أسوشيتيد برس: لا يوجد منتصر في حرب الخمسين اليوم
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت وكالة الأسوشيتيد برس الأمريكية أن حرب غزة الثالثة خلال ست سنوات، انتهت بنوع من التعادل، بين كل من إسرائيل، وحماس، التي تؤكد أنها هي المنتصرة في تلك الحرب.
إلا أن الوكالة تؤكد على أن حجم الخسائر في هذه الحرب، لا يجعل من أحد أطرافها منتصر، وخاصة الجانب الفلسطيني، الذي عاش معاناة كبيرة، وطويلة.
بحسب الوكالة، فإن إسرائيل حققت ما رغبت فيه نوعا ما، حيث أوقفت حماس اطلاق الصواريخ، مقابل وعود غامضة بشأن المستقبل، إلا أنها في المقابل خسرت كثيراً، وخاصة في الأرواح، حيث توفي حوالي 70 شخص، وتسببت الحرب في القضاء على الموسم السياحي، وتدهور الاقتصاد، وسوء الحالة النفسية لشعبها لمدة 50 عام، وتسبب استخدامها للعنف في الإضرار بصورتها ومكانتها العالمية.
كما أشارت إلى الاحتجاجات والانتقادات التي وجهها الإسرائيليون للرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب موافقته على الهدنة ووقف اطلاق النار، مما يضع إسرائيل في موضع المنتصر.
ومن ناحية أخرى، احتفل الفلسطينيون بالانتصار على إسرائيل، وأطلقوا ألعاب نارية في السماء، إلا أن الوكالة أكدت على أن حجم الخسائر لا تجعل منهم فائزين، فتوفي حوالي 2.143 فلسطيني، من بينهم حوالي 500 طفل، ومئات المقاتلين، وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 17.200 منزل دمروا بالكامل.
وأوضحت الوكالة أن إسرائيل وعدت حماس بفتح معابر مع غزة، وأن تسمح للصيادين الفلسطينيين بمواصلة عملهم، وطالبت حماس بأن يكون لها مطار وميناء خاصين بهم، وأن تطلق إسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين، وأن يصرف للفلسطينيين العاملين في الخدمات المدنية مرتبات، وفتح معبر رفح.
وقالت الوكالة إن الوضع لا يمكن الحكم عليه حتى الآن، ولكن المؤكد أن هذه الحرب نتج عنها مجموعة من الدروس التي يجب الاهتمام بها، ووضعها في الحسبان:
- القوة قد تكون مفيدة:
فلمدة خمسين عام، أطلقت حماس صواريخ على إسرائيل، وفي المقابل حاولت القوات الإسرائيلية استهداف الأماكن الاستراتيجية، وتدمير الأنفاق والممرات التي تستخدمها حماس في نقل الأسلحة والجنود، وأطلقت الصواريخ وفتحت النيران على كل الأحياء في غزة، وقتلت المدنيين بها، وعائلات كبار القيادات في حماس، وفي هذا الاسبوع، تمكنت إسرائيل من تدمير أبراج سكنية بأكملها.
وتسببت القوة التي استخدمها كلا الطرفين في الضغط على العالم، من أجل إنهاء ما يحدث في فلسطين، وعرضت الحكومة المصرية الهدنة ووقف اطلاق النار مرة ثانية على كلا الجانبين، فوافقت عليه حماس على الرغم من رفضه في المرة الأولى، بسبب خسائرها الضخمة في الحرب، وأكد ذلك كلام نتنياهو، حيث قال إن حماس فوجئت بقوة وعنف الهجمات الإسرائيلية في الأسبوع الأخير من الحرب.
- الفلسطينيون أظهروا الكثير من المرونة:
لم يتأثر الفلسطينيون كثيرا أثناء تلك الحرب، وأظهروا الكثير من المرونة، فعلى الرغم من الخسائر المادية والروحية الكبيرة والتي تفوق خسائر الجانب الإسرائيلي بأضعاف مضاعفة، وبعد انتهاء الحرب احتفلوا ونزلوا إلى الشوارع ورقصوا على الموسيقي، وأطلقوا الألعاب النارية، وفي المقابل لم يستطع الجانب الإسرائيلي تقبل الحرب، واعتبروها مصيبة وفجيعة وطنية بعد وفاة سبعين شخص.
- الحكومة الفلسطينية الموحدة عادت مرة أخرى:
أبدت الحكومة الإسرائيلية موافقتها على تشكيل حكومة فلسطينية موحدة، وأن تكون تلك الحكومة التكنوقراط مدعومة من حركتي فتح وحماس، وتغير الموقف الإسرائيلي من فكرة تأسيس حكومة فلسطينية موحدة، وسيترتب على ذلك بالتأكيد تأسيس الكثير من المشروعات والاستثمارات التي تساعد على إعادة تعمير الأراضي الفلسطينية.
- لا يوجد أي إشارة لتحقيق الإسلام الحقيقي:
على الرغم من تحسن الأوضاع كثيرا مما كانت عليه مسبقا، إلا أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم ولن يتغير، بالإضافة إلى أنها تكبر مع مرور الوقت، فكلا الجانبين يرغب في تحقيق السلام، وتقسيم الأراضي، إلا أنهم عاجزين عن اتمام اتفاقية، أو عقد صفقة ترضي الطرفين، فشعور الخوف الذي يصيب الإسرائيليين ورفضهم الخروج من الأراضي، وترك مساحات أخرى للفلسطينيين، يثير غضب الفلسطينيين، ويدفعهم إلى القيام بانتفاضات أخرى.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: