- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
كانت الصورة المتفردة هي وحدها التي أبقت حرب ڤيتنام في الذاكرة العامة للشعوب ، ولا تزال صورة الطفلة الڤيتنامية الشهيرة حية في كل ذاكرة ، ولا نزال نذكر منظرها وهي تفر هاربةً من قنابل النابالم التي كان الأمريكيون يضربون بها بلادها .
كانت الطفلة الخائفة المرعوبة تفر مع آخرين من المواطنين الڤيتناميين ، ولكن ما جعل صورتها هي وحدها تعيش ، أنها كانت تجري عارية من ثيابها ، وكان ملامح الفزع على وجهها كافية للتعبير عما كانت تحسه وهي تبحث عن مهرب في أي مكان .
وفي مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، سوف تعيش صور كثيرة ، وسوف تكون كلها معبرة عما عاشه القطاع من قتل ، وتدمير ، وتشريد ، في أيام ما بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ .
وليست هناك صورة محل إجماع في هذا الإتجاه حتى الآن ، رغم عشرات وربما مئات الصور التي خرجت من القطاع وصورت حجم الأهوال التي عاشها .. ومن شدة ما تعرض له قطاع غزة ، فإن صورته على بعضه من الشمال عند بيت حانون ، الى الجنوب عند خان يونس ، يمكن أن تكون صورة جامعة شاملة لما توالى عليه من ضربات منذ بدء الحرب على المدنيين فيه .
ولكن هذا لا يمنع أن تكون هناك صورة فريدة من نوعها ، بحيث تطل عالقة في الأذهان لا تفارقها مهما تقادم بها الزمن .. تماماً كصورة الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي كان يحتمي هو وأبوه وراء حاجز أسمنتي ، ورغم ذلك ، فإن رصاصات الإسرائيليين الغادرة لم ترحمه وهو يختبيء في مكانه خلال انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠ .
وفي يوم الخميس ٢٣ من هذا الشهر نشرت وسائل الإعلام صورة لا بد أنها سوف تبقى محفورة في عقل كل شخص رآها ، وسوف تظل في وجدانه تقاوم النسيان ، وسوف تعيش علامةً على ما عاناه المدنيون في أنحاء القطاع من شماله الى جنوبه .
كانت الصورة لمقبرة جماعية أعدها الفلسطينيون في وسط غزة ، وكانت المقبرة تضم ١١١ جثمان لفلسطينيين سقطوا شهداء في مجمع الشفاء الذي اقتحمه الإسرائيليون ، وفي مستشفى آخر كان قريباً من مستشفى الشفاء الشهير .
كان جنود الإحتلال قد احتجزوا الجثامين بعد استشهاد أصحابها ، وكان الجنود قد فعلوا ذلك لأن قيادتهم كانت تريد إجراء فحص الحمض النووي على الجثامين ، لتعرف ما إذا كان بين الشهداء عناصر من حركة حماس أم لا ؟
وحين تأكدوا من أن الجثامين لفلسطينيين عاديين ، وأنها لمدنيين من آحاد الفلسطينيين ، أفرجت عنها وسلمتها للصليب الأحمر الدولي ، الذي سلمها بدوره لوزارة الصحة الفلسطينية ، فقامت بحفر المقبرة الجماعية ، ووضعت الجثامين فيها مرصوصة الى جوار بعضها البعض .
كانت الجثامين موضوعة في أكياس زرقاء ، وكانت مربوطة من عند الرأس والقدمين ، وكان المنظر مهيباً رهيباً بقدر ما كان مؤلماً، وكان كل جثمان يتمدد إلى جوار الآخر ، وكان لسان حالها جميعاً أن هذا ما فعلت حكومة بنيامين نتنياهو بأهل القطاع .
هذه صورة ليس من السهل نسيانها ، لأنها تتكلم وحدها وبلسانها ، ولأنها أقوى من كل الكلام ، ولأنها صورة من بين صور لما جرى في قطاع غزة .. فإذا كانت هذه صورة واحدة ، فإن لنا إذا ضممنا الصور كلها معاً في إطار واحد ، أن نتخيل مقدار ما وقع على المدنيين في القطاع من عقاب جماعي على جريمة لم يرتكبها أحد منهم !
إعلان