أربع شخصيات مثيرة في حياة الرئيس ترامب
لندن (بي بي سي)
ظهرت في حياة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني شخصيات أثارت الجدل حوله، أو تسببت في إحراجه. وكانت الادعاءات الخاصة بالتدخل الروسي في حملة ترامب الانتخابية واتصالات بعض أعضاء الحملة مع الروس إحدى القضايا التي برز فيها جدل بشأن أناس مثل مايكل فلين، وجيمس كومي، ثم ترامب الابن في الفترة الأخيرة.
وكانت شخصية ابنة ترامب إيفانكا مثار جدل آخر، خاصة بعد توليها منصب مستشارة الرئيس، وتصدرها بعض الاجتماعات بدلا منه، مثلما حدث في قمة الدول العشرين في ألمانيا.
فمن هم هؤلاء؟
مايكل فلين
أثار تعيين مايكل فلين مستشارا أمنيا للرئيس ترامب جدلا بسبب ما قيل عن الاتصالات بينه وبين روسيا قبل تولي ترامب منصب الرئاسة، لكن هذا الجدل انتهى باستقالته.
وكان فلين من مستشاري ترامب المقربين جدا وأحد مؤيديه المتحمسين خلال حملة الرئاسة الانتخابية.
وظل فلين - وهو أب لابنين - أحد أكثر منتقدي إدارة أوباما السابقة بشدة، بالرغم من أنه كان ديمقراطيا طوال حياته.
ولكنه تخلى عن الحزب الديمقراطي الذي كان يؤيده، وقرر التحالف مع ترامب، الذي رأي فيه رجلا يماثله، كما أنه من خارج الدائرة المقربة.
وكان فلين مناصرا متحمسا لترامب. وعقّب على فوز رجل الأعمال المفاجئ بالرئاسة قائلا "لقد بدأنا ثورة. هذه أكبر انتخابات في تاريخ أمتنا، منذ مجيء جورج واشنطن عندما قرر ألا يكون ملكا."
ويشارك فلين ترامب كثيرا من وجهات النظر، من أهمها فائدة العلاقات الوثيقة مع روسيا، وإعادة التفاوض على الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومكافحة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ووصف فلين غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 بأنه خطأ استراتيجي فادح، كما فعل ترامب. وهو يماثل ترامب أيضا في إثارة الجدل.
وقد أثار ظهوره في العام الماضي في حفل عشاء عقد على شرف الحكومة الروسية، حيث جلس فلين على بعد مقعدين فقط من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الكثير من الأسئلة، وأقلق اتجاهه الحميم نحو موسكو بعض خبراء الأمن القومي.
وكانت وجهة نظره بالنسبة إلى الإسلام مثار جدل آخر.
فقد كتب تغريدة في فبراير 2016 يقول فيها إن "الخوف من المسلمين أمر منطقي"، وقال لصحيفة نيويورك بوست في يوليو/تموز إن "العالم الإسلامي يمثل فشلا ذريعا"، وهو يحاول الترويج لخطته لمكافحة التشدد.
جيمس كومي
تصدر اسم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي - السابق - عناوين الأخبار بسبب التحقيق في موضوع البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون - وهي القضية التي تقول كلينتون إنها كانت السبب وراء هزيمتها الصادمة في الانتخابات في مواجهة دونالد ترامب في نوفمبر الماضي.
ويوصف جيمس كومي بأنه مدير سياسي ذو مهارة فائقة. لكن سمعته تعرضت لهزات خطيرة.
ويأتي قرار طرد ترامب له - بعد مضي أقل من نصف فترته في المنصب، وهي 10 سنوات - في أعقاب الكشف عن أنه قدم معلومات غير دقيقة عن القضية في الكونغرس، وإن كان هذا لم يذكر كسبب لإقالته.
وقال الرئيس ترامب - الذي كان قد امتدح كومي ووصفه بالشجاعة - إن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، البالغ من العمر 56 عاما، "لم يستطع" قيادة المكتب.
ولكن كومي كان يرأس أيضا تحقيقات يجريها المكتب في الادعاءات بتدخل روسيا لصالح ترامب في الانتخابات، ويقول الديمقراطيون إن هذا هو السبب الحقيقي وراء قرار إقالته.
وأول ما يلفت الانتباه في شخصية كومي هو طوله، إذ يبلغ مترين وثلاثة سنتيمترات. ولكنه أيضا يحظى بالاحترام الكبير لمؤهلاته وصفاته: فقد ظل منخرطا في الدوائر السياسية والقانونية، في ولاية نيويورك التي ينحدر منها، على أعلى مستوى لثلاثة عقود.
ورشحه في عام 2013 الرئيس باراك أوباما، مديرا لمكتب التحقيقات الفيدرالي. ووصفه أوباما آنذاك بأنه "الرجل الذي يقف شامخا من أجل العدالة وسيادة القانون". وفي سبتمبر، عين بالفعل مديرا سابعا للمكتب لفترة 10 سنوات.
إيفانكا
ولدت إيفانكا ترامب في 30 أكتوبر 1981، ودرست لمدة عامين في جامعة جورجتاون، ثم انتقلت إلى كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا وحصلت على بكالوريوس علوم الاقتصاد في عام 2004.
وعملت إيفانكا أثناء فترة المراهقة، لفترة قصيرة في مجال عرض الأزياء، قبل أن تشغل وظيفة في مؤسسة والدها للأعمال.
وأجرت توسعات للعلامة التجارية لفنادق ترامب، وأصبحت نائبة لرئيس قسم التنمية، بعد عام واحد من تخرجها من الجامعة. ثم انضمت رسميا إلى إدارة والدها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كموظفة دون راتب في منصب مساعدة الرئيس في مارس الماضي.
وتعرضت الابنة الأولى في الولايات المتحدة للضغط عقب انتقادات وجهها خبراء في أخلاقيات العمل، بسبب سعيها في البداية إلى مساعدة والدها بعدة صفات غير رسمية.
ويشغل زوجها، جاريد كوشنر، هو الآخر منصب كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب.
واتخذت إيفانكا بعد تعيينها خطوات للحد من أي تضارب محتمل في المصالح في شؤونها التجارية. ونقلت إدارة علامتها التجارية الخاصة بالأزياء، التي تحمل اسمها، إلى رئيس الشركة، وأسست مجلسا للأمناء للإشراف عليها.
وتحاول إيفانكا الدفاع عن سلوك والدها وتصريحاته، كما حدث خلال اجتماع لجنة تناقش أوضاع المرأة ضمن فعاليات قمة مجموعة دول جي 20 النسائية.
وتعرض ترامب لانتقادات واسعة بسبب موقفه من النساء وإشاراته المتكررة لهن بشكل يقلل من قيمتهن خاصة بعد تسريب شريط له خلال الحملة الانتخابية اعتبر فيه النساء "غبيات بالطبيعة".
ولا ترى إيفونكا أن والدها معاد للنساء، وتقول "لقد شجعني وأتاح لي الفرصة للتطور، لقد كبرت في منزل لا يعترف بالحواجز ولا العوائق بيني وبين ما يمكن أن أحقق".
وفي خطوة غير عادية، شغلت إيفانكا مكان والدها مؤقتا على طاولة أحد اجتماعات مجموعة العشرين، بعد أن غادر ترامب الجلسة لاجتماع مع نظيره الإندونيسي. وقال مراسل لبي بي سي في المؤتمر إن هذه الخطوة كانت غير مسبوقة.
وعاد ترامب بعد فترة قصيرة، واستعاد مقعده بين رئيسة الوزراء البريطانية والرئيس الصيني.
ولم يبد أن إيفانكا قدمت أي مساهمة تُذكر في الجلسة التي ناقشت الهجرة والصحة في افريقيا.
وانضمت إيفانكا لوالدها في واحدة من فعاليات القمة كان موضوعها ريادة المرأة في المشاريع، وذلك إلى جانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.
وكانت النساء الثلاث قد شاركن في ورشة لمجموعة العشرين في برلين في شهر إبريل الماضي.
وقال ترامب لزعماء المجموعة أثناء جلسة عن نساء الأعمال "أنا فخور جدا بابنتي إيفانكا. طالما كنت فخورا بها، منذ ولادتها".
دونالد ترامب الابن
أثنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على التفسير الذي قدمه نجله للقاء الذي تم بينه وبين محامية روسية، ووصفه بالانفتاح والشفافية والبراءة.
وظهر ترامب الابن على التلفزيون الأمريكي مدافعا عن تصرفه خلال الحملة الانتخابية لوالده العام الماضي، عندما علم أن المحامية الروسية لديها معلومات من الحكومة الروسية قد تساعد حملة والده في التنافس على الرئاسة.
وقال ترامب مرة أخرى إن موضوع صلات روسيا بحملته الانتخابية هو أكبر عملية تصيد وملاحقة في التاريخ السياسي.
وقد ولد دونالد ترامب الابن في 31 ديسمبر 1977، في حي مانهاتن، بمدينة نيويورك، وهو الابن الأكبر للرئيس ترامب من زوجته عارضة الأزياء السابقة ايفانا. وهو رجل أعمال ويعمل حاليًا مع شقيقته إيفانكا وأخيه إريك الذي يشغل حاليًا منصب نائب الرئيس التنفيذي في شركات ترامب.
وتلقى تعليمه في جامعة وارتون في بنسلفانيا، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد.
وأكد دونالد ترامب الابن، أنه لم يخبر والده، الرئيس الأمريكي، بشأن اجتماعه مع المحامية الروسية. وكشف الابن عن رسائل بالبريد الإلكتروني تُظهر ترحيبه بعرض لمقابلة المحامية، التي أفادت اقاويل بأنها مرتبطة بالكرملين.
والتقى ترامب الابن وزوج اخته جاريد كوشنر وبول مانافورت رئيس الحملة الانتخابية لترامب بالمحامية الروسية ناتاليا فيزيلنيتسكايا في برج ترامب بنيويورك في يونيو عام 2016.
ودافع عن نفسه قائلا: "كان هذا قبل الضجة المثارة حول روسيا، وكان هذا قبل أن تتصاعد الأمور في الصحافة. بالنسبة لي كان هذا بحثا كطرف معارض، ربما كان لديهم شيء قد يكون دليلا ماديا على جميع القصص التي كنت أسمع عنها (وتتعلق بكلينتون)."
لكنه أكد أن الاجتماع لم يقدم أي شيء جديد عن كلينتون.
ونفت المحامية الروسية تماما عملها لصالح الحكومة الروسية في أي وقت.
ويعتقد أن هذا اللقاء أول لقاء خاص مؤكد بين مواطن روسي وأحد المقربين من ترامب.
فيديو قد يعجبك: