إعلان

الإندبندنت: هؤلاء أبرز الخاسرين في أزمة السعودية وكندا

10:35 م الخميس 16 أغسطس 2018

كتب - هشام عبد الخالق:

تفاجأ كثيرون حول العالم الأسبوع الماضي عندما أعلنت الرياض طرد السفير الكندي بعد انتقاد أوتاوا لسجل حقوق الإنسان في المملكة، وتَبع هذه الحركة بتجميد العلاقات التجارية والاستثمارية بين الدولتين، وبيع الأصول الكندية، ومقاطعة القمح الكندي وإلغاء الرحلات السعودية إلى تورنتو.

وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن رد السعودية أذهل المراقبون الدوليون وأدى لخلاف دبلوماسي لم يسبق له مثيل، خاصة بعد أن كررت كندا موقفها بشأن حقوق الإنسان.
من غير المتوقع أن يكون للتدابير الجديدة تأثير كبير من الناحية المالية، فالتجارة بين البلدين متواضعة - وفقًا لوكالة بلومبرج، حيث تصدر كندا سلعًا بقيمة 1.37 مليار دولار كندي إلى السعودية، وتستورد ما قيمته 2.63 مليار دولار كندي في 2017، والذي يشكل 0.4٪ فقط من إجمالي التجارة الكندية في السنة.

صحيفة "إندبندنت" البريطانية، قالت في تقريرها المنشور الثلاثاء، إن السعوديين أنفسهم هم المتضررون الأكبر من هذه القطيعة، وخاصة الطلاب، والمرضى، والأطباء المتدربين المقيمين في كندا، الذين أصبح مستقبلهم غير معلوم.

وقال أحد المواطنين السعوديين المقيمين في مونتريال ورفض ذكر اسمه: "يشعر الجميع بصدمة ويحاولون معرفة ما عليهم فعله الآن، تخيل أنك كنت طالبًا هنا لعدة سنوات قد تصل إلى ثمانية.. وفجأة يخبرك أحدهم بأن عليك العودة إلى وطنك.. هذا يدمر حيوات الكثيرين".
وتابعت الصحيفة، أن ما لا يقل عن 1000 طبيب متدرب يعملون في مستشفيات كندا ضمن برنامج تدريب مكثف، ومُنح هؤلاء الأطباء فرصة حتى 31 أغسطس لمغادرة البلاد.
ويقول سلفاتور سبادافورا نائب عميد كلية الطب بجامعة تورنتو: "أغلب الأطباء المتدربين شارفوا على إنهاء كليتهم، وجاءوا هنا بناء على منح، ويحصلون على خبرة الآن".
وتابع نائب عميد كلية الطب، التي يوجد بها 216 طالب سعودي، "عندما يعود هؤلاء الأطباء بعد انتهاء تدريبهم سوف يؤدون عملًا عظيمًا لدولتهم، ولكن تلك الخسارة المحتملة أمر مؤسف".

يوجد بالجامعات الكندية ما يقرب من 8300 طالب سعودي غير متخصصين في المجالات الطبية، بحسب الصحيفة، وأمرتهم وزارة التعليم السعودية بـ "إنهاء جميع ارتباطاتهم في كندا وطلب تذكرة عودة للمملكة خلال شهر واحد".

وأضافت الصحيفة، يفكر بعض الطلاب في طلب اللجوء لكندا، حتى لا يلقوا بالسنين التي درسوا فيها وراء ظهرهم وإمكانية حصولهم على شهادات من الجامعات الكندية، ولكن حذرهم محامو الهجرة من أن هذه العملية طويلة وصعبة، وتشمل التنازل عن تأشيرات الطلاب الحالية للتأهل للحصول على وضع اللاجئ على الأقل حاليًا.
الأزمة السعودية الكندية لم تؤثر على السعوديين في كندا فقط، ولكن على من يتواجدون في المملكة أيضًا.

وتقول الصحيفة: "بدأت السعودية سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية منذ أن عيّن الملك سلمان ابنه البالغ من العمر 32 عامًا محمد، وليًا للعهد في يونيو 2016، وشملت تلك الإصلاحات إنهاء حظر المملكة الذي طال أمده على قيادة المرأة، وكبح جماح الشرطة الدينية سيئة السمعة"، ولكن استطاعت حملة الفساد التي شنها ولي العهد والتي شملت القبض على بعض الأمراء ورجال الأعمال وكذلك بعض النشطاء السياسيين أن تغطي على تلك الإصلاحات.

ويقول بعض النقاد، بحسب الإندبندنت، إن السعودية تجعل من كندا مثالًا لإرسال رسالة لباقي المجتمع الدولي
وبعد مرور أسبوع، يبدو أن النزاع السعودي الكندي استقر في شكله النهائي، ولكن لا يبدو أن المشاكل التي تواجه السعوديين في كندا ستنتهي في أي وقت قريب، خاصة أن الخلاف السعودي مع قطر - الذي اندلع في 2017 - ما زال قويًا.

ويقول الدكتور هشام هيلير، باحث بالمجلس الأطلسي والمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن لصحيفة "الإندبندنت": "قد تكون السعودية أن تجعل من كندا سابقة جديدة مع الدول الغربية"، وكأن لسان حالها يقول إذا ما أرادت الدول الغربية الإبقاء على علاقة طبيعية مع الرياض يجب عليها أن تغض البصر عن الاعتداءات التي تحدث في المملكة".
واختتمت الصحيفة تقريرها بقول هيلير: "ستكون الرياض قد نجحت في مسعاها، إذا ما جعلت الدول الغربية تفكر مرتين في المستقبل قبل أن تصدر مثل التعليقات التي صرحت بها كندا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان