مجلة أمريكية: ما خطورة فشل اتفاقية الطاقة النووية بين أمريكا وإيران؟
كتبت- هدى الشيمي:
رأت مجلة بولوتيكو الأمريكي، أن الاتفاقيات قصيرة المدى سينتج عنها خلافات طويلة المدى، وطبقت ذلك على اتفاقية السياسيين الأمريكيين مع إيران بشأن طاقتها النووية.
وذكرت المجلة أن هناك جهات عديدة مستعدة لرفض المفاوضات حول الاتفاقية النووية الإيرانية، والتي سيتسبب فشلها في توترات كبيرة وعزلة لإيران، كما أنها ستساعد على إنهاء فكرة تسليح الدولة الإيرانية بالأسلحة النووية، مما يجعل فرصة استخدامها في الحروب المستقبلية "صفر".
وأوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واحد من بين السياسيين المعارضين للاتفاقية الإيرانية الأمريكية، وظهر ذلك في خطابه بالكونجرس الأسبوع الماضي.
وقالت المجلة إن اصحاب السياسات القسرية، الذين يحققون أهدافهم بنجاح الاتفاقية الإيرانية، سيدركون في النهاية إنهم يخلقون تهديدات أمنية، أكبر من التي يحاولون منعها حاليا، بتحقيق الاتفاقية.
وأشارت إلى أن العواقب الوخيمة ستكون حتمية، ويمكن التنبؤ بها بسهولة بمتابعة العقود الثلاثة الأخيرة المملوئين بالخبرة ثمانية رؤساء أمريكان، وأربعة رؤساء إيرانيين.
وبحسب المجلة، فإن إيران خضعت للضغط وللعقوبات بمختلف أنواعها، سواء كانت اقتصادية، أو سياسية لفترات طويلة، والتي فرضت أمريكا أغلبها، إلا أن بعد تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئاسة، أصبحت تلك العقوبات دولية، وعالمية، فحاولت بعض الجهات منع وصول النفط الإيراني للسوق العالمية.
وأفادت أن إيران شاركت في المفاوضات لأول مرة في عام 2003، واقترح حسن روحاني الذي لم يكن رئيسا لإيران في ذلك الوقت، أن يصل عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، إلى 3000 جهاز.
لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من المفاوضين في تلك الفترة، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، أعلن أنه لا يوافق على ذلك الاقتراح، لنفس الاسباب التي يبرر بها المعارضين للاتفاقية الحالية موقفهم، وهو أن أجهزة الطرد المركزي ستساهم في عمل شيء كبير جدا لإيران.
وفي ظل زيادة العقوبات، وتضييق الخناق على إيران، وتهديدها بالغارات الجوية الإسرائيلية، استطاع حسن روحاني وجواد الظريف في عام 2013، أن يكون لديهم حوالي 20 ألف جهاز طرد مركزي، في موقعين رئيسين أحدهما في أعماق الأرض، وبه مخزون ضخم من اليورانيوم المخصب، وفقا للمجلة.
وأكدت المجلة على تأثير ذلك الخبر على نتنياهو، الذي عرض أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رسم كاريكاتيري لقنبلة بها 20% من اليورانيوم المخصب، وتوقع أن إيران ستتمكن من إنشاء قنبلة نووية كاملة في غضون سنوات قليلة.
واختتمت المجلة قولها مؤكدة أن فشل الاتفاقية النووية الأمريكية، وتحقيق رغبة نتنياهو، والكثير من أعضاء الكونجرس الأمريكي، سيعيد بالعالم إلى بداية عام 2013، عندما طُبقت العقوبات الشديدة على إيران، مما زاد من قدرتها النووية، وجعلها تعكف على تنمية نفسها وتنمية قوتها النووية، مما يزيد من خطورة الحرب، وفي ذلك الوقت لن تتمكن المحاولات الدبلوماسية والنقاشات، والمفاوضات، من حل الموقف، والسيطرة على الوضع.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: