لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

واشنطن بوست: ترامب مُحقًا في الضغط على تركيا ولكنه يستخدم طريقة خاطئة

01:02 م الخميس 16 أغسطس 2018

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الاقتصاد التركي يتأرجح ويواجه أزمة حقيقية من شأنها القضاء على عقدين حقق فيهما تقدمًا ملحوظًا.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يُلقي اللوم على نظيره الأمريكي دونالد ترامب في هذه المشكلة، بعد اصدار الأخير قرارًا بمضاعفة التعريفة الجمركية على الصلب والألمونيوم التركي، ردًا على رفض أنقرة لاطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برونسون، والذي تتهمه السلطات التركية بجرائم مُتعلقة بالإرهاب.

وترى الصحيفة إن التصرفات الأمريكية أربكت الشعب التركي وجعلته لا يعلم من هو المسؤول حقًا عن انهيار العملة الوطنية، والتي تدهورت بنسبة وصلت إلى 40 بالمئة منذ مطلع العام الجاري.

وقالت واشنطن بوست، في مقال منشور على موقعها الإلكتروني فجر اليوم الخميس، إن أردوغان سعى منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في يونيو الماضي، إلى زيادة نفوذه، كما أنه أصبح المسؤول الوحيد عن كل شيء في بلاده بفضل التعديلات الدستورية الجديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي جعل صهره وزيرًا للمالية والخزانة، واستخدم نفوذه لمنع البنك المركزي من رفع أسعار الفائدة، ما ترتب عليه التراجع الحاد في قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، وهو الأمر الذي يهدد بافلاس العديد من الشركات والبنوك التي حصلت على قروض أجنبية.

وتقول واشنطن بوست إن سوء الإدارة الاقتصادية أحد عيوب أردوغان الكثيرة، والتي من بينها شن حملات قمع واسعة النطاق على الصحافة والمجتمع المدني، وحملات أخرى مُضللة للضغط على الدول الأخرى من بينها إسرائيل، وألمانيا وروسيا، والولايات المتحدة مؤخرًا.

ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان احتجز عدد من المواطنين الأمريكيين من بينهم القس أندرو برونسون في محاولة لإجبار الولايات المتحدة على تسليم الداعية الإسلامي فتح الله جولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016.

ورغم أنها تراه مُحقًا في معاقبة تركيا، ترى الصحيفة الأمريكية أن مشكلة واشنطن في التعامل مع أنقرة تتمثل في أنها ركزت فقط على القس برونسون، والذي أصبح من أشهر القساوسة الإنجيليين، والانجيليين من أهم مؤيدي وأتباع الرئيس الأمريكي.

علاوة على ذلك، تجد واشنطن بوست أن استخدام التعريفة الجمركية كسلاح سياسي يعد انتهاكًا خطيرًا للمعايير الدولية، وكان من الأفضل أن تفرض الإدارة الأمريكية عقوبات على الأشخاص المتورطين في احتجاز الأفراد الذين لم يقترفوا ذنبًا، أو تزيد الضغوط على هؤلاء الذين انتهكوا حقوق الانسان.

وترى واشنطن بوست أن قرار ترامب بالتعامل بهذه الطريقة مع أردوغان صائبًا، ودعت المحللين الذين يخشون من تأثير خشونة الرئيس الأمريكي إزاء نظيره التركي على تدهور علاقات واشنطن مع حليف هام في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن يعلمون أن تركيا لم تكن تتصرف بطريقة صائبة، لاسيما وأن الحلفاء لا يحتجزون مواطنين أمريكيين ويتعاملون معهم كرهائن.

وتجد واشنطن بوست أن المخاوف من أن تنتقل أزمة العملة في تركيا إلى الدول النامية الأخرى أمر مُبالغ فيه، وتقول إن تهديدات أردوغان بتحويل دفته صوب روسيا وإيران"تفوهات فارغة"، لاسيما وأن موسكو أو طهران لن يقدمان لأنقرة مليارات الدولارات التي تحتاجها للخروج من أزمتها الاقتصادية.

وفي النهاية، تقول الصحيفة إن ترامب ربما يعتقد أنه لديه نفوذًا يستطيع من خلاله السيطرة على أردوغان ، وربما يكون مُحقًا، ولكن لا يجب أن يستخدمه لإطلاق سراح القس فقط، ولكن لكي يُلقن الرئيس التركي درسًا بعد أن أصبح ديكتاتورًا يتلاعب بشعبه وباقي العالم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان