كيف ستؤثر نتيجة الانتخابات الفرنسية على أمريكا؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة فوكس نيوز الأمريكية إن الانتخابات الفرنسية سيكون لها تأثيرا كبيرا على الولايات المتحدة الأمريكية، بصفتها شريكا تجاريا وأمنيا هاما.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أكدت أن واشنطن تعمل مع باريس عن قرب على عدة قضايا، من بينها مكافحة الإرهاب، والاتفاق النووي الإيراني، وما يتعلق بحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأشارت فوكس نيوز إلى أن الرئيسين الأمريكيين الأخيرين كانا يتحدثان إما عن أو إلى المرشحين لرئاسة فرنسا.
وفي حواره مع وكالة الأسوشيتيد برس الإخبارية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان هي الأقوى بشأن الحدود، وأنها الأقوى فيما يتعلق بما يحدث في فرنسا، مشيرا إلى أنه لم يكن بذلك يُعلن تأييده بلاده الرسمي لها كمرشحة انتخابية.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن لوبان ترغب في تقليص عدد المهاجرين المتواجدين في فرنسا، والانسحاب من العديد من التحالفات العالمية.
أما مُرشح حركة "إلى الأمام" إيمانويل ماكرون، والذي يعد أصغر المُرشحين سنا، فتحدث الأسبوع الماضي مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وكتب على حسابه بموقع تويتر "دعونا نواصل الدفاع عن قيمنا التقدمية، أشكرك على هذا النقاش يا باراك أوباما".
وقال المُتحدث باسم أوباما إنه تحدث مع ماكرون عن أهمية الانتخابات الرئاسية المقبلة لفرنسا، البلد التي يعتبرها الرئيس الأمريكي السابق حليف هام ومُقرب للولايات المتحدة.
ومن بين المُرشحين الأربعة المتصدرين لاستطلاعات الرأي، المرشح اليساري جان لوك ميلينشون، الذي يرغب في الانسحاب من العديد من التحالفات الدولية، وفرانسوا فيون، مُرشح يمين الوسط.
ولفتت فوكس نيوز إلى أن ثلاثة من المُرشحين الأربعة المتفوقين في الاستطلاعات، يفضلون تقوية العلاقات الفرنسية الروسية، واثنان يرغبان في تعزيز قدرات بلادهم الدفاعية، حتى يقل اعتمادها على حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وأمريكا، واثنان تحدثا علنا عن مغادرة أو إعادة تعريف شكل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي، والناتو.
وفي هذا الإطار، قال جيفري راثكي، الزميل ونائب مدير برنامج أوروبا في المركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن انسحاب فرنسا عسكريا من الناتو سيكون بمثابة ضربة كبيرة للمصالح الأمريكية.
وأضاف : "فرنسا من أهم حلفائنا الأكثر قدرة عسكرية، ومشاركتهم في المهمات العسكرية التابعة للناتو أمر في غاية الأهمية، كما أنها هامة للأمن الأمريكي".
ولا يمكن إغفال العلاقات الاقتصادية الأمريكية الفرنسية. تقول الصحيفة إن فرنسا ثالث أكبر شريك تجاري لأمريكا في أوروبا.
وبحسب خبراء اقتصاديين أمريكيين، فإن الولايات المتحدة تصدّر ما يقرب من 30 مليار دولار من البضائع لفرنسا، وتستورد أكثر من 47 مليار دولار.
وأشار أحد المحللين إلى أن انسحاب فرنسا من الاتحاد الأوروبي، سيدفع نحو وعود اقتصادية كبرى.
ولفت داليبور روهاك، الباحث في معهد انتربرايز الأمريكي، إلى أن لوبان وملينشون يشددان على ضرورة إجراء مفاوضات بشأن موقف فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وذلك من شأنه أن يقود باريس للخروج من منطقة اليورو.
وتابع قوله : "بذلك ستتخلف فرنسا عن تسديد ديونها السيادية، مما يقود أوروبا إلى أزمة مالية أكثر كثيرا من تلك التي شهدها في عام 2008
فيديو قد يعجبك: