كاتب بريطاني: الموصل تنتظر هذا المصير بعد طرد "داعش"
كتب - علاء المطيري:
قال الكاتب البريطاني الشهير باتريك كوكبرن إن من يريد التعرف على ما ستبدو عليه مدينة الموصل العراقية بعد طرد داعش منها يجب عليه أن يسترجع ما حدث بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ويضيف كوكبرن، في مقال بصحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم الجمعة، إن القوات المشاركة في تحرير مدينة الموصل تظهر أنها في حالة تحالف لكنها في حقيقة الأمر قوى متنافسة على مدى فترات طويلة من الزمان، مشيرًا إلى أنه زار المدينة في 11 أبريل من العام 2003 عندما سقطت في يد قوات البيشمركة الكردية وعدد من القوات الخاصة الأمريكية، وكان أبرز ما شاهده هو سيارات محملة بمسروقات من المدينة متجهة إلى مناطق حكم الأكراد في شمال العراق.
"شاهدت القوات الأمريكية تقتل رجلاً يظهر في نافذة منزل ملوحًا بالعلم العراقي"؛ يقول كوكبرن مشيرًا إلى أنه لو كان هناك أي نوع من أنواع التعاطف بين القوات القادمة لتحرير المدينة والمواطنيين الذين سيتم تحريرهم من داعش فإن هذا الشيء يتطاير بسرعة كبيرة.
كل المباني الحكومية داخل المدينة بما فيها مباني الجامعة تعرضت للسرقة بواسطة الأكراد والعرب، وكان المواطنون السنة في المدينة يطالبون الناس عبر مكبرات الصوت من داخل المساجد أن يقيموا حواجز لحماية مقاطعاتهم من الغجر الذين يمكن أن يقدموا على سرقة منازلهم.
ولفت الكاتب إلى أنه ترك سائق السيارة التي كان يستقلها داخل المدينة وتوجه إلى داخل أحد المنازل، لكن عاد فوجد الفزع يسيطر عليه بعدما تجمع حوله الأهالي ظنًا منهم أنه كردي وحاولوا قتله وإشعال النار في سيارته لولا تدخل أحد أئمة المساجد قبل تعرضه للأذى بلحظات، مشيرًا إلى أنه كان يريد الخروج من المدينة على وجه السرعة.
وألمح إلى أن ذلك الشئ حدث في مدينة كركوك النفطية التي سقطت في ذات الوقت، مشيرًا إلى أنه تحدث حينها إلى والد جلال طالباني، الزعيم الكردي، عما يحدث داخل المدينة فأكد له حينها أن المقاتلين الأكراد سيخرجون بعد تأمين المدينة ولن يستمر بقائهم أكثر من 45 دقيقة.
لكنهم لم يخرجوا منها منذ 13 عامًا، يقول الكاتب، مشيرًا إلى أن المدينة تضم أكرادًا وعرب وتركمان، وأن الأكراد يريدون حكم تلك المدينة إلى الأبد بدعوى حقهم التاريخي فيه، مشيرًا إلى أن العالم تناسى وقتًا لم يكن الأكراد يحكمون فيه المدينة.
ويدرك الأكراد أن الغزو الأمريكي للعراق وإسقاط نظام صدام حسين يخلق ظروفًا غير مسبوقة من السيولة السياسية وأن الظروف التي أوجدها فتحت الباب واسعًا لصناعة الواقع على الأرض بصورة تجعله غير قابل للتغير مهما كانت الاحتجاجات من اللاعبين الآخرين في المنطقة.
وأوضح الكاتب أن الفراغ الذي خلفه سقوط صدام حسين عام 2003 سيتكرر بعد سقوط داعش في الموصل على يد قوات عسكرية تمثل أكثر من دولة وفصيل محلي بداية من الجيش العراقي والأكراد والميليشيات شبه العسكرية السنية والشيعية، مشيرًا إلى أن جميعهم يتحالفون في الوقت الحالي، لكنهم متنافسون قبل كل شيء ولكل منهم مصلحة خاصة في إسقاط المدينة.
فالشيعة الذين يهيمنون على السلطة في العراق يريد السيطرة على المدينة ذات الأغلبية السنية لإحكام سيطرتها على العراق بدعم أمريكي.
ويسعى الأكراد للسيطرة على المدينة لدعم سلطة الحكم الذاتي الخاصة بهم في المنطقة ويطلقون عليها مناطق متنازع عليها، وهو ما قاموا به عقب هزيمة الجيش العراقي من داعش عام 2014.
وتريد تركيا التي تمثل قوة سنية كبرى في المنطقة أن يكون لها دور فعال في الدفاع عن المدينة السنية، ولتحقيق ذلك تصر على المشاركة في الهجوم على المدينة.
فيديو قد يعجبك: