هآارتس: إسرائيل تدعم 7 فصائل مسلحة سورية خوفًا من طموح الأسد وإيران
كتب – محمد الصباغ:
كشفت صحيفة هآارتس الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن تل أبيب بدأت في دعم سبع فصائل مسلحة تقاتل في الحرب الأهلية السورية، في خطوة لمواجهة التمدد الإيراني بالقرب من حدودها.
ووسط التوترات الأخيرة على الحدود السورية الإسرائيلية والتي تطورت خلال الأسبوع الماضي إلى إسقاط طائرة إسرائيلية، بدأت تل أبيب تفكر بشكل مختلف بعد التغيرات التي تشهدها الجبهة المحيطة بمنطقة الجولان المحتلة.
وأضافت الصحيفة أن نظام الأسد الذي يمتلك اليد العليا في الحرب الأهلية حاليًا، يركز على القضاء على بؤر المتمردين في شرق العاصمة دمشق وفي شمال مدينة إدلب. لكنه على الجانب الآخر يعزز قوته في الجنوب السوري، ومن بينه هضبة الجولان. وبالتالي بدأت إسرائيل في التعامل بشكل مختلف.
كانت اتفاقية خفض التصعيد في جنوبي سوريا، والتي وقعتها الولايات المتحدة وروسيا والأردن في نوفمبر الماضي، شملت وعدًا بإبقاء إيران والمجموعات المسلحة التابعة لها بعيدًا عن الحدود الإسرائيلية. وأرادت إسرائيل أن تبقى إيران ووكلائها على بعد حوالي 60 كيلو متر من حدودها، غربي طريق دمشق-درعا.
لكن هذه الرغبة لم تتحقق، وأسفر الاتفاق عن إبقاءهم فقط على بعد خمسة كيلومترات من الخطوط الأمامية بين النظام والمسلحين المعارضين.
وأضافت هآارتس أن مسئولين إيرانيين ومن حزب الله اللبناني يمكنهم زيارة المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية. كما أوضحت أن هذا ليس التطور الأخير في الأشهر الماضية. فمنذ شهر، حرر الجيش السوري منطقة بيت جن في شمالي الجولان من يد المتمردين السُنَة، وتبعد القرية السورية 15 كيلو متر عن الحدود الإسرائيلية.
ويؤمن ضباط بالجيش الإسرائيلي –بحسب هآرتس- أنه اجلًا أو آجلًا سوف يبدأ الأسد في محاولات السيطرة على بقية أجزاء الجولان، لما لها من أهمية رمزية على الحدود مع إسرائيل.
المحللة السياسية، إليزابيث توسوركوف، التي التقت عبر السنوات السابقة مواطنين ومسلحين سوريين في الجولان. وقالت في تصريحات لهآارتس إن حجم التورط الإسرائيل في سوريا تغير خلال الأشهر الأخيرة بعد نجاحات حكومة الأسد في المعارك والتواجد الإيراني في سوريا.
وأضافت أن عشرات المسلحين المعارضين الذين تحدثوا معها وصفوا التغير الكبير في حجم المساعدات التي يتلقونها من إسرائيل. والأكثر من ذلك أنها قالت إن مسلحين سنّة في الجولان السورية يتلقون الآن ذخيرة وأسلحة من إسرائيل، بجانب المال من أجل شراء السلاح أيضًا.
ويأتي ذلك مع تراجع النفوذ الأمريكي في جنوب سوريا. ففي يناير الماضي، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إغلاق مركز عمليات الاستخبارات الأمريكية في العاصمة الأردنية عمان، والتي نسقت المساعدات للمجموعات العارضة في جنوب سوريا. ونتيجة لذلك، بات عشرات الآلاف من المسلحين الذين اعتادوا تلقي الدعم من أمريكا بلا مساعدات.
كما كشفت هآارتس أيضًا عن أن إسرائيل تزيد من دعمها المدني للقرى التي يسيطر عليها المعارضون، ومن بينها الدواء والغذاء والملابس. وفي الصيف الماضي، اعترفت إسرائيل لأول مرة بأنها أمدت المدنيين بمساعدات في قرى الجولان السورية، لكنها نفت المزاعم بأنها تقدم مساعدات عسكرية.
وترغب تل أبيب في منع سيطرة الأسد على الجولان ومعاقل المعارضة المسلحة في القرى القريبة من الحدود الإسرائيلية. وكتبت توسوركوف أن المسلحين يتوقعون دعمًا غير محدود من إسرائيل، وبعضهم يأمل في مساعدة الدولة العبرية لإسقاط النظام السوري. بينما تخطط إسرائيل لما هو أكثر اعتدالا.
وتدعم إسرائيل مجموعات تقاتل جيوب لتنظيم داعش على الحدود الإسرائيلية بجانب أيضًا خوضها معارك ضد النظام، وأضافت هآارتس أن إسرائيل دعمت هذه المجموعات عبر ضربات جوية في الآونة الأخيرة نفذتها طائرات بدون طيار.
فيديو قد يعجبك: