إعلان

معتز النونو.. شهيد فلسطيني دماؤه لا تزال تقاوم

08:28 م الثلاثاء 15 مايو 2018

معتز النونو

كتب - محمد الصباغ:

منح الفلسطيني معتز النونو دماءه لجرحى أصيبوا خلال الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المشاركين في مسيرات العودة على حدود قطاع غزة. وقف مع عشرات الشباب أمام مستشفى الشفاء للتبرع بدمائه للمصابين الذين تخطوا الآلاف خلال الأسابيع الأخيرة احتجاجًا على نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس المحتلة.

بعض الجرحى ممن ربما يحملون دماء النونو يتلقون العلاج في غزة وآخرون نقلوا إلى مصر في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية بالقطاع، ولكن الشاب صاحب الـ30 عامًا أصيب أمس الثلاثاء في اليوم الأكثر دموية منذ بدء مسيرات العودة في نهاية مارس الماضي.

وفي خضم الأحداث المأساوية والأجساد التي تنزف كانت الأطقم الطبية بقطاع غزة تعمل بكل ما في وسعها لإنقاذ المصابين، وكان من بين الأطباء معتصم النونو الذي تابع عمله وسط الأجواء القاتمة والمواد الطبية الشحيحة.

في خضم العمل، فوجئ معتصم بجثة قادمة، كان يعرفها عن ظهر قلب؛ إنها جثة شقيقه معتز النونو، حاول الأخ إسعاف أخيه لكن النهاية كانت محتومة وبات معتز النونو شهيدًا جديدًا يضاف إلى قائمة عشرات الشهداء في ذلك اليوم.

استشهد يوم الاثنين 62 شخصًا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي على حدود غزة، فيما أصيب 2771 بجراح مختلفة منهم 225 طفلا و86 سيدة، بحسب السلطات الطبية في غزة.

في وقت كان يستعد حوالي 20 جريحًا للسفر إلى مصر للعلاج، في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في مستشفيات القطاع، كان النونو من بين عشرات المواطنين الذين تجمعوا أمام بنك الدم في مستشفى الشفاء، ولم يكن يعلم أنه سيتبرع بدمه وبعد ساعات سوف يتبرع بروحه وجسده من أجل القضية الفلسطينية، بحسب وكالة "معا" للأنباء.

وتداول مغردون على موقع تويتر في الساعات الأخيرة، كيس الدماء الذي تبرع به معتز النونو وهو بتاريخ الثامن من مايو الجاري، ببنك دم مستشفى الشفاء في غزة.

وكتب أحد المغردين على حسابه "في غزة فقط.. شهيد يتبرع بدمه وهو حي لينقذ جريحًا كاد أن يموت".

وبجولة قصيرة على حساب معتز على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك نجد أنه كان لا يخاف ويعتبر أن الخوف هو سبب فشل القيادات. وكتب في منشور قبل أشهر "الخوف سبب من أسباب الفشل عند القيادة".

رحل النونو لكن دماءه ما زالت تسري في أجساد فلسطينية أخرى، لا تزال تتظاهر بشكل شبه يومي على خطوط التماس بقطاع غزة للتأكيد على حق العودة، والاحتجاج ضد قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارة واشنطن إلى القدس.

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا عاجلًا لمناقشة التطورات في قطاع غزة أمس، وبدأت الجلسة بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء الفلسطينيين.

وأدانت الدول الحضور العنف الإسرائيلي المفرط ضد المدنيين الفلسطينيين، بينما اعترضت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية على تلك الإدانات ودعمت إسرائيل بقوة قائلة "من منكم يسمح بما حدث على حدوده؟".

ومن جانبه قال مندوب الكويت الدائم أمام مجلس الأمن السفير منصور العتيبي، "إننا ندين المجزرة التي ارتكبتها سلطة الاحتلال الإسرائيلي والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، في إطار إحياء ذكرى العودة لأرضه المحتلة".

وأضاف أن "الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان ما كان لها أن تستمر لو قام مجلس الأمن بدوره، وناسف لعدم اعتماد مسودة القرار التي دعت إليها الكويت يوم أمس، وفي حال استمر المجلس في عجزة عن اتخذ إجراءات فإننا سندعم أي تحرك في مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة لمحاسبة المسؤولين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب".

وقال مندوب فلسطين في كلمته "نرفض أية ذرائع لإعفاء إسرائيل من مسؤوليتها عن قتل الفلسطينيين بالذخيرة الحية".

وطالب المجلس بالتحري بشكل فوري من أجل وقف المجزرة التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة، ودعا جميع الدول للتحرك لدعم القانون الدولي وإدانة سلوك إسرائيل الإجرامي، وعدم الاعتراف باستعمارها لأرضنا وإدانة محاولات أي دول لدعم هذا الوضع غير القانوني واتخاذ إجراءات للمساءلة والمحاسبة.

21

فيديو قد يعجبك: