تحرير الرقة.. حكايات المدنيين دمرت أسطورة "داعش" المزعومة

كتبت - هدى الشيمي:

بعد معركة استمرت أربعة أشهر، تمكنت القوات السورية المدعومة من أمريكا من استعادة مدينة الرقة في 17 أكتوبر الجاري، والتي اتخذها التنظيم عاصمة لخلافته المزعومة منذ عام 2014.

وتقول صحيفة " كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إنه بالرغم من أن الانتصار قد يبدو عسكريا، إلا أن الأبطال الحقيقين في هذه المعركة هم المسلمين الذين عاشوا تحت حكم التنظيم القاسي، ورفضوا الاستسلام لمقاتلي التنظيم، والسير وراء أيدولوجيته المتطرفة، كما أنهم دعموا القوات السورية التي تمكنت من تحرير المدينة بشكل سري.

وتشير الصحيفة إلى أن أحد أهم الأسلحة التي ساهمت في تحرير معاقل داعش في سوريا والعراق وليبيا، كانت الحوارات التي أجرتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية مع المواطنين القابعين تحت حكم التنظيم، والذين قصّوا الأهوال التي يعيشوها هناك.

وتفسر ذلك بأن حكايات المدنيين دمرت الأسطورة التي حاولت داعش نشرها عن نفسها، واستخدمت وسائل دعائية وإعلامية عالية الجودة من أجل الترويج لها، ما دفع قادة التنظيم لنشر تسجيل صوتي لزعيمه أبو بكر البغدادي، دعا فيه أنصاره إلى الصبر والثبات في وجه الكفار المتحالفين ضدهم في سوريا والعراق.

ورغم محاولات البغدادي المستميتة للتعتيم على العديد من الحقائق المُتعلقة بداعش، تشير الصحيفة إلى أن مئات الصحفيين سيحاورون الآن أكثر من 200 ألف شخص عاشوا في الرقة، وستساعد القصص التي سيرونها على تحرير باقي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، كما حدث في الموصل والفلوجة وغيرها من المناطق التي تم تخليصها من سطوة التنظيم.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الدرس المستفاد من انهيار داعش في سوريا والعراق، هو أن المواطنين لن يتخلوا بسهولة عن حريتهم في مقابل معتقدات دينية، أو ايدولوجية خاطئة تروجها بعض المنظمات.

وتؤكد أن التحرير المدينة الحقيقي، حدث بمقاومة مواطنيها، وتحرر أفكار سكانها ومعرفتهم الحقيقة، وهذا ما حدث قبل فترة طويلة من دخول القوات المقاتلة للتنظيم للمدينة.