موقف محرج لرئيسة وزراء بريطانيا بسبب "الإرهابي" نيلسون مانديلا
كتب – محمد الصباغ:
بدأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الثلاثاء، جولة في القارة السمراء. وكانت أول محطاتها هي دولة جنوب إفريقيا، وزارت خلالها جزيرة روبن التي سُجن فيها المناضل نيسلون مانديلا خلال سعيه نحو القضاء على الفصل العنصري في بلاده.
تسعى ماي لحشد شركاء تجاريين قبل الخروج من الاتحاد الأوروبي المنتظر خلال العام المقبل، وأهدت خلال الزيارة رئيس جنوب إفريقيا ناقوسًا يعود لسفينة كان على متنها 600 من المواطنين أصحاب البشرة السمراء، وغرقا خلال الحرب العالمية الأولى.
وكانت بريطانيا تجمع الشباب من دول تستعمرها في أنحاء العالم المختلفة من أجل القتال لصالح دول الحلفاء (روسيا وبريطانيا وإيطاليا وأمريكا) ضد دول المحور أو المركز بقيادة العثمانيين وألمانيا والنمسا.
وفي حوار لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وتحديدا قناة "بي بي سي 4"، سأل المحاور رئيسة الوزراء البريطانية سؤالا محرجًا وقال لها: "ستزورين جزيرة روبن. كنتِ ناشطة في السياسة خلال السبعينيات والثمانينيات، ماذا فعلتِ للمساعدة في الإفراج عن نيلسون مانديلا."
بدت ماي مرتبكة وقالت إن المهم هو ما فعلته المملكة المتحدة. لكن المحاور عاد ليقاطعها "لا ماذا فعلتِ أنتِ؟ هل شاركتِ في مظاهرات؟ هل قاطعتِ منتجات جنوب إفريقيا؟ هل فعلتِ أي شئ؟"
ردت ماي: "أعلم أنك تعرف جيدًا أنني لم أشارك في أي تظاهرات. لكن الأهم هو العمل الذي قامت به المملكة المتحدة.. ما قامت حكومة المملكة المتحدة لضمان القدرة على تقديم الدعم في المكان الذي ينبغي تقديمه فيه."
تابع المحاور "انتظري لحظة، في تلك المرحلة كانت تاتشر (مارجريت رئيسة وزراء بريطانيا) تؤمن بأن نيلسون مانديلا إرهابيًا. كنتِ عضوا مواليا في حزب المحافظين؟ هل كنت تؤمنين بنفس الشيء؟"
عادت ماي لتكرر حديثها وقالت: "ما كان مهما هو الدعم الذي تقدمه حكومة المملكة المتحدة آنذاك، عادة كان من خلف الستار. ومن جانب آخر جهود إنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا".
يذكر أن مارجريت تاتشر عرفت موقفها المعادي لحركة التحرر في جنوب إفريقيا بقيادة مانديلا، وكانت بريطانيا من الدول التي دعمت بشكل كبير نظام الحكم القائم على الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بجانب الرئيس الأمريكي رونالد ريجان. وطالما وصفت نيلسون مانديلا بأنه إرهابيًا.
وظل اسم نيلسون مانديلا على قائمة الإرهاب الأمريكية، بشكل غريب، حتى عام 2008. وكان آنذاك قد حصل على جائزة نوبل للسلام بسبب جهوده في مواجهة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
وفي عام 2008 وافق الرئيس الأمريكي جورج بوش على شطب اسم مانديلا من اللائحة، وبجانب حزب المؤتمر الوطني الذي كان ينتمي إليه أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في جنوب إفريقيا عام 1994.
وصرح السيناتور آنذاك ووزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، أنه بعد رفع اسم مانديلا من لائحة الإرهاب: "تحركت الولايات المتحدة أخيرا باتجاه التخلص من العار الكبير المتمثل بتشويه سمعة هذا الزعيم العظيم بسبب وضع اسمه على قائمة الإرهاب".
فيديو قد يعجبك: