إعلان

قبل اجتماعهم برئيس الوزراء الفرنسي.. تهديدات بالقتل لمُحتجي"السُترات الصفراء"

04:53 م الإثنين 03 ديسمبر 2018

السُترات الصفراء

كتبت- رنا أسامة:

قالت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية إن ممثلين عن حركة "السُترات الصفراء" الشعبية تلقّوا تهديدات بالقتل، قبل اجتماعهم المُقرّر غدًا الثلاثاء مع رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، استجابة لطلب الرئيس إيمانويل ماكرون بإجراء محادثات مع زعماء سياسيين ومتظاهرين لإنهاء الاحتجاجات التي عمت البلاد.

ونقلت الصحيفة عن جاكلين مورو (51 عامًا)، وهي سائقة من أنصار حركة السترات الصفراء، قولها "أتلقّى مكالمات في منتصف الليل، تتضمن تهديدات بالقتل".

وتابعت: "من الواضح أن هؤلاء الناس لا يريدون إنهاء الأزمة، إنهم موجودون فقط ليُزيدوا الطين بلّة".

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، تقدّمت جاكلين بشكوى ضد أشخاص يرفعون مقاطع فيديو على يوتيوب تُشهّر بها، بحسب قولها، من بين الرسائل الموجّهة إلى جاكلين في هذه المقاطع "يوماً ما ، ستدفعين ثمن كل هُراءاتك" و"تُزعجينا أنتِ وسُتراتك الصفراء"، و"جاكلين على المحك ".

كانت جاكلين قد بثّت مقطع فيديو يدعم "السُترات الصفراء" يوم 18 أكتوبر الماضي، عبر فيسبوك، ولاقى الفيديو رواجا واسعا ؛ إذ شوهِد نحو 6 ملايين مرة. ومنذ ذلك الحين أصبحت جاكلين واحدة من أشهر أنصار "السُترات الصفراء".

وبحسب الصحيفة، تلقّى آخرون من "السُترات الصفراء" تهديدات بحق أطفالهم من قِبل أعضاء آخرين في الحركة عينها.

وفي الوقت ذاته، قال عضو آخر بالحركة ويُدعى بنيامين كوشي "تلقّيت تهديدات على مدار أمس الأحد".

وبدأت التظاهرات الشعبية تجوب أنحاء العاصمة الفرنسية باريس يوم 17 نوفمبر الماضي، احتجاجًا على زيادة الضرائب ورفع أسعار مُشتقات البترول.

خلال تظاهرات السبت، نُهِبت بنوك عِدة وأضرم بعض مُحتجي "السُترات الصفراء" النار في السيارات وأشعلوا بعض العبوات في وسط باريس. وأظهرت لقطات تلفزيونية سيارات مخترقة ومحتجين يلقون بالحجارة وزجاجات المياه الفارغة والمُعلّبات تجاه رجال الأمن في الشانزليزيه، حسبما قالت صحيفة "لو باريسان" الفرنسية.

وأوقعت مشاهد الفوضى والعنف، التي تركّزت في جادة الشانزليزيه- أحد أشهر المناطق السياحية في العالم- ما لا يقل عن 3 قتلى و133 مُصابًا، واعتُقِل 412 مُحتجًا ممن وصفتهم الشرطة بمثيري الشغب، حسبما أعلنت شرطة العاصمة في بيان، أمس الأحد.

كما أظهرت لقطات تلفزيونية الجزء الداخلي من "قوس النصر"، حيث تحطم جزء من تمثال ماريان، وهو رمز للجمهورية الفرنسية، كما كتب المحتجون على القوس، الذي يعود تاريخه للقرن الـ19، شعارات مناهضة للرأسمالية ومطالب اجتماعية ودعوات باستقالة ماكرون.

بدوره ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأعمال العنف والتخريب التي أثمرت عنها الاحتجاجات، وقال إن "مرتكبي أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير، لا يريدون أي تحسن، إنهم يريدون الفوضى، إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء".

وبدأت احتجاجات "السُترات الصفراء" غير السياسية قبل 3 أسابيع، تنديدًا بالغلاء ورفع الحكومة الضرائب على مُشتقات البترول. وتحولت الاحتجاجات على أسعار الوقود إلى غضب عام بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.

وكانت أسعار الوقود قد ارتفعت في الأسواق العالمية ثم عادت للانخفاض، لكن حكومة ماكرون رفعت ضريبة الهيدروكربون هذه السنة بقيمة 7.6 سِنت للتر الواحد للديزل و 3.9 سنت للبنزين، في إطار حملة لتشجيع استخدام السيارات تلويثًا للبيئة.

وينظر المحتجون إلى قرار فرض زيادة أخرى بقيمة 6.5 سِنت على سعر الديزل و2.9 سنت على سعر البنزين على أنه "القشّة التي قصمت ظهر البعير"، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وطالب ماكرون رئيس وزرائه إدوار فيليب بإجراء محادثات مع زعماء سياسيين ومتظاهرين بهدف إيجاد سبيل لإنهاء الاحتجاجات التي عمت البلاد.

وقال متحدث باسم الحكومة إن هناك احتمالا لفرض حالة الطوارئ لمعالجة الاضطرابات.

وسُميت الحركة بهذا الاسم لارتداء المحتجين سترات صفراء عاكسة للضوء ينبغي على كل سائق سيارة ارتداؤها إذا ما تعرض لحادث وفي حالات الطوارئ، بموجب قانون فرنسي دخل حيّز التنفيذ عام 2008.

وليست هناك قيادة واضحة للاحتجاجات، وقد اكتسبت زخما عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجذبت إليها فئات مختلفة من الفوضويين في أقصى اليسار إلى القوميين في أقصى اليمين.

وقد شارك حوالي 300 ألف شخص في التظاهرة الأولى التي خرجت في 17 نوفمبر الماضي في أنحاء البلاد.

فيديو قد يعجبك: