فرنسا: الشرطة تصادر معدات صحفيين وتعيد محتجين من القطارات
كتبت- هدى الشيمي:
صادرت الشرطة الفرنسية السبت معدات وسترات وقائية خاصة بصحفيين ومنعت بعض محتجي "السترات الصفراء" من استقلال القطارات المتوجهة إلى باريس، في إطار تدابير أمنية استثنائية تتخذها السلطات في إطار جهودها لمنع وقوع أعمال شغب وعنف مماثلة لما جرى الأسبوع الماضي.
بدأ متظاهرو "السترات الصفراء" التوافد إلى شارع الشانزليزيه الشهير في العاصمة الفرنسية باريس منذ صباح السبت.
سمحت الشرطة بدخول المتظاهرين إلى الشارع، الذي يعد من رموز باريس، عقب تفتيشهم. وفي الظهيرة اندلعت مصادمات بين الشرطة والمحتجين، حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وقالت متحدثة باسم الشرطة للصحفيين إن هناك نحو 1500 محتج في شارع الشانزليزيه بينما ذكرت السلطات أنها ألقت القبض على 127 شخصا بعدما عثرت الشرطة بحوزتهم على أشياء مثل المطارق ومضارب البيسبول وكرات معدنية.
وإجمالا، أعلنت السلطات توقيف أكثر من 500 شخص.
وبث تلفزيون "فرانس 24" لقطات حية لمحاولات الشرطة إرجاع مئات المحتجين في شارع بالقرب من جادة الشانزليزيه الشهيرة، وكانت هناك صدامات بين الحين والاخر.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن محتجين قدموا إلى باريس من بلدة نورماندي أنهم شاهدوا أشخاص يرتدون "سترات صفراء" والشرطة تنزلهم من القطارات بطول الطريق.
وأضاف المحتجين أن زملائهم الذين يحاولون الوصول إلى باريس من تولوز بجنوب فرنسا أفادوا بمواجهة مشاكل مماثلة.
وقال متحدث باسم الشرطة الفرنسية إن رجال الأمن متمركزين في محطات القطارات في مختلف أنحاء البلاد ولديهم أوامر بالتحقق من كافة المسافرين وأرجاع أي شخص يحمل معدات يمكن أن تستخدم "في التسبب في أضرار للناس والممتلكات."
وقالت الوكالة الأمريكية إن الشرطة صادرت قناعات مضادة للغاز المسيل للدموع ونظارات وقائية من ثلاثة صحفيين لدى أسوشيتد برس رغم أن هؤلاء الصحفيين يحملون بطاقات اعتماد صحفية.
وتسمح هذه المعدات للصحفيين بتغطية أعمال العنف بين الشرطة والمحتجين عندما يطلق رجال الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتحولت باريس السبت إلى ما يشبه "مدينة أشباح"، حيث أغلقت السلطات برج إيفل ومتحفا اللوفر وأورسي ومركز بومبيدو والمتاجر الكبرى ومسرح الأوبرا، السبت بينما ألغي عدد من مباريات كرة القدم. كما قام أصحاب المتاجر بحماية واجهات محلاتهم.
ونشرت السلطات 89 ألف شرطي وعنصر درك وآليات مصفحة لتفكيك الحواجز في جميع أنحاء فرنسا، تحسبا لاندلاع مواجهات عنيفة مع المحتجين.
والاضطرابات هي الأسوأ التي تشهدها فرنسا منذ الاحتجاجات الطلابية عام 1968.
وأمام ضغط الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الرابع، اضطر الرئيس ماكرون وحكومته إلى تقديم تنازلات بالتخلي عن ضريبة الوقود، غير أن الحركة الاحتجاجية تطالب بتنازلات أكثر بما في ذلك خفض الضرائب وزيادة الرواتب وخفض تكاليف الطاقة وحتى استقالة ماكرون.
ولم يتحدث ماكرون علانية منذ أن أدان اضطرابات يوم السبت الماضي أثناء قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين لكن مكتبه قال إنه سيلقي كلمة للأمة في مطلع الأسبوع.
وهذه أكبر أزمة تواجه ماكرون منذ انتخابه قبل 18 شهرا وقد وترك لرئيس الوزراء إدوار فيليب التعامل مع الاضطرابات وتقديم تنازلات.
فيديو قد يعجبك: