نيويورك تايمز: تدريبات روسيا ضد دولة افتراضية تثير مخاوف حقيقية للغرب
نيويورك (أ ش أ)
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تدريبات (زاباد 2017) المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا المقررة أن تبدأ اليوم -الخميس- تثير منذ فترة مخاوف العديد من الدول الغربية والولايات المتحدة.. غير أن هذه المخاوف زادت بعد تخطيط روسيا لإجراء التدريبات العسكرية ضد دولة افتراضية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية -في تقرير بثته على موقعها الالكتروني- أن روسيا وبيلاروسيا ستجريان تدريباتهما العسكرية ضد دولة "فيشنوريا" وهي دولة افتراضية غير موجودة على أرض الواقع وأوجدتها روسيا لتحاكي هجوما على دولة معادية خلال التدريبات التي تبدأ اليوم وتستمر لمدة ستة أيام وتعتبر من أكبر التدريبات العسكرية في تاريخ روسيا منذ انتهاء الحرب الباردة.
وتأتي تدريبات (زاباد 2017) في وقت تشهد فيه العلاقات بين روسيا والغرب توترات متصاعدة بما في ذلك العلاقات بين واشنطن وموسكو وخاصة بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا مؤخرا بسبب الموقف الروسي تجاه الأزمة في أوكرانيا وتدخلها في النزاع السوري وأيضا بسبب اتهام موسكو بالتدخل للتأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في شهر نوفمبر من العام الماضي.
واضافت الصحيفة أن الغرب يخشى من قيام روسيا بنشر قواتها بصورة دائمة على حدود الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي حيث حذر مسئولون من البلطيق وبولندا من أن التدريبات الروسية قد تكون غطاء لاعتداءات روسية مثلما حدث في عام 2014، عندما أجرت روسيا تدريبات عسكرية واسعة النطاق للتمويه على تحضيراتها للتدخل في شبه جزيرة القرم في شرق أوكرانيا.
واتهم ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الأسبوع الماضي، روسيا بعرقلة مراقبة الحلف لتدريبات (زاباد) العسكرية.. وقال أن العرض الذي قدمته روسيا وبيلاروسيا بخصوص حضور ثلاثة من خبراء الناتو لبعض فعاليات التدريبات الضخمة يعد قصورا من جانب روسيا بشأن التزاماتها الدولية.
وأضاف الأمين العام لحلف الناتو، خلال زيارته لقاعدة عسكرية في استونيا، إن الحلف يريد أن يحصل على ملخص للتدريبات بالإضافة إلى اتاحة الفرصة لخبراء الحلف للحديث مع العناصر المشاركة في التدريبات وكذا القيام بمراقبة جوية للتدريبات.
ومن جانبها نفت روسيا مرارا اتهامات الغرب بأن تدريبات (زاباد) تمثل خطرا على الغرب ودول حلف شمال الأطلسي.
ووصف نائب وزير الخارجية الروسي أليكسي ميشكوف، الأسبوع الماضي، الاتهامات التي يٌثيرها حلف الناتو إزاء التدريبات العسكرية، بأنها غير صحيحة ولا أساس لها على أرض الواقع، موضحا أن الناتو على دراية مسبقة بجميع المعلومات الضرورية المتعلقة بالتدريبات.
وقال ان الاتهامات الغربية تعد دليلا على أن هذه الدول تسعى إلى تفاقم الوضع بأقصى قدر ممكن قبل التدريبات.
وأكد ميشكوف أن موسكو قدمت لـ"الناتو" جميع المعلومات الضرورية بشأن تدريبات (زاباد 2017) وتم إرسال دعوات من الجانبين الروسي والبيلاروسي.
وأعربت بعض الدول الغربية عن مخاوفها إزاء المناورات القادمة بما في ذلك الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الذي اعتبرها تهديدا لبلاده.
وفي السياق نفسه، قال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين، اليوم -الخميس- إن روسيا ستستعيد علاقاتها السابقة مع حلف الناتو بما في ذلك مجلس روسيا- الناتو في غضون عامين.
وأشار فومين إلى أن بلاده لا تريد أن يظل التعاون بين روسيا والناتو مبني على فترات تاريخية سابقة.. موضحًا أن روسيا ستستعيد علاقتها مع الناتو وستعود إلى حجم التعاون المذهل الذي كان يمثله مجلس روسيا- الناتو.
وفيما يتعلق بالتدريبات العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا (زاباد 2017)، شدد نائب وزير الدفاع الروسي على أنها ذات طابع دفاعي وسلمي.
وأشار إلى أنه لا توجد خطط بإجراء أي تدخل في أراضي البلدان المجاورة وأن الهدف الرئيسي لتلك التدريبات العسكرية هو ممارسة استراتيجيات مرتبطة بمحاربة الإرهاب والتدريب على استخدام الأسلحة لدحر الإرهاب.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: