قادة أفريقيا يتبنون استراتيجية انسحاب جماعي من محكمة دولية

كتبت - سارة عرفة:

قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن القادة الأفارقة تبنوا اليوم الثلاثاء استراتيجية تطالب بانسحاب جماعي من المحكمة الجنائية الدولية. جاء القرار غير الملزم خلف الأبواب المغلقة قرب نهاية قمة الاتحاد الأفريقي.

كان ذلك أحدث تعبير عن نفاذ صبر القادة الأفارقة من المحكمة، التي يقول البعض إنها تركز بشكل ضيق جدا على أفريقيا فيما تسعى وراء الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. والعام الماضي أعلنت جنوب أفريقيا وبوروندي وغامبيا خططا لترك المحكمة، ما أثار مخاوف من إمكانية انسحاب دول أخرى - بحسب الوكالة.

أكد دوسير أسوغبافي، رئيس مكتب اتصال منظمة أوكسفام الدولية لدى الاتحاد الأفريقي، تبنى الاستراتيجية. كما أكد مصدر قريب من المجلس القانوني للاتحاد القري الاستراتيجية، قائلا إن البلدان انقسمت حول ما إذا كانت تطلب الانسحاب من المحكمة بشكل منفرد أو الانسحاب بشكل جماعي.

قال المصدر إن أغلبية البلدان حذرت أيضا من منع الحصانة والإفلات من العقاب الذي تم تعديله في نظام روما الأساسي، تلك المعاهدة التي أسست المحكمة في 2002. تحدث المصدر شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول الحديث للصحافة.

وتنتقد بعض البلدان الأفريقية على نحو خاص المحكمة الجنائية الدولية لمطاردتها رؤساء الدول. والرئيس السوداني عمر البشير مطلوب أمام المحكمة منذ 2009 بزعم تنسيقه فظائع في دارفور. كما تسببت المحكمة في اضطراب فيما بين بعض البلدان الأفريقية لتوجيهها اتهاما للرئيس الكيني أوهورو كينياتا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في العنف الذي أعقب انتخابات 2007 الذي قتل فيه أكثر من ألف شخص. وانهارت القضية بسبب ما وصفته الحكومة بعدم تعاون الحكومة الكينية.

وقالت إليس كبلر من برنامج العدالة الدولية التابع لمنظمة هيومان رايتس ووتش إن استراتيجية الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية ليس لها جدول زمني "وقليل من التوصيات الملموسة للعمل." وأشارت إلى العديد من الدول الأفريقية من بينها نيجيريا والسنغال والكونغو دعمت المحكمة الجنائية الدولية في الأشهر الأخيرة.

وتوصى مسودة الاستراتيجية، التي حصلت عليها أسوشيتد برس، بأن تعزز الدول الأفريقية آلياتها القضائية وتوسع اختصاص المحكمة الأفريقية للعدالة وحقوق الإنسان "بهدف تقليل الاحترام للمحكمة الجنائية الدولية."