الإيكونوميست: أردوغان.. ولعبة الحرب في سوريا والعراق
كتب - علاء المطيري:
قالت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أصاب هدفين في ضربة واحدة في سوريا وأنه مٌصر على التواجد عسكريًا في سوريا والعراق بدعوى تأمين حدود بلاده الجنوبية من الإرهابيين في سوريا وحماية المواطنين السنة من الميليشيات الشيعية في مدينة الموصل العراقية.
وتابعت: "تحركاته العسكرية في سوريا، قبل شهرين، مكنته من إبعاد مقاتلي داعش عن حدود بلاده مع سوريا بصورة تجعل تركيا في مأمن من أي هجوم صاروخي، وتمكنت في ذات الوقت من إيقاف وحدات حماية الشعب الكردي المدعومة من الغرب رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل تركيا، والفصل بينها وبين التقسيمات الإدارية للأكراد في الشرق والغرب".
ولفتت المجلة في تقرير لها، اليوم السبت، إلى أن القوات التركية التي دخلت سوريا محاطة بقوات المعارضة السورية المدعومة منها، قبل شهرين، تمكنت من طرد مسلحي داعش من مدينة "جرابلس" الحدودية شمال غرب البلاد، واجتاحت، بداية الشهر الجاري، قرية "دابق" بمدينة حلب شمال البلاد، وتخطط للتحرك نحو مدينة الباب شمال سوريا، مشيرة إلى أن تلك المدينة ستشهد قتالاً عنيفًا.
ونوهت المجلة إلى قول أردوغان: "ربما نتحرك للرقة قريبًا"، لكنها أشارت إلى قول كان أكون، باحث في موقع "SETA" البحثي التابع للحكومة التركي: "ربما يكون استمرار تركيا في حملتها داخل سوريا استنزافًا لمواردها لأن مواصلة التحرك داخل سوريا يحتاج إلى قوات إضافية.
ولفتت إلى قول أحد المقاتلين في مدينة "جرابلس" أنهم سوف ينضمون للقتال ضد قوات النظام السوري بشار الأسد في نهاية الأمر لأنه من المهم بالنسبة لهم أن يتم رفع الحصار عن مدينة حلب.
لكن تلك الأمنية ربما لا تتحقق لأن تركيا لديها مصالح في تأمين فنائها الجنوبي وفي ذات الوقت تقوم بترتيب أوراقها وفقًا لتوافق المصالح مع روسيا، تقول المجلة، مشيرة إلى أن روسيا ستضمن لتركيا الاحتفاظ بمدينة "جرابلس" وفي المقابل ستقوم الأخيرة بسحب المعارضة من مدينة حلب التي تقاتل النظام السوري.
وحتى إذا وصلت التحركات الغير متوقعة من أردوغان إلى حد المصالحة بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد فإن طموحاته سوف تمتد لأبعد من مدينة جرابلس، وفقًا للمجلة التي أشارت إلى تأكيداته على حقه في التدخل في داخل حدود سوريا ضد الأكراد، وقوله: "من الآن، لن ننتظر حتى يأتي الإرهابيون للهجوم علينا، سنبادر بقتالهم، لن يأمنوا خارج حدود تركيا".
وبعد حديث أردوغان بساعات بدأت الطائرات التركية قصف مواقع وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، في 19 أكتوبر الجاري.
وفي الجبهة الجنوبية الثانية أصر أردوغان بقوة على أن يكون لبلاده دورًا في معركة الهجوم على الموصل لتحريرها من داعش، رغم الاعتراضات العرقية والأمريكية، مشيرًا إلى أن بلاده لديها التزام تجاه المواطنين السنة في المدينة ويتوجب عليها حمايتهم من الميليشيات الشيعية.
ولفتت المجلة إلى أن حديث أردوغان عن غزو المدينة ربما يكون تهديدًا ووعيدًا الهدف منه مواصلة اللهجة القومية التي يتبناها للوصول إلى إنشاء دستور جديد العام القادم، يكون نظام الحكم فيه رئاسي يمنح الرئيس سلطات تنفيذية واسعة.
ولكي تأتي خطابات أردوغان القومية ثمارها فإنه بحاجة إلى قوات عسكرية تسوي 50 ضعف القوات الحالية في العراق، وفقًا لمحللين سياسيين.
لكن، تقول المجلة، ربما يخرج أردوغان بمفاجأة بعد قوله: "نعرف تلك المنطقة جيدًا"، مشيرة إلى تحذيره للغرب: "أنت أجانب هنا، ولا تعرفون ما نعرفه".
فيديو قد يعجبك: