خبيران في الحشود والكوارث يفسران كارثة تدافع الحجاج في منى

القاهرة (مصراوي)

وصف أستاذ علم اجتماع أمريكي التدافع الذي جرى في مشعر منى وقتل فيها 717 حاجا بأنه ''ظاهرة طبيعية وليست نفسية''.

وأصيب 853 حاجا اخرين في التدافع الذي حدث في أول أيام عيد الأضحى المبارك في منى التي تبعد عدة كيلومترات عن مكة المكرمة. ومن بين المتوفين ثمانية حجاج مصريين إضافة إلى 30 مصاب، بحسب وزارة الأوقاف.

وقال أستاذ علم الاجتماع الحسابي ديرك هيلنج، إنه حين يوجد عدد كبير من الأشخاص في مكان صغير، يمكن أن يتحول الوضع إلى خطر بسرعة شديدة.

وأضاف هيلنج المتخقق فس دراسة الحشود والكوارث، في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس ونقلتها صحيفة الحياة اللندنية في عددها اليوم السبت، أنها ''ظاهرة طبيعية وليست نفسية''.

وأوضح أنه ''حين تكون الكثافة عالية جداً فإن حركات الجسد تحوِّل القوة إلى الأجساد الأخرى. وتتراكم هذه القوى لتخلف تحركات داخل الحشد لا تمكن السيطرة عليها''.

وقال ''نتيجة لذلك قد يسقط أناس على الأرض وقد يسحقهم الآخرون. أو قد يموتون اختناقاً بعدما يسقط آخرون فوقهم''.

وتابع ''قد يحدث ذلك سريعاً جداً. حتى في حادثة صغيرة؛ كأن يبدأ شخصان شجاراً أو يحاولان المضي عكس مسار الحشد، فإن الحشد يمكن أن يفترع سريعاً حشداً في مسار مختلف في تدافع على مستوى ضخم. وكلما انضم أشخاص إلى الحشد الجديد زادت الكثافة وتهيأت الظروف لاضطراب قاتل''.

وقال ''هكذا تتحول مشكلة صغيرة إلى مشكلة كبيرة لا يمكن التحكم به''.

من ناحية أخرى، قال أستاذ علم الحشود في جامعة مانشستر ميتروبوليتان في إنجلترا كيث ستل أن الحشد الكبير يمكن أن يصبح سريعاً جداً ''خارج نطاق السيطرة، وحتى أولئك الذين يبقون على أقدامهم يواجهون بالضغوط المتنامية للأجساد المحيطة بهم فلا يستطيعون التنفس''.

وأضاف ''الناس لا يموتون لأنهم يفزعون، لكنهم يفزعون لأنهم يوشكون على الموت''.

يذكر أن حادث التدافع في منى حدث حينما كان مليونا حاج يؤدون شعيرة رئيسية في مناسك الحج وهي رمي الجمرات.

وحادثة التدافع حدثت بينما كان الحجاج يتجهون إلى جسر الجمرات.

وهذا ثاني حادث يحصل في مكة في غضون أسبوعين بعدما انهارت رافعة على رواد المسجد الحرام في مكة، الأمر الذي أدى إلى مقتل 111 شخصا.

وقالت وزارة الصحة السعودية في بيان إن المأساة التي حدثت ''ربما تسبب فيها حجاج لم يلتزموا بالتعليمات الرسمية''، متعهدة بسرعة استكمال التحقيق في الحادث.

ودعا الملك سلمان إلى مراجعة شاملة لإجراءات الحج بعد التدافع المميت، وهو أسوأ حادث يقع في الحج منذ 25 عاما.

وقال الملك سلمان ''وجهنا السلطات المعنية لمراجعة خطة العمليات ورفع مستوى التنظيم والإدارة لضمان أن يؤدي ضيوف الرحمن مناسك الحج في راحة ويسر''.