ناجون من "تسونامي" إندونيسيا: حين اهتزت الأرض وهاجمنا موج البحر
كتب – محمد الصباغ:
كانت "نور الضياء راشد" تصلي العشاء في مسجد قريب من الشاطئ بمدينة بالو في إندونيسيا جينما ضرب الزلزال القوي البلاد يوم الجمعة الماضية.
شعرت بالهزة الأرضية وسارعت نحو باب المسجد من أجل الخروج لترى المياه في قناة صغيرة "يسحبها" البحر نحوه بسبب تسونامي ناجم عن الزلزال.
وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المُدمر والتسونامي اللذين ضربا مدينتيّ بالو ودونجالا بجزيرة سولاويسي الإندونيسية إلى 1203 قتلى، مع توقّعات بانتشال مزيد من الضحايا.
وفرضت السلطات المحلية حالة طوارئ تستمر حتى 11 أكتوبر الجاري، حسبما أعلنت الوكالة الوطنية للكوارث في إندونيسيا اليوم الإثنين.
كما أعلنت وكالة إدارة الكوارث في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، أن 2.4 مليون شخص تضرروا جراء الزلزال والتسونامي.
وتضيف "نور الضياء" لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية: "ركضنا فقط. لم يكن هناك أي صافرات إنذار، ولا أي تحذيرات سابقة. فقط جاء الزلزال ثم انتشر الذعر".
وعلى غرار قصة "نور الضياء" عانى الآلاف من المحليين الذين باتوا مشردين بعد الزلزال وتحدثوا لصحف ووكالات عالمية عن الدمار المفاجئ والمعاناة التي يعيشون فيها حاليًا، بعد لحظات الرعب يوم الجمعة.
وقال أحد الأشخاص في ضاحية قريبة من البحر بمدينة بالو، إن دقائق قليلة كانت فقط أمامهم من أجل التصرف في مواجهة الزلزال.
وأضاف لوول ستريت جورنال: "ما أتذكره هو توقف الأرض عن الاهتزاز... ثم مياه البحر قادمة من مسافة كبيرة... اللون كان أسود تماما".
يشار إلى أن السلطات الإندونيسية أعلنت اليوم استعدادها لقبول المساعدات الدولية في أعقاب الزلزال الذي ضرب بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر وتبعه موجات مد عاتية (تسونامي).
المدينة باتت مدمرة، مسجد كبير فيها دمر تقريبا من تسونامي، وهناك جسر يبلغ ارتفاعه 820 قدمًا، بات مجرد حطام في نهر مدينة بالو.
قام الكثيرون بالاستيلاء على محتويات المحلات التجارية. وقال أحد المواطنين للصحيفة الأمريكية: "سرقوا كل شئ". وفي بعض المناطق، وقفت الشرطة تحمي البنوك.
ذكرت تقارير محلية أن متطوعين إندونيسيين في مدينة بوبويا، حفروا قبورًا لأكثر من ألف شخص، في أعقاب تلقّيهم تعليمات بالاستعداد لدفن 1300 شخص.
وشوهِد عدد من الناجين وهم يبحثون في المشارح عن أقرباء لهم، في الوقت الذي تواصل فيه السلطات جهودها لانتشال مزيد من الأحياء ومحاولة منع انتشار أي مرض بسبب تحلّل الجثث.
وقال المتحدث باسم وكالة إدارة الكوارث، سوتوبو بوروو نوجروهو، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "أعداد القتلى ستواصل الارتفاع"، مُشيرًا إلى بدء الدفن الجماعي للضحايا.
ومن القصص المأساوية أيضًا ما جاء على لسان بوتيري براتيوي صاحبة الثمانية عشر عامًا، حيث كانت في طريقها إلى منزلها مع إحدى أقاربها يوم الجمعة، قبل أن تبدأ الأرض في الاهتزاز أسفل أقدامهما.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الفتاة الإندونيسية رأت أمامها الأمواج الضخمة تقترب من اليابسة نحو مدينتها بالو.
وقالت الفتاة إنها قالت لمن كانت معها "لنركض سريعا"، وأضافت في حديثها من مستشفة بالمدينة المنكوبة أنها عادت مرة أخرى لإنقاذ الدراجة النارية.
نجت الفتاة من تسونامي بعدما تعلقت بأحد الأعمدة يوم الجمعة. وبعد ثلاثة أيام علمت أن قريبتها مات بفعل الزلزال وتوابعه.
وفي مستشفى "أونداتا" بالمدينة الساحلية، وعلى بعد خطوات قليلة من الجثث، كان بعض المرضى يتلقون العلاج. كما ظهر آخرون مثل ربة المنزل نورجاتي كاتيلي، تبحث عن ابن أخيها "محمد" الذي لم يتجاوز السبع سنوات، والذي مازال والده ووالدته بين المفقودين أيضًا.
فيديو قد يعجبك: