في يوم اللاجئين العالمي.. أنجلينا جولي تطرح رؤيتها لحل الأزمة
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت الفنانة الحائزة على الأوسكار، والمبعوث الخاص للجنة الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي مقالًا حول أزمة اللاجئين في مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، وقالت فيه: "إن عدد اللاجئين ارتفع حول العالم للعام السادس على التوالي، ويعيش ما يقرب من 68 مليون شخص في أماكن لا ينتمون إليها بسبب العنف أو الاضطهاد، وهو ما يساوي خمس تعداد سكان الولايات المتحدة، وأكثر من عدد سكان المملكة المتحدة بأكملها".
وتابعت جولي، في نفس الوقت الذي يزداد فيه عدد اللاجئين، تقل فيه بشكل ملحوظ نسبة المساعدات، حيث تلقت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وشركائهم أقل من 17٪ من الأموال التي يحتاجونها هذا العام لتقديم المساعدة الأساسية لملايين اللاجئين والنازحين السوريين، وتوجد نفس تلك الحالة الصعبة في أماكن أخرى أيضًا، مع تمويل أقل من نصف الأموال المطلوبة في الغالبية العظمى من البلدان المتأثرة بوجود صراعات.
ليس غريبًا وجود حالة من القلق بين الناس، ليس لأن الناس بلا قلب، ولكن لأن هذا ليس وضعًا مستدامًا، ولا يكمن الحل في تبنى إجراءات أحادية الجانب تستهدف اللاجئين، وتتعارض مع قيمنا ومسؤولياتنا، فلن يؤدي هذا إلا إلى تأجيج المشكلة.
وبدلًا من ذلك، كما تقول أنجلينا جولي، يجب علينا أن نجد طرقًا لخفض عدد النازحين حول العالم من خلال منع وحل النزاعات التي تبعدهم عن منازلهم، ويجب علينا أن نحاول حشد الناس والأمم للعمل معًا على أساس المصالح المشتركة والطموحات العالمية في الأمن والكرامة والمساواة، وفهم أن هذا لا يأتي على حساب سلامتنا ورفاهيتنا الاقتصادية، ولكنه مطلب أساسي عندما تواجه مشاكل ذات أبعاد دولية.
قد يكون من غير الشائع القول بأننا بحاجة للعمل مع حلفائنا لإيجاد حلول دائمة للصراعات المعقدة من خلال الدبلوماسية، ولكنه صحيح، وحقيقة أن هناك تحديات كبيرة بيننا وبين هذا الهدف لا يعني أنه ليس المسار الصحيح الذي يجب أن نسير عليه، ويجب علينا أن ننظر فقط إلى الحقائق المجردة.
أولًا، 85٪ من جميع اللاجئين والنازحين يعيشون في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ويبقى معظم النازحين داخل حدود بلادهم بسبب العنف، يميل أولئك الذين يتم إجبارهم على مغادرة بلادهم إلى البقاء في أقرب مكان من البلاد التي ينتمون إليها، أو في الدول المجاورة، يتم إعادة توطين جزء صغير فقط من جميع اللاجئين على مستوى العالم - نسبة أقل من 1٪ - بما في ذلك في الدول الغربية، وتتحمل الدول الأفقر في العالم الجزء الأكبر من العبء، لا يمكننا ببساطة افتراض أنهم سيستمرون في القيام بذلك بغض النظر عن السياسات في الدول الأكثر ثراءً.
ثانيًا، بالنسبة لسخاء دافعي الضرائب في الغرب، وجميع الأرواح التي يتم إنقاذها، فإن المليارات من المساعدات الإنسانية المقدمة سنويًا لا تقترب من تلبية احتياجات 68 مليون نازح والمجتمعات التي تستضيفهم الآن، ناهيك عن إمكانية استمرار الأرقام في النمو، لا يوجد حل يضمن الاستمرار في الوضع الراهن، أو القيام بعمل أقل، أو التصرف كما لو كان بوسعنا ترك الوضع الحالي كمشكلة تتعامل معها البلدان الأخرى.
ثالثًا، يأتي ثلثا اللاجئين تحت ولاية المفوضية من خمسة بلدان فقط: سوريا وأفغانستان وجنوب السودان وميانمار والصومال، السلام في أي من هذه البلدان الخمسة، وتهيئة الظروف للناس ليعودوا إلى ديارهم، سيؤدي إلى انخفاض أعداد اللاجئين في جميع أنحاء العالم بمقدار يتخطى الملايين، هذا هو ما يجب أن نضغط على سياسيينا به كناخبين: وتحديهم للرد على كيفية تعامل السياسات التي يتبعونها مع جذور المشكلة.
واختتمت جولي مقالها بالقول: "نحن نعيش في أوقات الخلاف الآن، لكن التاريخ يظهر أيضًا قدرتنا على التوحد والتغلب على الأزمات العالمية وتجديد إحساسنا بالغرض من المجتمع والتعاون مع الدول الأخرى، هذه هي أعظم قوة في مجتمع مفتوح، يجب ألا نترك النقاش مفتوحًا لأولئك الذين يستغلون القلق العام من أجل ميزة سياسية، يتم اختبارنا بهذه الأزمة اليوم، وستكون استجابتنا هي المقياس الذي يحدد إنسانيتنا".
فيديو قد يعجبك: