إعلان

هل ستنجح السعودية في الحد من النفوذ الإيراني في العراق؟

07:59 م الجمعة 25 أغسطس 2017

كتبت - هدى الشيمي:
قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن الرئيس العراقي صدّام حسين أمر قواته في أغسطس 1990، أي قبل 27 عاما، لغزو الكويت، وفي خلال يوم واحد، احتلتها القوات العراقية، وشنت حربا ما تزال آثارها باقية حتى الآن.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني، أن المملكة العربية السعودية، والتي انضمت إلى تحالف ضد صدام، تحاول الآن تحسين علاقاتها ببغداد، ويظهر ذلك في اتفاق الحكومة العراقية والسعودية على فتح معبر عرعر الحدودي، لأول مرة بعد ربع قرن تقريبا من قطع علاقاتها ببغداد بسبب غزو الكويت.

وترى جيروزاليم بوست أن الرياض تسعى جاهدة لمنع سيطرة إيران بالكامل على بغداد.

وذكرت الصحيفة أن افتتاح المعبر الحدودي بين البلدين، يعد أحدث حلقات سلسلة المحاولات التي تقوم بها الرياض من أجل إصلاح علاقاتها ببغداد، والتي بدأت من يونيو 2015، عندما عيّنت السعودية ثامر السبهان سفيرا لها لدى العراق، والذي وجد نفسه مُهددا بالفعل في سبتمبر 2016، بعد صدور تقارير تُفيد بأن جماعات شيعية متطرفة في العراق تُخطط لاغتياله، وهذا ما تم نفيه فيما بعد.

وفي فبراير 2017، قام وزير الخارجية السعودية عادل الجبير بزيارة مفاجئة إلى بغداد وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وكانت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية قد أشارت إلى أن السعودية قررت على الأرجح الانسحاب من العراق، ولم يكن لها تأثيرا كبيرا بين الطوائف السنية أو الجماعات السياسية، أو المتمردين في البلاد.

وسعى العبادي إلى موازنة القوى الإيرانية في العراق. وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن العديد من قادة قوات الحشد الشعبي العراقية، عملت جنبا إلى جنب مع الإيرانيين في الثمانينيات، كما اُتهم أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، بالقيام بنشاط إرهابي في الكويت. وفي يونيو 2017، زار العبادي السعودية في محاولة للتوافق معها، إلا أن الأمور تعقدت في وقت لاحق.

وفي 30 يوليو، زار رجل الدين الشيعي البارز مُقتدى الصدر السعودية، والتقى بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وعلقت قناة الجزيرة على الزيارة قائلة إنها محاولة للحد من التأثير الإيراني في بغداد، والسعي إلى دور قيادي، والعمل على تخفيف الطائفية بين البلدين.

وذكرت الصحيفة أن الصدر، كان أحد أشد المؤيدين للغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، ولعب دورا محوريا في هذه الفترة داخل بغداد، نظرا لشعبيته الكبيرة.

ولا تعد زيارة الصدر الأخيرة للسعودية الأولى، إذ أنه قام بزيارة المملكة في 2006. وفي نفس العام، أشار مسؤول سري في القنصلية الأمريكية في جدة إلى أن وزير الخارجية السعودي آنذاك، سعود الفيصل، حذر الإيرانيين مباشرة من التدخل في شؤون الدول العربية.

وقالت الصحيفة إن أكبر كوابيس السعودية تحول إلى حقيقة، عندما أدار لها صدام حسين ظهره عام 1990، خاصة وأنها كانت أكبر داعميه في حربه ضد إيران في الثمانينيات. ولفتت إلى صدمة السعودية أصبحت أكبر بعد زيادة قوة الشيعة في العراق، وتولوا أكبر المناصب الحكومية والسياسية.

والآن وبعد 14 عاما من الصدمة، تقول الصحيفة أن الرياض أدركت أنها يجب أن تتعامل مع قادة العراق الشيعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن النشاط السياسي وفتح معبر عرعر وغيرهم من الخطوات لا يعتبرون الإجراءات الوحيدة التي تقوم بها السعودية من أجل تحسين علاقاتها بالعراق. وبحسب كينيث بولاك وفراس مقصد، الباحثين في معهد عهد إنتربرايز الأمريكي للأبحاث السياسية العامة، فإنه من وجه نظر العراق وأمريكا فإن تقرب الرياض من بغداد ليس الخبر سار في القصة.

وأشار الباحثان إلى حث الولايات المتحدة للرياض على لعب دورا في العراق منذ عام 2003. وأضافت: "لها دورًا حيوياً لإعادة استقرار العراق، وتنظيمه جيوسياسيا. خاصة وأن تقسيم العراق سيدفع الشيعة العراقيين إلى اللجوء إلى إيران، وسيتحول السنة إلى جماعات إرهابية متطرفة مثل تنظيم القاعدة وداعش".

وترى الصحيفة الإسرائيلية أن خطوة السعودية المُقبلة ستتمثل في زيادة الاستثمارات الاقتصادية، وتدفق البضائع والخدمات، وربما النفط أيضا.

أما بالنسبة لإسرائيل، فإن الانفتاح السعودي على العراق يُظهر الإشكالية في الرؤية المبسطة بأن السعوديين والدول الخليجية يعارضون إيران فقط، فهم فعلا يعارضون طهران، إلا أن هناك لعبة دبلوماسية مُعقدة بينهم.

ويتفق هذا مع تصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بإمكانية تبادل مسؤولين إيرانيين وسعوديين الزيارات عقب انتهاء موسم الحج.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان