لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحياة اللندنية: تسريبات جديدة تكشف أسباب وفاة الاتحاد السوفيتي

01:30 م الأحد 23 أغسطس 2015

ميخائيل جورباتشوف

القاهرة - مصراوي:

سلطت صحيفة الحياة اللندنية الضوء على أسرار الانهيار الدراماتيكي للاتحاد السوفيتي بداية تسعينات القرن العشرين، والتي قالت إن الكثير من تلك الأسرار ما زال محفوظاً في أدراج أجهزة الاستخبارات وخزائن صنّاع القرار في أكثر من بلد، داخل مغلّفات عليها عبارة "سري جداً"، لكن بعض التفاصيل المثيرة التي شهدتها الأيام والساعات الحاسمة قبل إعلان "وفاة" الدولة العظمى، وجد طريقه إلى "التسريب".

وأشارت الصحيفة إلى أن واحد من أبرز "الألغاز" ظل التطوُّر الأكبر الذي تمر هذه الأيام ذكراه الرابعة والعشرون، وهو المعروف بـ "محاولة الانقلاب الفاشلة" على الرئيس ميخائيل جورباتشوف بين 18 و21 أغسطس 1991.

وما زال السؤال الكبير مطروحاً: كيف فشلت مجموعة تضم قادة الجيش والـ "كي جي بي" ووزارة الداخلية وزعماء الحزب ونقابات الحرفيين والصناعات الكبرى في البلاد، وكل أركان السلطة في السيطرة على مقاليد الأمور؟

وكيف اعتُقِل رموزها ببساطة ومن دون جهد؟ الأكثر غرابة أن يتحوّل رئيس روسيا السوفيتية آنذاك بوريس يلتسن، إلى بطل يصعد على ظهر دبابة "متمرّدة" على الجيش، ويقود تظاهرة على بعد مئات الأمتار من الكرملين، تنتهي بانتصار "قوى الديموقراطية" وانهيار الانقلاب.

لم يكن المتظاهرون الذين أحاطوا بيلتسن رافعين شعارات تمجّد الحرية والانعتاق من الحكم السوفيتي، يعلمون أنه على دراية تامّة بتفاصيل "المؤامرة" وأنّه أعد مع الأمريكيين سلفاً لمواجهتها. هذا ما كشفه أخيراً السفير الأمريكي السابق في موسكو جيك ميتلوك الذي يُعدّ أحد أبرز "أبطال" الانتصار في الحرب الباردة.

فهو لعب دوراً مهماً خلال عمله سفيراً بين عامي 1987 و1991 وكانت له مساهمات كبرى على مدى عقدين في إقامة الاتصالات مع الأوساط السوفيتية، وحَشَدَ مواقفها ضد السلطة.

قال ميتلوك لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" أخيراً، أنه علم بتدبير "الانقلاب" فيي يونيو) من عمدة موسكو آنذاك، جافري بوبوف الذي أبلغه بالمؤامرة خلال دعوة إلى عشاء، وكشف أن الرجلين تبادلا حديثاً بالكتابة، وفق تقليد كان متبعاً لتفادي تنصُّت "كي جي بي" على السفير الأمريكي، وسلّمه ورقة صغيرة عليها أسماء أربعة أشخاص، هم قائد الجيش ورئيس البرلمان ووزير الداخلية ومدير "كي جي بي"، وطلب منه عودة يلتسن الذي كان يزور واشنطن، سريعاً لمواجهة الوضع.

هذه المعلومات "طارت" فوراً إلى واشنطن في برقية كُتب عليها "عاجل وسري جداً" واتُّخِذ القرار بإبلاغ جورباتشوف على رغم صعوبة المهمة، إذ لم يكن أحد ليغامر بحديث يمكن التنصُّت عليه، وكانت النتيجة أن الرئيس السوفيتي اعتبر الأمر "من مبالغات الأمريكيين".

بعد شهرين حصل الانقلاب الذي كان هدفه عرقلة سعي جورباتشوف إلى تنظيم استفتاء على استبدال الاتحاد السوفيتي بـ "رابطة الدول المستقلة"، وقاد فشل الانقلاب إلى عزل جورباتشوف وإجباره لاحقاً على الاستقالة، بينما تجاهل رؤساء الجمهوريات السوفيتية نتائج الاستفتاء التي أظهرت لاحقاً أن 70 في المئة من المواطنين مع الحفاظ على هيكلة بلادهم واسمها، وأقروا وثيقة حل الدولة العظمى.

يكشف الحديث جانباً من تفاصيل حدَّدت مصير الدولة وشعوبها التي ما زالت تعاني تبعات التفكيك الفوضوي للدولة بعد مرور ربع قرن على الحدث الكبير. لكن المهم أن واشنطن كانت تدرك أن التطور الحتمي غدا محسوماً قبل حصوله بوقت طويل، إذ قال ميتلوك أنه أدرك أن "الاتحاد السوفيتي مات عملياً منذ 1987، خلال لقاء في نيويورك لجورج شولتز وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مع نظيره السوفيتي إدوارد شيفارنادزة.

الأول قدّم في بداية اللقاء لائحة بأسماء مواطنين سوفيات تعرّضوا لانتهاكات، متوقعاً رداً تقليدياً فحواه "عدم التدخُّل في شؤون داخلية"، لكن شيفارنادزة فاجأ محدِّثه بوعد بالمساعدة، وقال له: "لا أفعل ذلك لأنكم تطلبون مني، بل لأن بلدي يحتاج لفعل ذلك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان