بعد 113 ساعة من حجب الخدمة.. عودة الإنترنت تدريجيًا في إيران
كتبت- رنا أسامة:
أعادت السلطات الإيرانية خدمة الإنترنت تدريجيًا فيما لا يقل عن 8 محافظات، الخميس، وذلك بعد نحو 5 أيام على قطع الخدمة بشكل شبه كلي في إيران، على وقع التظاهرات التي تشهدها غالبية المحافظات والمدن في البلاد احتجاجا على رفع أسعار الوقود.
وأكّدت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية استئناف خدمة الإنترنت في بعض المناطق، الخميس، بتفويض من مجلس الأمن القومي الإيراني. ونقلت عن مصدر وصفته بالمُطلع قوله إن "خدمة الإنترنت في طور العودة التدريجية إلى جميع أنحاء البلاد".
وأضاف المصدر أن "خدمة الاتصال بالإنترنت للهواتف الأرضية (ADSL) عادت بالفعل في محافظات هرمزكان، وكرمانشاه، وأراك، ومشهد، وقم، وتبريز، وهمدان وبوشهر، وبعض مناطق طهران".
بدورها، أفادت منظمة "نت بلوكس"، وهي منظمة غير حكومية معنيّة بمُراقبة حرية الإنترنت حول العالم، باستئناف محدود للإنترنت في إيران بعد 113 ساعة من حجب الخدمة.
وأظهرت بيانات المنظمة، الخميس، أن معدلات الوصول إلى الإنترنت في إيران لا تتعدى 10 بالمائة حتى الآن.
Real-time technical data corroborate reports in #Iran news media that some connectivity is being restored, although only partially.
— NetBlocks.org (@netblocks) November 21, 2019
At the current time national connectivity has risen further to 10%.
Follow our live report for updates on the situation 📰https://t.co/1Al0DT8an1
كان وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري أعلن، أمس الأربعاء، أنه لا يعلم موعد إعادة خدمة الإنترنت إلى البلاد، لكنه أكّد أنه "سيعود حتما في وقت قريب".
والاثنين الماضي، أعلنت وزارة الاتصالات الإيرانية أن "قرار عودة الإنترنت للبلاد يحتاج لقرار من مجلس الأمن القومي".
وفي وقت سابق، قال السفير الأمريكي لدى ألمانيا ريتشارد جرينيل إن الولايات المتحدة قادرة على إعادة الإنترنت إلى الشعب الإيراني، في وقت قالت وزارة الاتصالات الإيرانية إن عودة الخدمة تحتاج إلى قرار من مجلس الأمن القومي الإيراني.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تحجب فيها إيران الخدمة عن مواطنيها، غير أنها اختلفت عن سابقاتها وفق تقرير سابق نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
فبعد الانتخابات الرئاسية في 2009، أدركت الحكومة الإيرانية أن الإنترنت هو مفتاح التواصل بين الناس ليس فقط داخل البلاد، ولكن أيضا خارجها، لذلك اعتمدت حجبه سلاحا لإخماد الاحتجاجات.
ففي ديسمبر 2017 ويناير 2018، وبمجرد أن حجبت السلطات الإيرانية تطبيق التراسل "تليجرام"، انتهت الاحتجاجات لأن الناس لم يتمكنوا من التواصل فيما بينهم"، وفقا لأمير الرشيدي، وهو باحث في أمن الإنترنت والحقوق الرقمية في مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك.
ووصفت "نت بلوكس" قطع الإنترنت هذه المرة بأنه "التعتيم الأكبر الذي رصدته المنظمة حتى الآن في إيران"، مُشيرة إلى أنه "رغم محاولات السلطات جعل بعض الخدمات الداخلية متاحة لعدد محدود من المستخدمين، غير أن الإنترنت كما نعرفه غير متوفر في البلاد".
وقال مدير المنظمة ألب توكر إن "الأمر كان معقدًا لدرجة أن السلطات استغرقت 24 ساعة لإتمام المهمة"، وفق تقرير سابق نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
فيما اعتبر دوج مادوري، مدير تحليل الإنترنت بشركة "أوراكل" العالمية أن "الحادث الأخير غير عادي، ففي الماضي كانت إيران تعمد إلى إبطاء الإنترنت من خلال خلق اختناقات في عرض النطاق الترددي أو حجب المواقع الفردية مثل فيسبوك وتويتر، أما هذا التعتيم الحالي فهو أكثر تقدما".
وأضاف مادوري أنه "في الوقت الذي نمت شبكة الإنترنت في إيران في السنوات الأخيرة، فإن البنية الأساسية لا تزال هي نفسها.. الاتصال بين البلاد وبقية العالم يتم فقط عبر الشركات التي تسيطر عليها الدولة" والتي تصبح بمثابة أدوات لخنق الاتصال بين إيران وشبكة الإنترنت العالمية.
وتشهد إيران احتجاجات بدأت يوم الجمعة الماضي بعد الإعلان عن رفع سعر الوقود بنسبة 50 في المائة لأول 60 لترا، و200 بالمائة لكل لتر إضافي يتم شراؤه بعد ذلك كل شهر. فيما واجهت السلطات المحتجين بعنف شديد وقطعت الإنترنت عن معظم مدن البلاد لقمع المتظاهرين، وهو ما قوبل بإدانات دولية.
فيديو قد يعجبك: