لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز: منفذ هجوم ميونخ "إرهابي أم قاتل هائج؟"

09:23 م الأحد 24 يوليو 2016

صورة أرشيفية لمنفذ هجوم أوسلو عام 2011

كتب - علاء المطيري:

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن هجوم ميونخ كشف تحول في المسميات التي يتم إطلاقها على مثل تلك الهجمات، متسائلة عن وصف المنفذ: "هل هو إرهابي أم قاتل هائج؟".

ولفتت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الأحد، إلى أن قائد شرطة ميونخ، هيبرتوس أندرا، ذكر معلومتين متعارضتين صباح اليوم التالي للهجوم قائلاً: " من المحتمل أن يكون المسؤول عن المذبحة قاتل ناقم أكثر من كونه عمل إرهابي"، ولكن عندما سئل عن أندريز بريفيك، اليميني النرويجي منفذ هجوم أوسلو الذي راح ضحيته 77 شخصًا قبل 5 سنوات، قال إن هذا الاتصال بين الحادثين واضح.

وأضاف: "يجب أن نعرف أنه كان مدركًا لما يقوم به، في إشارة إلى على سنبلي، 18 عامًا، منفذ هجوم ميونخ.

ومازالت المعلومات تتكشف عن سنبلي، لكن بغض النظر عن التفاصيل، تقول الصحيفة، فإن تصنيف قائد شرطة ميونخ للهجوم باحتمال أن يكون مستلهمًا من هجوم إرهابي شهير وليس إرهابًا في ذاته، يعكس وجود خط ضبابي بين القتل الجماعي والعمل الإرهابي.

ووفقًا للصحيفة فإن هذا الخط الضبابي يتم رسمه في الغالب بصورة مختلفة اعتمادًا على ظاهر الفكر الذي يتبناه، فعندما يصدر منفذ الهجوم إشارات له دلالات ميل للجماعات الجهادية مثل الهجمات الأخيرة في أورلاندو بالولايات المتحدة أو نيس في فرنسا يتم الحكم على الهجوم بأنه عمل إرهابي، ولكن عندما تكون هناك مصادر تشير إلى انتمائات يمينية - يقول قائد شرطة ميونخ - فإنه يجري التعامل مع الحادث على أنه عمل فردي من شخص ناقم يواجه اضطرابات نفسية.

وتساهم هذه السياسة في تغذية تخوفات جماعات حقوقية ومنظمات إسلامية في أوروبا والولايات المتحدة بأنه مستوى منع تسمية الهجمات بأنها إرهابية يكون في أدنى مستوياته عندما يكون المهاجم له صلة بالإسلام، وهو ميل يساهم في دعم توجهات المجموعات اليمينية التي تطالب بوضع قيود خاصة على المسلمين.

ولفتت الصحيفة إلى أن داعش ساهمت في جعل الخط الفاصل بين الهجوم الإرهابي والهجمات المنفردة بتشجيعها للمنتمين لها أو من يستلهمون فكرها على تنفيذ هجمات منفردة، مشيرة إلى أنه قد يستحيل تمييز مهاجم يتصرف نيابة عن مجموعة جهادية عن آخر كل علاقته بها أنه يستوعب بعض مبرراتها لتنفيذ أعمال عنف.

وتستفيد المجموعات الجهادية من حالة الغموض التي تجعل الفصل بين الهجوم الإرهابي والهجمات المنفردة أمر صعب، وتدعي مسؤوليتها عن تلك العمليات لترهب مجتمعات قد يصعب الوصول إليها إلى أبعد الحدود.

لكن أصحاب الفكر غير الجهادي ربما يكونوا قادرين على تنفيذ أعمال عنف مستوحاة من آخرين دون أن يكون من الممكن التعرف عليهم بدقة، وعلى سبيل المثال كان بريفيك، منفذ هجومي النرويج في أوسلو وجزيرة قريبة منها عام 2011 يستوحي فكرة العنف من مواقع يمينية متشدد كان معلقًا نشطًا على تقاريرها، حيث كشفت أبحاث نشرها 1500 بيان يشبه دعاية داعش جميعها تدعوا لتبنى فكره وتبرره.

ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما يكون الإرهاب قضية كبرى في السياسات الغربية، فإن تعريف شيء ما على أنه إرهاب لا يتوقف الأمر على تحديد دوافعه بل على التصريحات السياسية في حد ذاتها.

ففي حالة ديلان رووف، شاب أمريكي، 22 عاماً، قتل 9 أشخاص في كنيسة السود بولاية كارولينا الجنوبية كان يحمل دلالات لحقبة العنصرية في جنوب أفريقيا واتضح لاحقًا أنه كان يود إشعال حرب عرقية، لكن عندما وقف أمام العدالة لم يذكر أحد كلمة "إرهاب".

وتعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما لانتقادات من الجمهوريين لعدم تصنيفه بعض الأحداث بأنها إرهاب مشيرين إلى أن ذلك يبرر تجنب هذا الوصف، لكن المجموعات الحقوقية ومنظمات إسلامية ترى أنه حتى الهجمات التي يقوم بها شخص واحد تصنف على أنها إرهاب فقط إذا كان الفاعل مسلم، وهو ما يجعلهم يعتقدون أن ذلك يشجع على الهجمات المعادية للإسلام في أوروبا وأمريكا.

ويقول محللون متخصصون في متابعة قضايا الإرهاب إنه من الصعب التفرقة بين من يقوم بأعمال عنف لاسباب سياسية ومن يقوم بها انطلاقًا من دوافع شيطانية في داخله، وهي حقيقة صعبة، تجعل تلك التهديدات خطر كبير في المستقبل.

وختمت الصحيفة: "إن التطورات الأخيرة تقودنا إلى أن هجوم ميونخ مستلهم من واحد من أشهر الهجمات الإرهابية في أوروبا ولا يشكل عمل إرهابيًا في ذاته".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان