سؤال وجواب - كل ما نعرفه عن وثائق "أوراق الجنة"
كتبت- رنا أسامة:
كشف تسريب جديد وضخم لوثائق مالية كيفية استثمار الأثرياء في العالم لثرواتهم، وشملت القائمة الملكة اليزابيث الثانية، كما كشفت أن وزير التجارة الأمريكي المعين من طرف دونالد ترامب له أسهم في شركة تتعامل مع روس فرضت عليهم واشنطن عقوبات.
وكانت وثائق سُرّبت قبل أشهر، عُرفت باسم "وثائق بنما"، أفضت إلى استقالة وإقالة عدد من المسؤولين في العديد من البلدان، كما أسفرت عن مقتل صحفية مُشاركة في التحقيقات الخاصة بتلك الوثائق.
ما هي أوراق الجنة؟
هو مُصطلح أُطلِق على تسريبات ضخمة تضم حوالي 13.4 مليون وثيقة. مُعظم الوثائق تتعلّق بمؤسسة قانونية وشركة خدمات تعملان معًا في 10 ولايات قضائية تحت اسم "أبلبي"، بحسب ما نشرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الاثنين.
تغطي الوثائق الفترة من عام 1950 وحتى 2016. وما نشر أمس الأحد يمثل جزءا بسيطا في بحر أسبوع، يسلط فيه الضوء على الملفات المالية لمئات من الأشخاص والشركات التي تربط بعضها صلات قوية بالمملكة المتحدة.
ويتعلق الأمر أساسا بأماكن خارج الوطن، تعرف بأنها ملاذات ضريبية للشخص العادي، أو المراكز المالية الخارجية الأكثر فخامة (أوفس) لهذه الصناعة. وهي عموما مستقرة وسرية وموثوق بها، وغالبا ما تكون في جزر صغيرة ولكن الأمر لا يقتصر على الجزر فقط.
وتلعب المملكة المتحدة دورا كبيرا في هذه القصة فكثير من أراضيها التابعة للتاج البريطاني تدرج أسماءها في قوائم الملاذات الضريبية، كما أن العديد من المحامين والمحاسبين والمصرفيين العاملين في النشاطات المالية ما وراء البحار مقرهم في لندن.
ما هو مصدر التسريبات؟
جاءت معظم البيانات من شركة تُدعى "أبلبي"، وهي شركة خدمات قانونية، توجد في برمودا، وتساعد العملاء على إنشاء ولايات قضائية في الخارج بمعدلات ضريبية منخفضة أو منعدمة.
كم عدّد المؤسسات الإعلامية التي اطلعت على التسريبات؟
هناك 96 وسيلة إعلامية اطلعت على الوثائق، بينهم "الجارديان" البريطانية. ويُحقّق 381 صحفيا من 67 بلدا في تلك الأوراق.
من حصل على الوثائق؟ وكيف؟
وصلت التسريبات إلى صحيفة "سوديوتش زيتونغ" الألمانية، التي حصلت على وثائق بنما العام الماضي. ودعت الاتحاد الدولي لصحفيي التحقيق - منظمة مقرها في الولايات المتحدة- للإشراف على التحقّق منها ونشرها. ولم تكشف الصحيفة عن المصدر الذي استقت منه الوثائق.
هل تُركّز "أوراق الجنة" على الشركات أم الأفراد؟
تركّز على كليهما. ويربطها خيط واحد هو "التهرّب الضريبي". ووردت في التسريبات معلومات عن كُبرى الشركات العالمية متعددة الجنسيات، بما في ذلك "فيسبوك وآبل ونايك". كما طالت بعض أغنى الشخصيات في العالم من الملكة إليزابيث إلى المغني الآيرلندي بونو، ومن نجوم مسلسلات "السِت كوم" البريطانية إلى نجوم هوليوود.
ما الذي تُظهره الوثائق؟
تُظهِر الوثائق أن الإمبراطورية البحرية أكبر وأكثر تعقيدًا مما يعتقده معظم الناس. وتُركّز بعضها على كيفية استخدام الساسة والشركات متعددة الجنسيات والمشاهير للهياكل المعقدة للائتمان والمؤسسات المالية لحماية أموالهم من مسؤولي الضرائب أو إخفاء معاملاتهم وراء حجاب من السرية.
وتظهر "أوراق الجنة" أن حوالي 10 مليون جنيه استرليني من مال الملكة إليزابيث الخاص قد استثمر خارج بريطانيا. والسؤال الرئيسي الذي تعرّضت له التسريبات: "هل ذهبت أشكال التهرّب الضريبي إلى أبعد من ذلك؟".
وقد وُضعت هذه الأموال في جزر كايمان وبرمودا دوقية لانكستر التي تمد الملكة بمدخولها، كما تشرف على استثماراتها التي تخص عقاراتها الخاصة المقدرة قيمتها بـ500 مليون جنيه. ولا يوجد انتهاك للقانون فيما يخص هذه الاستثمارات كما لا يوجد أي دليل على سيناريو التهرب الضريبي. لكن يبقى السؤال هل ينبغي للملكة الاستثمار خارج البلاد؟
ماذا تقول "أبلبي"؟
أنكرت الشركة إجرائها أي مخالفات، سواء من جانبها أو من قِبل أي من عُملائها. لكنها أقرّت بأنها ليست معصومة عن الخطأ وأنها حاولت أن تتعلم من أخطائها. ووافقت الشركة على الرد على أي استفسارات رسمية تتعلّق بما تكشّف في الوثائق.
فيديو قد يعجبك: