إعلان

"فورين بوليسي" تكشف: إسرائيل تخطط للانخراط في الحرب داخل سوريا

02:15 م الجمعة 29 سبتمبر 2017

الحرب داخل سوريا

كتب - عبدالعظيم قنديل:
كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، اليوم الجمعة، عن نوايا إسرائيلية للانخراط في الحرب الأهلية السورية، تحت دعوى "مواجهة التهديدات الإيرانية"، "لاسيما وأن المسئولين الإسرائيليين يعتقدون أن إيران تفوز في محاولاتها للهيمنة بالشرق الاوسط، وتعيد تنظيم تحالفاتها الإقليمية التي تهدد أنصار تل أبيب"، حسبما أوردت "فورين بوليسى".

وقالت المجلة الأمريكية إن لدى تل أبيب مخاوف ناتجة عن الوضع المتطور في سوريا، الذي لم يتم التعامل معه بجدية كافية من قبل الولايات المتحدة أو روسيا، منوهة إلى أن الإسرائيليين شعروا بخيبة أمل إزاء الرد الروسي، بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى مدينة سوتشي الروسية، ومقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأيام الماضية.
وتعد طهران داعمًا رئيسيًا للحكومة السورية، وتزود دمشق بدعم اقتصادي وعسكري كبير في القتال ضد المجموعات المعارضة، كما أن حزب الله يرسل مقاتليه لمساندة القوات الحكومية السورية.
ووفقًا للتقرير، "طالما لم تعالج أي جهة دولية القلق المتزايد، الذي لا يبعث بالارتياح للدولة العبرية، فإن إسرائيل ستكون مصممة على مواصلة التصدي لها بمفردها، وقد لاحظت تل أبيب طوال الحرب السورية رغبة الإيرانيين وعملاء حزب الله في إنشاء منطقة نفوذ بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة ضد الدولة اليهودية، بالإضافة إلى جنوب لبنان".
وأكدت المجلة الأمريكية أن القوات الإيرانية تحتفظ الآن بوجود بالقرب من الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من مرتفعات الجولان ومعبر القنيطرة، وأشارت تقارير المعارضة السورية إلى وجود إيراني في منطقة تل الشعار، وتل الأحمر، ومقر الفرقة 90، وكلها على مقربة من الحدود الإسرائيلية، علاوة على رصد شخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني.
وفي 7 سبتمبر الماضي، قامت الطائرات الإسرائيليّة بغارة على منشأة عسكريّة شمال شرق مصياف، استهدفت، حسب المعلومات المتوفّرة من المرصد السوري لحقوق الإنسان، بشكل مباشر، منشأة يعمل فيها خبراء إيرانيّون.
وبحسب التقرير، فإن النوايا الإسرائيلية تتجاوز الترتيبات على الطرف الجنوبي الغربي من سوريا، حيث تشعر إسرائيل بالقلق إزاء الطموحات الإقليمية لإيران، كما لاحظ المسئولون في تل أبيب أن تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تشير إلى أن هناك حربا مستقبلية مع إسرائيل.
وحسب "فورين بوليسي"، فمن الواضح أن المحاولات الروسية لطمأنة إسرائيل، فشلت في إقناع تل أبيب، خاصة وأن هناك تقارير إعلامية تخص مفاوضات مناطق "خفض التهدئة" تشير إلى أن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع موسكو بأن الميليشيات الموالية لإيران ستبقى على بعد 25 ميلا من الحدود الإسرائيلية.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن إسرائيل عملت على إحباط الطموحات الإيرانية بطريقتين. أولا، شنت هجمات لمنع محاولات بناء بنية تحتية شبه عسكرية في المنطقة. وثانيا، أقامت علاقات مع الجماعات المتمردة السورية التي لا تزال تسيطر حاليا على الجزء الأكبر من الحدود، مثل مجموعة فرسان الجولان.
ويركز هذا التعاون على معالجة المقاتلين الجرحى والمدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية والمساعدة المالية، وربما كانت هناك أيضا مساعدة في مجال الاستخبارات، على الرغم من عدم وجود أدلة بعد على توفير الأسلحة مباشرة أو المشاركة المباشرة للقوات الإسرائيلية نيابة عن المتمردين.
وتميل الثقافة الاستراتيجية الإسرائيلية إلى التركيز على التصدي للتهديدات المباشرة، ولكن هذه التطورات الديمغرافية المحتملة تتم مراقبتها عن كثب في تل أبيب.
وكشف تقرير صدر مؤخراً في صحيفة "القدس العربية"، التي تتخذ من لندن مقراً لها، الخطط الإيرانية التي تهدف إلى إزاحة السكان العرب السنة بين دمشق والحدود مع لبنان، واستبدالهم بالشيعة الموالين للحكومة من أماكن أخرى في البلاد أو خارجها ذلك.
وفي هذا السياق، ألمحت "فورين بوليسي" إلى أن كل المعطيات السابقة تشكل صورة أكبر قد تشهد فيها إسرائيل تحولا كبيرا في اتجاه المخاوف الشيعية على حساب المخاوف من تحالف القوى الإسلامية السنية المحافظة، والذي يضم تركيا وقطر وحماس والإخوان المسلمين والمتمردين العرب السنة في سوريا.
ومن وجهة نظر إسرائيلية، قد نعود إلى الشرق الأوسط قبل عام 2010، عندما صدَّرت إسرائيل والقوى السنية الموالية للغرب، المخاوف الإيرانية، مع العلم أنه في عام 2017، هناك عامل تعقيد إضافي، وهو الوجود الروسي المباشر في بلاد الشام، وتحالف موسكو، أو على الأقل، تعاونها مع أعداء إسرائيل.
يأتي هذا في الوقت الذى لا تزال تركز إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حصراً على الحرب ضد الدولة الإسلامية، ولم تفعل شيئاً يذكر لتهدئة المخاوف الإسرائيلية.
وبطبيعة الحال، فإن ترامب ومن حوله يختلفون في التقييم الإسرائيلي حول المخاوف الإيرانية، ومع ذلك، فإن الانطباع هو أن الإدارة قد لا تكون مركزة بما فيه الكفاية لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف التقدم الإيراني - العسكري والسياسي - في سوريا أو العراق أو لبنان.
وسبق وأعلنت السلطات الإسرائيلية مراراً، بما في ذلك على لسان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، أفيجدور ليبرمان، أنها تعتبر إيران أكبر تهديد لأمنها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان