مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية امام معضلة الملف النووي الايراني
فيينا (ا ف ب) - يلتئم مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتبارا من الاثنين للتباحث خصوصا في الملف النووي الايراني المثير للجدل والذي لا يزال في طريق مسدود.
ويشارك وفود الدول ال35 الاعضاء في اجتماع مغلق لمدة اسبوع في فيينا مقر الوكالة.
وافادت مصادر دبلوماسية انه من غير المتوقع ان يصدر المجلس قرارا يندد بايران على الرغم من قيامها بتوسيع نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم وهو نقطة الخلاف الرئيسية مع القوى العظمى.
وكانت الوكالة كشفت في تقريرها الاخير الصادر في 22 ايار/مايو قيام السلطات الايرانية بتسريع عملية نصب اجهزة طرد مركزي اكثر حداثة في موقع تخصيب اليورانيوم في نطنز بوسط ايران.
ومع ان هذه التجهيزات لم تبدأ العمل بعد وستكون مخصصة بحسب ايران لانتاج يورانيوم منخفض التخصيب لاهداف سلمية، فان هذه المعلومة أججت مخاوف الغربيين.
ويشتبه الغرب في ان ايران تسعى لحيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي سلمي.
وبعد اكثر من عشر سنوات من التحقيق حول ايران ونحو اثني عشر قرارا تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه ليس بوسعها ان تحدد بشكل مؤكد ما اذا كان برنامجها النووي سلمي محض، او ما اذا كان يخفي شقا عسكريا، وذلك بسبب عدم تعاون طهران بشكل كاف.
وشدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجددا الاحد على "ضرورة منع ايران من الحصول على السلاح النووي".
وتخوض ايران حاليا حملة الانتخابات الرئاسية وبالتالي فان الوقت غير مؤات لاصدار قرار يدينها، بحسب دبلوماسيين ولو ان موقف البلاد لن يتغير على الارجح ايا كان الرئيس الجديد الذي سيتم انتخابه.
وتطالب ايران بصفتها موقعة على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي بحق التخصيب لغايات مدنية حتى 5% لانتاج الكهرباء وحتى 20% للابحاث الطبية.
الا ان الغرب يخشى ان تكون تريد رفع مستوى التخصيب بحيث يتيح لها تصنيع سلاح نووي (اي بنسبة 90%).
وبحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فان طهران انتجت في الاجمال 324 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، اي بكمية اكبر بكثير من ال240 كلغ التي تعتبر ضرورية لصنع قنبلة لتكون بذلك ايضا فوق "الخط الاحمر" الذي حددته الدولة العبرية قبل القيام بتدخل عسكري محتمل.
لكن البلاد حولت قسما منه، نحو 40%، لاعداد وقود لمفاعلها الخاص بالابحاث بحسب قولها.
وقالت شانون كيل من المعهد الدولي للابحاث حول السلام في ستوكهولم لوكالة فرانس برس "ان هذا التحويل لليورانيوم المخصب بنسبة 20% يشكل شعاع ضوء لكن يبقى الكثير من الغيوم السوداء".
واشارت بشكل خاص الى التقدم الذي حققته السلطات في بناء مفاعل للابحاث يعمل بالمياه الثقيلة في اراك والذي قد يتيح لها برأي الغربيين انتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه لاهداف عسكرية.
وعبرت الوكالة ايضا في تقرير اخير عن اسفها لغياب اي تقدم بشأن اتفاق يفترض ان يسمح بالوصول بشكل اكبر الى مواقع وافراد او وثائق لمساعدتها على التحقق مما اذا كانت ايران سعت ام لا الى صنع السلاح النووي قبل العام 2003، او حتى بعد ذلك.
وتطالب الوكالة منذ سنة بدون جدوى بالوصول الى موقع بارشين العسكري القريب من طهران للاشتباه بان ايران قامت فيه بتجارب تفجير تقليدية تطبق في المجال النووي.
وفي منتصف ايار/مايو افضى الاجتماع العاشر بين الجانبين مجددا الى الفشل، فيما لم يحدد اي موعد للقاء جديد.
فيديو قد يعجبك: