لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا يتحدى ترامب أهداف الولايات المتحدة؟

08:25 م الأربعاء 14 فبراير 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتب - هشام عبد الخالق:

"يشكل كبار جواسيس الولايات المتحدة تحديًا لجدول أعمال ترامب".. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تحليلًا للكاتب إيشان ثارور، المحلل السياسي لديها، الذي قال: "يوم الثلاثاء الماضي، أبلغ مسؤولو المخابرات المركزية مجلس الشيوخ بتقييماتهم السنوية عن الأخطار التي تواجه الدولة في العام الجديد، وعلى الرغم من أن معظم المسؤولين عينهم ترامب، إلا أن شهاداتهم أظهرت توافق الآراء حول ما قد يراه مؤيدو ترامب كملامح لـ "الدولة العميقة"، وهو عالم آخر في واشنطن يعمل بعيدًا عن الأضواء.

وتابع الكاتب، كان الشاغل الرئيسي لتقريرهم مثيرًا لسخط الرئيس، وهو دور التدخل الروسي في السياسة الأمريكية، سواء في شكل محاولات مباشرة للتدخل في النظام الانتخابي أو انتشار المواقع الإخبارية التي يرعاها الكرملين.

وقال مسؤولو المخابرات في التقرير - حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز: "يدقق القراصنة الروس حاليًا في الأنظمة الانتخابية الأمريكية، بهدف الترويج لسياسات الحزب الواحد، ويبدو أن روسيا تهدف أيضًا لنشر المعلومات - حقيقية ومزيفة - تعتمد على الانقسامات السياسية، بما في ذلك بعض الأدلة التي تزعم أن ترامب على علاقة بروسيا، ومجهوداتها في التأثير على انتخابات 2016".

ويرى ترامب - حسب الكاتب - أن الفضيحة المزعومة حول التدخل الروسي في الانتخابات، كفرقعة إعلامية، وقال الكاتب فيليب بامب في مقال بواشنطن بوست: "كان لهذا الرأي حول التدخل في الانتخابات عام 2016 نتيجة مباشرة، ولم يظهر ترامب أي نية في التحقيق حول ما حدث منذ عامين، أو نيّته التدخل لتعزيز الدفاعات الأمريكية لضمان عدم حدوث ذلك في المستقبل".

ويقول دانييل كوتس، مدير المخابرات الوطنية، للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ: "صراحة، الولايات المتحدة تتعرض للهجوم، تحت هجوم من قبل المؤسسات التي تستخدم الإنترنت لاختراق - تقريبًا - كل نشاط يحدث في الولايات المتحدة"، وأضاف: "لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن روسيا ترى أن جهودها السابقة ناجحة، وتعتبر انتخابات منتصف المدة في الولايات المتحدة العام الجاري، هدفًا محتملًا للتدخل الروسي".

وهذه النتيجة، وصل إليها جميع مسؤولي المخابرات الذين حضروا الجلسة، من ضمنهم مايك بومبيو مدير المخابرات المركزية الأمريكية، والذي صرّح علنًا قبل أسبوعين أنه "يتوقع بشكل كبير أن تحاول روسيا التأثير على الانتخابات القادمة".

وفي تقرير، صدر بالتزامن مع الجلسة الاستخباراتية، يصف كوتس روسيا بأحد ممثلي زعزعة الاستقرار في الغرب، ويقول: "وتسعى موسكو إلى خلق أسافين تقلل من الثقة في العمليات الديمقراطية، تحط من جهود إرساء الديمقراطية، تضعف شراكات أمريكا مع حلفائها الأوروبيين، تقوض العقوبات الغربية، تشجع الآراء السياسية المناهضة للولايات المتحدة، ومواجهة الجهود الرامية إلى إدخال أوكرانيا والدول الأخرى التي كانت عضوًا في الاتحاد السوفيتي السابق في المؤسسات الأوروبية.

التقرير الذي يقيم المخاطر الأمنية التي تواجه العالم، لم يظهر أي علامات تدل على أن موسكو سوف تُبطئ من جهودها، قال أيضًا: "ومن المرجح أن تواصل روسيا أو تزيد من حملاتها الدعائية، ودعمها المالي والسياسي للأحزاب الشعبية والمتطرفة، بغرض زرع الفتنة داخل الدول الأوروبية، وتقليل الدعم الشعبي للاتحاد الأوروبي".

واستغل معارضو ترامب تلك الفرصة للتدخل، حيث قال السيناتور الديمقراطي مارك وارنر: "لا تخطئوا الأمر، ولكن هذا الخطر لم يبدأ في 2016 ولم ينتهي بانتهاء الانتخابات، إن ما نشهده هو اعتداء مستمر من جانب روسيا لاستهداف وتقويض مؤسساتنا الديمقراطية، وسوف يستمرون في هذا".

وتابع وارنر: "وعلى الرغم من كل هذا، لا يزال الرئيس ينكر التهديد الذي تشكله روسيا، حيث لم يزد العقوبات على روسيا عندما أتيحت له الفرصة، بل أنه لم يرسل حتى شكوى واحدة، ويتطلب هذا التهديد استجابة من الحكومة بكاملها، بداية من قيادتها".

ويتابع التحليل، كان هناك دائمًا بعض التنافر بين خطابات ترامب، والخطابات الأكثر رصانة من كبار مسؤولي الاستخبارات والدفاع الذين يعملون لصالحه، فعلى سبيل المثال، عندما ألقى ترامب خطابًا رئيسيا حول السياسة الخارجية في ديسمبر، لم يتحدث عن روسيا، وفي الوقت نفسه، استهدفت استراتيجية الأمن القومي التي صدرت مؤخرًا، بكين وموسكو كتهديدات جيوسياسية واضحة.

ويضيف، وبالمثل، يشير تقييم التهديدات التي تقوم بها وكالات الاستخبارات، إلى وجود اختلافات حادة عن جدول أعمال ترامب، فعلى سبيل المثال، خلص إحداها إلى أن الاتفاق النووي الموقع مع طهران يعمل بشكل جيد، ويقول تقرير لجنة الاستماع: "إن تنفيذ إيران للاتفاق النووي مدد الوقت الذي تحتاج فيه إيران إلى إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي من بضعة أشهر إلى حوالي سنة، بشرط أن تواصل الالتزام بأحكام الاتفاق الرئيسية، وعزز الاتفاق أيضًا من وضوح وشفافية النشاطات النووية الإيرانية".

ويقول ثارور في ختام تحليله: "تلك التحذيرات التي أطلقها التقرير الخاص بجلسة الاستماع في مجلس الشيوخ، من المفترض نظريًا أن يستمع إليها ترامب، ولكن إذا تعلمنا شيئًا من خلال عامه الأول كرئيس، فهو أن ترامب لن يستمع أبدًا لمثل تلك التقارير".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان