لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أسوشيتد برس: ليبيا تتحول سريعا إلى نقطة مواجهة جديدة ضد داعش

02:34 م الأحد 21 فبراير 2016

كتبت - سارة عرفة:

قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن ليبيا تتحول بشكل سريع لتصبح نقطة مواجهة جديدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، والذي يعمل على اجتذاب اعدادا كبيرة من الجهاديين من الخارج، كما يسعى لاستمرار حالة الفوضى بالبلاد كي يوسع معقله في دولة الواقعة في شمال افريقيا الغنية بالبترول.

وتسعى واشنطن وحلفاءها في أوروبا لإنهاء حالة الانقسامات المتوغلة بين فصائل ليبيا، حتى تستطيع خلق حكومة موحدة، يستطيع الغرب الاعتماد عليها في حربهم ضد الجهاديين، وفقا للوكالة.

ولفت أسوشيتد برس إلى أن الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة ضد مخيمات داعش، أسفرت عن مقتل أكثر من 40 مسلحا، بما فيهم قيادي تونسي بارز، في إشارة إلى استعداد واشنطن للتحرك بقوة، حتى قبل أن يتم التوافق على حكومة موحدة.

واستطاع تنظيم الدولة الاسلامية شن العديد من الهجمات من معقلهم بمدينة "سرت" في الشهور الأخيرة، تضمنت تفجيرات ضد أقسام الشرطة، وكذلك على نقاط غنية بالبترول ومنشآت تصدير، وضرب كل ما من شأنه صنع المال.

وبحسب الوكالة فإن داعش لم تستطع حتى الأن الاستيلاء على مناطق كثيرة في ليبيا، مثلما فعلت في سوريا والعراق، حتى أن فرع التنظيم في ليبيا عانى من الانتكاسات خلال العام الماضي، بل إن المسلحين الليبيين قادوا مقاتليهم خارج مدينة درنة، ونجحت القوات الأمريكية في ديسمبر من قتل قائدهم.

وقال مسؤول أمريكي في الأسابيع الماضية إن التنظيم مؤخرا أطلق عمليات توسعية لإثبات وجوده، مشير إلى أن التنظيم يجلب مقاتليه من الخارج، وبشكل اساسي من شمال افريقيا وصحاري افريقيا، فكان يقدر عددهم 3 آلاف إلا أنهم أصبحوا 5 آلاف.

وأوضحت الوكالة أن بناء حكومة ليبية موحدة لقتال الجهاديين، يعد مهمة كبيرة لتقوم بشكل فعال فيما فشلت فيه الدولة منذ 2011 بعد الاطاحة وقتل الديكتاتور معمر القذافي.

فبعد مقتل القذافي، وانهيار الجيش انقسمت البلد لنصفين مع ظهور المليشيات المسلحة، وأصبح هناك حكومتين احدها في العاصمة الليبية طرابلس بقيادة الاسلامين ومن وراءهم الائتلاف المسلح الذي يعرف بفجر ليبيا، والأخر والمعترف به دوليا يقع في مدينة طبرق ويسانده مليشيات أخرى وبقايا الجيش بقيادة اللواء خليفة حفتر.

وطيلة العام الماضي ظل كلا من الجانبين يتصارعا، حتى ان محاولات الأمم المتحدة لبناء حكومة موحدة ضاعت بين الجانبين، مع وجود دعم من السياسيين والمليشيات لكلا الجانبين.

وبالتطرق لأسباب الحرب الليبية الأهلية، ترى الوكالة أن المليشيات التي تساند الحكومة في طرابلس كانت تحارب الدولة الاسلامية خارج سرت، بينما الأخرين تحالفوا مع الجهادين لقتل حفتر ومؤيدو قوات طبرق من أجل السيطرة على ثاني أكبر مدينة ليبية بنغازي.

وقال المحلل السياسي الليبي أن الغموطي، فإذا لم تستطع الولايات المتحدة وأوروبا أن تجعل كل المليشيات متوافقة، فإن كل الجهود الهادفة لمحاربة داعش لن تفلح، وحتى وإن نجحوا في جمع السياسيين في طرابلس وطبرق في نفس الخندق. فبعض الميليشيات سوف تلجأ على الأرجح للتدخلات الدولية، سواء كانت غارات جوية أو دعم عسكري، للحد من قوة منافسيهم في تغذية الحرب.

وأضاف الغموطي، أنه بدون التوصل لاتفاق بين هؤلاء الميليشيات، فسوف تندلع حربا أهلية بين هؤلاء الموالين لداعش ومن يحاربونها، وسيصبح الوضع خارج السيطرة.

تقول الوكالة إن وجود داعش في ليبيا محدودا، فهم يتحكمون في سرت وبعض القرى المجاورة التي تمتد بطول الساحل المتوسط، لكنها لديها بؤرا خطيرة حول البلد، تشمل طرابلس على الوجه الخصوص في المدينة الأكثر تعرضا للغارات الأمريكية صبراتة.

فعدد من الدواعش المدربين خارج صبراتة بالإضافة إلى عدد من الجهادين يبدو أنهم يخططون للاستيلاء على المدينة، بحسب ما صرح به أحد المسؤولين لأسوشيتد برس، مضيفا أن هناك ما يقارب من 700 داعشي موجودين بالمدينة أغلبهم تونسيين، وميليشيات أخرى قادمة من سرت لتعزيز تواجدهم.

ففي أواخر العام الماضي أظهر جهاديو داعش بصبراتة عرضا قويا، تمثل في مقاومتهم للسلطات المحلية بتواجد كثيف للسيارات وتلويحهم بالرايات السوداء.

ولوح التنظيم بالتصعيد ضد الأثار الموجودة في المدينة بعد تدميرهم لأثار الحقبة الرومانية في ليبيا في مشهد دراماتيكي، لحد يصل أبعد مما حدث في العراق وسوريا، إلا أن تدمير صبراتة لم يعد هدفا حتى الأن.

واستطاعت الشرطة الليبية من تدمير مخابئ للتنظيم في صبراتة، وقتلت على الأقل سبعة مقاتلين واسرت أخرين بحسب المسؤولين، الذين أشاروا إلى أن اعمار من وقعوا في الأسر تراوحت بين 17 و18 عاما.

وذكرت الوكالة أن خطرا أخر يلوح في الأفق من أن يتمكن الجهاديين من السيطرة على مرافق ليبيا النفطية والتي تقع بشكل كبير في الصحراء شرق سرت، بعد ان شنوا عددا من الهجمات أثرت سلبيا على الصناعة الذي عانى لإعادة بناءه منذ سقوط القذافي.

فخلال عهد القذافي كانت ليبيا تنتج 1.6 مليون برميل يوميا، اما منذ ظهور داعش، تراجع هذا الانتاج بقوة حتى وصل لـ 350.000 برميل يوميا العام الماضي.

وأشارت الوكالة إلى ان التنظيم توسع في اواخر عام 2014 وسيطر على درنة ثم سرت، لكن نفس الفوضى التي شهدتها البلاد وفتحت الباب لداعش بليبيا، كانت عائقا أمام توسع الجماعة.

وفي نوفمبر، أعلن فريق الأمم المتحدة المكلف بمراقبة داعش ورفع تقارير عنه لمجلس المن أن الجماعات المسلحة تبدو مقيدة في توسعاتها بشكل أسرع حول معقلها الحالي، لأن ليس لديها العدد الكافي، ولأنها لم تستطع السيطرة على مرافق النفط.

وهذا يفسر عودة عددا كبيرا من المقاتلين من الخارج، لكن التدفق العكسي بدى وأنه يغذي الانقسامات في داعش كذلك.

وقد صرح ثلاثة ليبيين كانوا قد انضموا لصفوف داعش لأسوشيتد برس، بأنهم يجدون كل المنضمين الجدد للتنظيم يفتقرون للمهارات والمميزات، بل انهم يسعون للحصول على الأموال التي يصادرها التنظيم في مدينة سرت، وأنهم غير مؤهلين بعكس المقاتلين الموجودين في سوريا والعراق.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان