لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المستفيدون من بقاء كورونا!

سليمان جودة

المستفيدون من بقاء كورونا!

07:29 م الأحد 25 يوليو 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كلما انفتحت ثغرة في جدار ڤيروس كورونا القاتم، أحس العالم بأنه يعود من جديد للمربع الأول يوم ظهر هذا الڤيروس اللعين!

كان رئيس الوزراء البريطاني (بوريس جونسون) قد أعلن أن يوم التاسع عشر من يوليو هو يوم للحرية في بلاده.

في هذا اليوم السابق مباشرةً يومَ عيد الأضحى قرر "جونسون" رفع القيود التي عانى منها مواطنوه في مواجهة كورونا، وقال إنه سوف يرفعها أكثر وأكثر في السادس عشر من أغسطس، وإن عواصم الدنيا لا بديل أمامها سوى التعايش مع الڤيروس!

ومما قاله أيضاً: إننا إذا كنا قد تعايشنا من قبل مع الأنفلونزا، ففي مقدورنا أن نتعايش بالدرجة نفسها وبالطريقة ذاتها مع هذا الوباء الذي حبس الناس ما يقرب من العامين، والذي لا يزال يحبسهم، ويقيد حركتهم، ولا يجعلهم قادرين على ممارسة حياتهم الطبيعية!

وهو كلام فيه منطق كما ترى، وأهم ما فيه أنه يضع المسئولية في مواجهة كورونا على عاتق كل فرد، لا على كاهل الحكومات؛ لأن كل شخص في أي مكان يستطيع أن يكون في مأمن من كورونا إذا اهتم بأشياء بديهية كأن يغسل يديه جيداً، ويحافظ على ما يسمى بالتباعد الاجتماعي بينه وبين كل شخص إلى جواره في الأماكن العامة، ويرتدي قناع الوجه في الأماكن المغلقة!

هذا تقريباً ما كان يقصده بوريس جونسون، عندما تكلم عن يوم الحرية في بلاده، وعندما ضاق بالقيود كما يضيق بها كل إنسان في كل مكان، وعندما عبر عن ضيقه في صورة قرارات رأى أن عليه كمسئول أن يتخذها لإنقاذ اقتصاد بريطانيا.

ولكنه ما كاد يفعل هذا حتى قامت الدنيا عليه خارج بريطانيا، وداخلها كذلك ولكن بدرجة أقل، وكانت وجهة نظر الذين قاموا عليه أنه يضحي بكبار السن بين الإنجليز في مقابل رغبته في إنقاذ الاقتصاد، وأن الأمر يمكن أن ينتهي بموت الاثنين معاً: الاقتصاد وكبار السن.

ولم يكن هذا صحيحاً بطبيعة الحال، وإنما جماعات المستفيدين من بقاء العالم في قبضة كورونا كانت هي التي تقف في ظني وراء مثل هذا الكلام.

ولذلك ليس غريباً أن يستيقظ العالم كل صباح على حديث في الإعلام عن سلالة جديدة من سلالات الڤيروس تظهر هنا مرة في هذه العاصمة، وتتخفى هناك مرة في تلك العاصمة! ولا تزال سلالة دلتا الهندية على سبيل المثال تمرح في العالم وتلعب، وتخيف الجميع!

وقد استيقظت بريطانيا أول هذا الأسبوع على حديث عن سلالة مختلفة، وكأن الهدف هو إخافة جونسون ليعود فيغلق بلاده من جديد!

وقد كانت شركات اللقاحات وشركات الاتصالات الإلكترونية هي الرابح الأكبر والوحيد من وراء هذا كله. فلقد راجت الاتصالات الإلكترونية بين أرجاء الأرض خلال زمن كورونا من أوله إلى آخره، وسوف تكون مثل هذه الشركات هي الخاسر الأكبر من جراء انحسار موجة الوباء، وكذلك سوف تكون شركات اللقاحات التي بدأت من جانبها التلميح إلى أن جرعتين من أي لقاح لا تكفيان، وأن كل شخص حصل على الجرعتين لا بد أن يهيئ نفسه للحصول على جرعة ثالثة!

ومن يدري؟! ربما يكتشف العالم أنه مدفوع إلى جرعات رابعة وخامسة وعاشرة، وهكذا وهكذا في طريق تعيس لا تبدو له نهاية منظورة!

والعقل يقول إن التعايش الذي فكر فيه رئيس الوزراء البريطاني وقطع خطوة في سبيله هو الحل، وكل حل سواه هو خداع للناس وهو ضحك على كل إنسان.

إعلان

إعلان

إعلان