لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أهم شخص في المجتمع!

الكاتب الصحفي سليمان جودة

أهم شخص في المجتمع!

سليمان جودة
07:00 م الأحد 09 مايو 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى التليفزيون في بلاده يوم ٢٧ إبريل لم يكن مجرد حديث في الاقتصاد بمناسبة مرور خمس سنوات على رؤية ٢٠٣٠، التي كان قد أعلنها في ٢٠١٦، ولكنه كان حديثاً في قضية الوسطية الدينية أيضاً.

وكان حديثه في الأمرين معاً (الاقتصاد والوسطية) معناه أن هناك علاقة قوية بينهما، وأن من بين أبعاد هذه العلاقة أن الإنسان الذي سيكون عليه أن يضع تلك الرؤية موضع التنفيذ لا يمكن أن يتمكن من ذلك ما لم يكن عقله حراً؛ يفكر ويتدبر، وينظر في الكون.

وربما لهذا السبب قال بن سلمان إن القرآن الكريم هو دستور بلاده، وإن ذلك سوف يستمر إلى الأبد، وإن النظام الأساسي للحكم في البلد ينص على ذلك بشكل واضح وقوي لا لبس فيه.

ولأن القرآن لا يُقر التطرف، ولا يشجعه، فإن ولي العهد السعودي قال عبارةً مهمة. قال "إن كل متطرف هو شخص مجرم وسيحاسب".

وفي حديثه نقطتان لا بد أن نتوقف أمام المعنى فيهما؛ لأنه معنى عام يخص المنطقة كلها، بقدر ما يخص المملكة السعودية في حدودها وعلى أرضها.

النقطة الأولى هي إشارته إلى أن المنهج الوسطي في التفكير في منطقتنا يجاهد منذ فترة ليعود إلى ما كان عليه ما قبل ١٩٧٩.

ففي شهر فبراير من ذلك العام جاء الخميني إلى الحكم في إيران، وجاء معه ما يسمى بتصدير الثورة إلى المنطقة من حول إيران، ومن يومها لم تعرف المنطقة هدوءاً ولا عرفت سلاماً في عدد من عواصمها، وإذا شئت، فانظر إلى الحال في بغداد، وفي صنعاء، وفي دمشق، وفي بيروت، وانظر كيف كان الحال فيها قبل ذلك التاريخ، ثم بعد ذلك التاريخ!

ولكن هذا كله لم يمنع محمد بن سلمان من الإشارة إلى أن إيران في النهاية دولة جارة، وأن هذا هو حكم الجغرافيا، وأننا كعرب لا نستطيع تغيير أحكام الجغرافيا، وأن كل المطلوب من حكومة المرشد في طهران هو تغيير سلوكها تجاه هذه العواصم المشار إليها، ثم تجاه المنطقة في الإجمال.

إنه سلوك إقليمي إيراني ثبت بالتجربة أنه مخرب ومدمر، ولا بديل عن الإقلاع عنه، لأنه يجر المنطقة إلى الوراء، ولأنه يلحق الضرر بالجميع بما في ذلك إيران نفسها بحكم وجودها في القلب من الإقليم.

وأما النقطة الثانية، فهي حديث بن سلمان عن التعليم باعتباره مدخلاً إلى مقاومة كل تطرف.

وهذا في الحقيقة هو أصل الموضوع؛ فمن المدرسة يبدأ طريق الوسطية التي لا تعرف التطرف، ويجب ألا يغيب هذا المدخل عن عين كل حكومة في كل عاصمة عربية.

وأذكر هنا أن البابا تواضروس قال ذات مرة إن مدرس الابتدائي هو أهم شخص في المجتمع، أو هكذا يجب أن يكون؛ لأن التأسيس في حياة كل تلميذ يبدأ على يديه، وما لم يكن هذا المدرس قادراً على أن يؤسس بالطريقة الصحيحة، فما بعد ذلك في حياة الطلاب لن يكون كما نحب ونرغب.

إعلان

إعلان

إعلان