إعلان

هل يعود تنظيم القاعدة مرة أخرى؟

01:51 م الثلاثاء 15 أغسطس 2017

الظواهري وبن لادن

ترجمة – منن المشري:
نشرت مجلة فورين أفيرز قبل عدة أيام مقالا مطولا لمدير مركز الأمن الدولي والسياسات الدفاعية في مؤسسة راند غير الربحية، سيث جي. جونز، تحدث فيه عن إمكانية عودة تنظيم القاعدة مرة أخرى، بعد أن طغى عليه تنظيم داعش. تحدث الكاتب عن احتمالية عودة التنظيم المتطرف الذي شن أسوأ هجوم إرهابي على الأراضي في تاريخها الحديث، وعن الفرص التي لو أحسن استغلالها ستمكنه من صدارة المشهد مرة أخرى بعد سنوات من التراجع. جاء المقال كالتالي:

على الرغم من أن الولايات المتحدة قد ركزت جهودها على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فإن تنظيم القاعدة قد تمهل في محاولة العودة. وبعيدا عن أنه سينجح أم لا، تتراوح التقييمات حول مستقبله بين معسكرين واسعين. يؤكد البعض، مثل دانييل بيمان من جامعة جورجتاون أن التنظيم (القاعدة) في تراجع بسبب الدعم الشعبي المحدود، والجهود الفعالة لمكافحة الإرهاب من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى، وقتل القاعدة للمدنيين المسلمين. ويلخص حديثه في أن هناك "سببا وجيها للتفاؤل بأن تراجع تنظيم القاعدة حقيقي وربما يكون دائما".

هناك اخرون، مثل علي صوفان عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي سابقا، لا يتفقون مع ذلك. يؤكد صوفان أن القاعدة تتحول من جماعة إرهابية صغيرة إلى شبكة قوية ومنتشرة الفروع، واكتسبت أعدادا وقوى قتالية، وهي تمتد الآن في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. ويجادل دافيد غارتنستين روس من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، أن التنظيم "برز بقوة من خلال اتباع استراتيجية للنمو المتعمد والمفتوح".

ولكن العديد من هذه التنبؤات حول ما إذا كان تنظيم القاعدة سيعاود الظهور أو سيستمر في التراجع هي افتراضات لأنها تخفق في تحديد أهم العوامل التي يمكن أن تؤثر على مسارها.

لم تكن قوة القاعدة في الماضي مباشرة أو صريحة، ولكنها كانت تحت غطاء، وتراجعت بناء على عوامل مثل انهيار الحكومات في العراق وسوريا واليمن. وبالتالي، فإن المهمة الأولى في تحليل مستقبل القاعدة هي مهمة منهجية: تحديد العوامل التي يمكن أن تؤثر على مسارها المستقبلي. إن معظم النقاش حول مستقبل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية يفتقر إلى هذا النهج التحليلي، وقد قفز صناع السياسات والأكاديميون بسرعة إلى استنتاجات حول ما إذا كان تنظيم القاعدة سيعزز أو يضعف، وهو مجرد تخمين.

في هذه الصدد، من المرجح أن تتوقف عودة القاعدة على قدرتها على الاستفادة من الفرص المستقبلية مثل انسحاب أعداد صغيرة من القوات الأمريكية أو غيرها من قوات مكافحة الإرهاب الغربية من ساحات القتال الرئيسية مثل أفغانستان والعراق وسوريا؛ المزيد من التمرد في الشرق الأوسط أو حتى الربيع العربي الثاني؛ السياسات أو الإجراءات الأمريكية أو الأوروبية التي تغذي تصور القمع الإسلامي؛ صعود تنظيم آخر كاريزمي أو زعيم جهادي آخر؛ انتشارا تقليديا واسع النطاق للقوات العسكرية الأمريكية أو غيرها من القوات الغربية، ولكن من غير المرجح في الوقت الحالي، إلى الشرق الأوسط أو جنوب آسيا؛ أو انهيار داعش في الشرق الأوسط أو أفريقيا أو آسيا. ومن المرجح أن ينجم تراجع تنظيم القاعدة عن غياب هذه الفرص أو فشل التنظيم في الاستفادة منها.

جاء صعود القاعدة على أربع موجات. في عام 1988، أنشأ أسامة بن لادن، أيمن الظواهري، وقادة آخرون القاعدة لمكافحة القوات السوفياتية في أفغانستان. وبعد عشر سنوات، في 7 أغسطس 1998، شنت القاعدة هجمات متزامنة ضد السفارات الأمريكية في نيروبي بكينيا ودار السلام في تنزانيا. ثم قام مقاتلو القاعدة بقصف حاملة الطائرات يو إس إس كول في 12 أكتوبر 2000، بينما كانت تتزود بالوقود في اليمن. أسفر الهجوم عن مقتل 17 جنديا امريكيا واصابة 39 اخرين. هذه الموجة الأولى من الهجمات بلغت ذروتها في عام 2001. على مدى العامين المقبلين، واجه تنظيم القاعدة انتكاسة؛ فقد أطاحت الولايات المتحدة وحلفائها أو قتلت قادة القاعدة وناشطيها في أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم.

بدأت موجة ثانية في عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق. أطلق أبو مصعب الزرقاوي وجماعته "التوحيد والجهاد" حملة تمرد عدوانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها. ثم انضم الزرقاوي إلى تنظيم القاعدة في عام 2004. خارج العراق، شن التنظيم هجمات في بلدان مثل إندونيسيا والمغرب والمملكة العربية السعودية وتركيا. وفي مارس 2004، قام إرهابيون من شمال أفريقيا يستلهمون أيديولوجية تنظيم القاعدة بتفجيرات منسقة ضد نظام قطارات الركاب في مدريد، إسبانيا، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 200 شخص وإصابة نحو 200 آخرين. وفي 2005، شنت القاعدة أحد أجرأ هجماتها في أوروبا، حيث قامت بعمليات انتحارية استهدفت فيها ثلاثة قطارات في مترو الأنفاق في لندن وحافلة ذات طابقين. أدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 50 شخصا واصابة 700 اخرين. ولكن بحلول عام 2006، أصبح تنظيم القاعدة في العراق ضعيفا للغاية، وأحبطت أجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية عدة مؤامرات، وقتلت هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية كبار عناصر القاعدة في باكستان.

صعد تنظيم القاعدة للمرة الثالثة بين عامي 2007 و 2009 بعد ظهور أنور العولقي، وهو أمريكي يمني يتمتع بكاريزما كان يعمل إماما في المساجد في ولاية كاليفورنيا وفرجينيا؛ وظهور تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن. في 5 نوفمبر 2009، قتل نضال حسن، وهو رائد في الجيش الأمريكي كان على اتصال مع العولقي، 13 شخصا وأصاب 43 آخرين رميا بالرصاص في قاعدة فورت هود بولاية تكساس. وفي الشهر التالي، حاول عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة التي كانت تطير من أمستردام إلى ديترويت في الولايات المتحدة. لكن المهمة فشلت بعد انكشاف أمره باشتعال القنبلة التي كانت بحوذته. وفى نفس العام، تم القبض على نجيب الله زازي، وهو مواطن أمريكي من نيويورك، لتآمره لتفجير مترو أنفاق مدينة نيويورك بعد اجتماعه مع كبار قادة القاعدة في باكستان. بدأ انعكاس هذه الموجة بمقتل أسامة بن لادن في 2011 ومقتل كبار قادة القاعدة الآخرين في أعقاب حملة الطائرات بدون طيار الأمريكية.

وقد خلق الربيع العربي وانسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان الظروف لموجة رابعة، حيث وسعت فروع تنظيم القاعدة وجودها في بلدان مثل أفغانستان والصومال وسوريا واليمن. ووقعت معظم هجمات القاعدة في الموجة الرابعة في بلدان "العدو القريب" وليس في الغرب. لكن المجموعة ضعفت في عام 2014 بعد صعود تنظيم داعش، الذي كان يطلق عليه في السابق تنظيم القاعدة في العراق.

لا يزال تنظيم القاعدة شبكة واسعة ومتداخلة في مناطق متعددة. أيمن الظواهري هو زعيم التنظيم، يحيط به المدير العام عبد الرحمن المغربي وكبير المديرين أبو محسن المصري. ويبدو أن القيادة الاسمية للمجموعة لها تأثير محدود على تنظيم له خمسة أفرع: جبهة النصرة في سوريا، القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، القاعدة في شبه القارة الهندية في جنوب آسيا، حركة الشباب في الصومال، والقاعدة في المغرب الإسلامي في شمال أفريقيا. وبالإضافة إلى ذلك، تحتفظ المجموعة بعلاقة نشطة مع الجماعات في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا مثل أحرار الشام في سوريا وحركة طالبان وشبكة حقاني في أفغانستان وحركة طالبان الباكستانية في باكستان وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في المغرب العربي وغرب أفريقيا.

ومن بين أكثر فروع تنظيم القاعدة نشاطا في أفغانستان وسوريا واليمن. في سوريا، لا تزال جبهة النصرة عنصرا هاما من عناصر التمرد ضد النظام السوري. تعاونت في يناير 2017 مع عناصر من أحرار الشام وغيرها من الجماعات لتشكل هيئة تحرير الشام، ولكن جبهة النصرة لا تزال تعمل بشكل فعال كفرع تنظيم القاعدة في سوريا، مع ما يصل إلى 10 آلاف مقاتل.

حاول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن التوسع في محافظات أبين، ومآرب، وشبوة مع ما يزيد عن 4000 مقاتل. في أبريل 2017، حدد قاسم الريمي، زعيم التنظيم، استراتيجيته لبناء دعم واسع وعميق بين الجماعات والقبائل السنية في اليمن: "نحن نقاتل جنبا إلى جنب مع جميع المسلمين في اليمن، جنبا إلى جنب مع الجماعات الإسلامية المختلفة. قاتلنا مع السلف دون استثناء. قاتلنا مع الإخوان المسلمين وأيضا إخواننا من أبناء القبائل. وقاتلنا معا مع الجمهور في عدن وأماكن أخرى. نحن نشارك مع المسلمين في كل معركة".

وأعلن الظواهري في سبتمبر 2014 عن إنشاء شبكة جديدة تابعة للقاعدة في شبه القارة الهندية، تشرف على الأنشطة في أفغانستان وبنجلادش والهند وباكستان. ويقود هذا الفرع عاصم عمر وهو عضو سابق في حركة الجهاد الإسلامي، وهي جماعة إرهابية مقرها باكستان ولديها فروع في شبه القارة الهندية. يرافق عمر، نائبه الأول أبو زهر، ويشرف على نحو 200 مقاتل.

وعلى الرغم من استمرار القاعدة، إلا أن التنظيم شن عددا قليلا من الهجمات الناجحة في الغرب على مدى السنوات العديدة الماضية. وخلافا لداعش، فشلت القاعدة أيضا في إلهام العديد من الهجمات في الخارج. وقد وقع أحد اخر مؤامرات القاعدة الرئيسية في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقد من الزمان عندما كان نجيب الله زازى واثنان من شركائه يستعدون لشن هجمات انتحارية على مترو أنفاق مدينة نيويورك. ولكن أجهزة الاستخبارات وأجهزة إنفاذ القانون الامريكية والبريطانية احبطتها. وكان شريف كواتشي الذي تدرب في اليمن مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ضالعا في الهجوم الذي وقع في يناير 2015 على الصحيفة الأسبوعية "تشارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة في باريس. أسفر الهجوم عن مقتل 12 شخصا وإصابة 11 آخرين. لكن هجوم تشارلي كان أبعد من ذلك، لأن معظم أعمال العنف التي قام بها تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة كانت موجهة نحو أهداف في بلدان "العدو القريب" مثل كينيا والصومال وسوريا واليمن.

ومن غير الواضح ما إذا كان تنظيم القاعدة سيكون قادرا على عمل موجة خامسة لآن قادة التنظيم ما زالوا يسعون إلى إقامة خلافة تمتد من أفريقيا عبر الشرق الأوسط إلى أسيا. وقد تؤثر عدة عوامل على ارتفاع أو تراجع تنظيم القاعدة خلال السنوات القليلة القادمة. معظم هذه العوامل خارجة عن سيطرة القاعدة، على الرغم من أن الكثير سيعتمد على كيفية استجابة الجماعات السلفية الجهادية لها.

أولا: يمكن أن يساهم انسحاب القوات العسكرية الأمريكية أو غيرها من القوات العسكرية الغربية - ولا سيما قوات العمليات الخاصة والقوة الجوية - من ساحات القتال الجهادية في إعادة الانبعاث للتنظيم. ومن الأمثلة على ذلك انسحاب القوات الأمريكية أو غيرها من القوات الغربية من أفغانستان والعراق والصومال وسوريا. في اثنين على الأقل من سوريا وأفغانستان بعض مسؤولي إدارة ترامب شككوا في حكمة التزام أمريكي طويل الأمد. إن الإجراءات الأمريكية في هذه البلدان، مهما كانت محدودة، كانت بمثابة فحص ضد تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى. وقد ساهم خروج الولايات المتحدة والسوفييت من أفغانستان في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي في زيادة تدهور البلاد وصعود حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وساهم انسحاب الولايات المتحدة من العراق في عام 2011 في عودة تنظيم القاعدة، وصعود تنظيم داعش، وانتشار الفكر المتطرف في جميع أنحاء المنطقة.

وثانيا: قد يسمح ربيع عربي آخر أو انهيار حكومة أو أكثر في العالم العربي بصعود تنظيم القاعدة. وقد يؤدي عدم الاستقرار في بعض البلدان (مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وتونس) أو استمرار الحرب في بلدان أخرى (مثل أفغانستان أو العراق أو ليبيا أو الصومال أو سوريا). ومن أهم أسباب موجة القاعدة الرابعة إضعاف الحكم خلال الربيع العربي.

ثالثا: يمكن للأحداث التي تسلط الضوء على قمع المسلمين من قبل الحكومات الغربية أن تعطي فرص دعائية محتملة لتنظيم القاعدة. ظهرت في عام 2004 قصة إساءة وإهانة السجناء العراقيين على أيدي الجنود الأمريكيين في سجن أبو غريب. ظهرت الصور غير الخاضعة للرقابة على مواقع الجهاديين واستخدمت لأغراض التجنيد. ويمكن استخدام الفظائع المماثلة من قبل الجماعات السلفية الجهادية للدعاية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للولايات المتحدة أو غيرها من الدول الغربية أن تتصرف بشكل مفرط في هجوم إرهابي على أراضيها وتنفذ سياسات محلية تستهدف المسلمين بشكل عام وتخلق تصورا لما يسمى بالحرب ضد الإسلام. ومن شأن هذا التطور أن يزيد من التطرف والتجنيد للقاعدة والجماعات الأخرى.
رابعا: قد يؤدي صعود زعيم ذو كاريزما للقاعدة إلى إعادة تنشيط الحركة. كان أسامة بن لادن قائدا ملهما، كما كان أنور العولقي. لكن الظواهري الزعيم الحالي كان أقل بكثير منهم من ناحية الكاريزما. غير أن هذا قد يتغير. ففي عام 2016، بدأ قادة القاعدة في الترويج لأحد أبناء بن لادن، حمزة، في دعايتهم. في مايو 2017، وصفت المجموعة حمزة بن لادن بأنه "شيخ"، مما يشير إلى أنه قد يفكر في تولي قيادة التنظيم. على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان سيكون ذو كاريزما بما فيه الكفاية، إلا أن قيادته يمكن أن تساعد على زيادة الدعم العالمي للتنظيم.

خامسا، من شأن الانتشار الواسع النطاق للقوات العسكرية الأمريكية أو غيرها من القوات التقليدية الغربية إلى ساحات القتال الإسلامية، مهما كان من غير المحتمل، أن يزيد من احتمال عودة القاعدة أو غيرها من الجماعات. وقد فشل نشر الولايات المتحدة القوات لمحاربة الإرهابيين في الخارج بشكل عام في تحقيق الاستقرار في البلدان وكثيرا ما أدت إلى نتائج عكسية. ففي العراق، على سبيل المثال، ساهم الوجود التقليدي للولايات المتحدة في التطرف. ويمكن لأعداد كبيرة من القوات الأمريكية في البلدان الإسلامية أن تسهل تجنيد الإرهابيين من خلال زيادة المخاوف المحلية من الاحتلال الأجنبي، ويمكن لمجندي الإرهابيين جذب الجنود القدماء للدفاع عن الإسلام.

وقد يحفز نشر عددا كبيرا من القوات الأمريكية القتالية في البلدان الإسلامية، بشكل جزئي عددا كبيرا من المتطرفين الذين تورطوا في مؤتمرات في الداخل الأمريكي بعد 11 سبتمبر 2001 مثل خوسيه باديلا ونضال الحسن ونجيب الله زازي وفيصل شاه زاد. ومن غير المرجح في الوقت الراهن أن تدعم إدارة ترامب أو الأمريكيين الانتشار الواسع للقوات العسكرية لمكافحة الارهاب. غير ان بعض الأمريكيين قد يعيدون التفكير في هذه الإمكانية بعد هجوم إرهابي كبير على الأراضي الأمريكية.

سادسا، انهيار داعش -وخاصة جوهر ما يسمى بالخلافة في العراق وسوريا -قد يسمح لتنظيم القاعدة أو الجماعات الأخرى باستعادة شبابها. كما أن انهيار تنظيم داعش يمكن أن يزيد من إمكانية الدمج بين المقاتلين الموالين للقاعدة والدولة الإسلامية تحت مظلة واحدة أو حتى إلى ظهور جماعة سلفية جهادية جديدة.

فتنظيم القاعدة اليوم منظمة مختلفة عما كانت عليه قبل عقد من الزمن. الحركة أقل مركزية، وأقل تركيزا على العمليات الإرهابية في الغرب في الوقت الراهن، وأقل شعبية. وبناء على هذه التحديات، من غير الواضح ما إذا كان تنظيم القاعدة أو الجهاديون السلفيون الآخرون قادرين على النهوض. حتى لو كانت هناك عودة، فيمكن أن يقودها تنظيم القاعدة، داعش، منظمة جديدة، أو مزيج من الجماعات السلفية الجهادية. ومن المرجح أن يتوقف هذا النهوض على القدرة على الاستفادة من الفرص التي تظهر، مثل انهيار حكومة عربية واحدة أو أكثر. لكن التطرف الإسلامي الذي يمثله تنظيم القاعدة لن يختفي قريبا. وستبقى الأيديولوجية على قيد الحياة في شكل ما من الحروب في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
لقراءة النص الأصلي... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان