- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
كانت ليلة الرابع والعشرين من يونيو الجاري واحدة من الليالي المشهودة، والتاريخية، في الساحة البولونية الكبيرة «بياتزا ماجوري»، شمال إيطاليا - وذلك مساء افتتاح مهرجان «بولونيا لاعادة اكتشاف الأفلام» خلال الفترة الممتدة بين ٢٤ يونيو إلي ٢ يوليو القادم - وذلك بحضور المخرج اليوناني الفرنسي اليساري الشهير كوستا جافراس بأسلوبه المشوق لتقديم فيلم «المدهش» Spellbound أحد أهم الأفلام الرائدة في مجال التحليل النفسي سينمائياً، والذي أخرجه ألفريد هيتشكوك عام ١٩٤٥، وكتب له السيناريو بن هيشت أحد أعظم كتاب هوليوود وبرودواي، والذي تم ترشيحه خمس مرات لأفضل كتابة أوسكار، من بينها حصوله علي أوسكار أفضل قصة أصلية عام ١٩٢٧ عن فيلم «الجحيم» Underworld وذلك في حفل توزيع جوائز الأوسكار الأول عام ١٩٢٩، مثلما كانت له إساهاماته في كتابة العديد من الأفلام الكلاسيكية.
يُعد فيلم «المدهش» Spellbound أحد الأفلام الاستثنائية والتي لم تنل حظها كثيراً وقت عرضها، ويُعيد المهرجان اكتشافها واستعادتها ومشاركة هذا الشغف مع جمهوره الغفير، خصوصاً بعد عمليات الترميم التي أجريت للنسخة الأصلية.
إنه الفيلم الذي لم يكن هيتشكوك راضياً عنه تماماً، وأثير من حوله كثير من الأمور سواء على مستوى التصوير والإنتاج، من زاوية ما أرداه هيتشكوك وما انتهى إليه الفيلم في صورته النهائية بسبب المنتج ديفيد أو. سلزنيك الذي كان يريد الاقتصاد في الإنفاق. كان هيتشكوك يرى أن أكثر فنان يمكن أن يفهم التصور البصري للأحلام هو سلفادور دالي، لكن المنتج أيضاً رفض في البداية إلي أن أدرك أهمية وجود اسم دالي في التسويق للفيلم، مع ذلك لم يُنفذ ما أراده هيتشكوك تماماً، وطالب باختصار وتوزيع وتعديل تسلسل مشاهد الأحلام.
أراد هيتشكوك: «في هذا الفيلم أن يحطم الأسلوب التقليدي في تصوير مشاهد الأحلام السينمائية، كانت عادة ضبابية ومربكة، مع اهتزاز الشاشة. لذلك فكر في التعاون مع دالي بسبب رغبته في تحقيق أحلام بصرية جداً، بضربات حادة واضحة، بصورة أوضح من صورة الفيلم على وجه التحديد. وكان دالي يتميز بالجانب الحاد من هندسته المعمارية، وبقدرته على رسم الظلال الطويلة، اللانهائية للمسافات، والخطوط التي تتقارب مع المنظور، مع وجوه بلا شكل. كذلك اخترع دالي بعض الأشياء الغريبة التي كان يصعب تحقيقها، بسبب الإنتاج. كان هيتشكوك يرغب في تصوير أحلام دالي في موقع تخيلها، أي خارج الاستوديو، بحيث يكون كل شيء مغمور بالضوء وأن تصبح النبرة عالية بشكل رهيب، لكن تم رفض ذلك واضطر إلى التصوير في الاستوديو.» وذلك وفق تصريح هيتشكوك في حواره مع فرانسوا تروفو.
كذلك، الأمر الآخر الذي كان يضايق هيتشكوك أن تعبيرات وجه البطل جريجوري بيك - المريض النفسي - إذ لم يكن هيتشكوك راضياً عنها، ويرى أن بطله لم يكن قادر على تقديم التعبيرات التي يريدها مخرج أفلام الرعب.
يُعد «المدهش» من أوائل الأفلام التي تناولت موضوع التحليل النفسي. يحكي عن طبيبة نفسية تقوم بدورها إنجريد برجمان، تحمي هوية مريض فاقد للذاكرة متهم بالقتل - جريجوري بيك - لكن البطلة التي وقعت في غرامه تؤمن ببراءته، وتسعى للحماية مريضها بكل السبل، مهما عرضت نفسها للمخاطر، وذلك أثناء محاولتها معه لاستعادة ذاكرته، وذلك في إطار رومانسي تشويقي يستند أساساً على علم النفس التحليلي وتعقيدات الأمور عند المريض المصاب بعقدة الذنب، وكيف يُمكن فتح الأبواب المغلقة في عقله الباطن للوصول إلي ما وراء ذلك الشعور بالذنب الذي يجعله يعتقد أنه قتل أحد أحبائه، وكيف أنه أحياناً يخشى فتح أحد أهم هذه الأبواب الكاشفة للأسرار، ويجعله الخوف الشديد يفضل أن يبقى مريضاً.
نال الفيلم جائزة أوسكار أفضل موسيقى تصويرية لفيلم كوميدي أو درامي، في عام ١٩٤٦، كما أنه كان مرشحاً لخمسة جوائز أوسكار آخري من بينها أفضل إخراج، وأفضل مؤثرات بصرية، وأفضل فيلم. يعتبر من أوائل «الفيلم نوار» وهو المصطلح الذي أطلقه النقاد الفرنسيين على أفلام الإثارة والتشويق الأمريكية خلال الفترة ١٩٤٤ - ١٩٥٤ وهى الأفلام التي تتميز بطابع تهديدي ومزاج من التشاؤم والقدرية.
في الساحة الكبيرة «بياتزا ماجوري» وتحت سماء بولونيا لم يتقصر الحضور على الكراسي المخصصة لجمهور العرض، لكن الجماهير الغفيرة احتشدت وافترشت الأرض أو جلست بين أعمدة العمارة التاريخية في مشهد تاريخي ساحر.
وظل الجميع ينصتون لكلمات كوستا جافراس، إذ لم ينل الفيلم إعجاب بعض النقاد آنذاك، وإن لاحقاً تم الاحتفاء به وتم اعتباره فيلما مهما، إذ يقول صاحب رائعة «هنا كا» عن تجربة مشاهدته: «كان الفيلم صادما، ومتقدما جدا، حين شاهدته بعد عرضه بثلاثة سنوات وجدته فيلماً ساحراً، به جرأة وتطور. إنه فيلم متقدم.»، ثم ظل جافراس يواصل الحكي لنحو ربع ساعة عن أسلوب هيتشكوك وظروف صناعة الفيلم، ومحاولة هيتشكوك الاستعانة بأفكار من علم النفس، وتواصله مع سلفادور دالي، ومشهد العيون الشهير بالفيلم.
كان ذلك الحديث على خشبة المسرح في تلك الساحة الكبيرة المشهورة والمعروفة باسم«بياتزا ماجوري» - أي ساحة ماجوري - في مدينة بولونيا، الواقعة شمال إيطاليا، والتي تبلغ مساحتها ١٤١ كيلو متر تقريبا، ويسكنها نحو ٣٩٣ ألف منهم ٥٨٪ طلاب مسجلون في واحدة من أعرق وأقدم جامعات العالم، حيث تشتهر هذه المدينة بجذب الطلاب إليها من مختلف أنحاء العالم.
في هذه المدينة العريقة التي تحتوي بين جنباتها كثير من العمارة التاريخية البديعة من القرون الوسطى، إذ تحتضن العديد من المعالم الثقافية والأثرية مثل المتاحف والكنائس والأبراج والمسارح والأروقة الضيّقة، تلك المدينة المشهورة بأنها الأكثر يسارية في إيطاليا، والتي خرج منها المتمرد العظيم بيار باولو بازوليني - (1922 – 1975) - أفتتح فيها منتصف نهار ٢٤ يونيو الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان «إعادة إكتشاف السينما» - أو كما يُنطق بالإيطالية «الشينما ريتروفاتو». والذي سيتيح للجمهور التنقل بين خمسة عشر من دور العرض السينمائي - بعضها في الهواء الطلق - بين مختلف أرجاء هذه المدينة العريقة لمشاهدة نحو ٤٧٠ فيلما تم اختيارها من بين جواهر السينما المصنوعة على مدار ما يزيد عن قرن من الزمان.
إعلان