمًا ما كنت تشوش على المواطنين.. الآن ربما يدرك البعض أهمية ما تم في 2015 في قناة السويس عندما يعلم أن السفينة البنمية جنحت في المنطقة الضيقة والتي لم يطالها التوسيع فتعطل العالم..

أيضًا ما جعلني مؤيدا للتطوير هو أننا لو نظرنا لإيرادات القناة في السابق والآن ستشعر بالفارق الآن إيرادات سنوية تتجاوز 5 مليارات دولار نحو (80 مليار جنيه).

والآن أطالب بمشروع قومي شبيه جديد يحمل في طياته التوسعة بشكل أكبر وأقوي وأكثر وطنية.. لا بد من توسيع المجرى الملاحي بالكامل.. بحيث يتحمل تلك السفن الكبيرة.. لأسباب عدة، منها: أن الأزمة كشفت أن قناة السويس رقم صعب في النقل البحري، وأنها لا تزال الأرخص في نقل السلع والبضائع، وفي مقدمتها الطاقة من نفط وغاز ووقود، فلماذا لا نكون الرقم الأصعب.. نحن نستحوذ على حركة مرور 30% من التجارة العالمية عبر البحر، لماذا لا ترتفع تلك النسبة من 60% إلى 70%، قل ما شئت فمصر دولة عظيمة يمكنها فعل الأمر إذا ما توفرت الإرادة..

إعلان

إعلان

إعلان