إثيوبيا تواصل التعنّت: تحذير ترامب بتفجير سد النهضة "ليس مهمًا"
كتبت- رنا أسامة:
استمرارًا لسياسة التعنّت، قلّلت إثيوبيا من أهمية تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من احتمالية تفجير سد النهضة، في الوقت الذي تماطل فيه للحيلولة دون التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة المستمرة مع مصر والسودان منذ قرابة عقد من الزمان.
كان ترامب اتهم إثيوبيا، يوم الجمعة، بانتهاك اتفاق عكف على إعداده لإنهاء أزمة سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق، ما دفع بواشنطن لقطع مساعدات بملايين الدولارات إلى أديس أبابا.
وحذّر الرئيس الأمريكي في اتصال هاتفي مع قادة السودان وإسرائيل، الجمعة، من احتمالية تفجير السد. وقال "لا يمكنكم لوم مصر بشعورها بقليل من الانزعاج بسبب السد الذي يوقف تدفق المياه إلى النيل".
ووصف ترامب الوضع بأنه " خطير للغاية"؛ لأن مصر لن تتمكن من العيش بهذه الطريقة -على حد قوله- في إشارة إلى أن نهر النيل مصدر المياه الوحيد تقريبًا لأكثر من 100 مليون مصري.
وأضاف ترامب: "سينتهي بهم المطاف إلى تفجير ذلك السد.. سوف يفجرون السد. علينا القيام بشيء ما". وتابع: "ولا أحد يمكن أن يلوم مصر على أنها منزعجة".
الأمر الذي استنكره المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية. وقال السفير دينا مفتي لوكالة الأنباء الإثيوبية (إينا)، الأحد، إن خطاب ترامب "يفتقر إلى الأهمية تمامًا ولا يمكن تحقيقه".
واعتبر الدبلوماسي الإثيوبي أن أي تعليقات غير بنّاءة يتم الإدلاء بها بشأن السد، "لا تحترم حقوق دولة ذات سيادة وشعبها في التنمية باستخدام مواردها الطبيعية"- على حد زعمه.
كانت واشنطن أعدّت مسودة اتفاق، وقّعت عليها مصر بالأحرف الأولى، في فبراير الماضي بعد أشهر من المفاوضات لكن إثيوبيا تغيّبت عن جلسة التوقيع.
وتسعى مصر لحل أزمة سد النهضة بالطرق الدبلوماسية، وأخذت القضية إلى مجلس الأمن في وقت سابق من العام الجاري، قبل أن يرعى الاتحاد الأفريقي المفاوضات بين الدول الثلاث التي لم تسفر عن شيء حتى الآن.
لكن إثيوبيا تُصر على سياسة التعنت وفرض الأمر الواقع. وأمس السبت، ردّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على تحذير ترامب في تغريدة عبر تويتر، أكّد خلالها أن "الإثيوبيين سيكملون هذا العمل (بناء سد النهضة) لا محالة".
كما استدعى وزير الخارجية الإثيوبي السفير الأمريكي لدى أديس أبابا للحصول على توضيح بشأن تصريحات ترامب.
واعتبر وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو، أن التحريض على الحرب بين إثيوبيا ومصر من قِبل رئيس أمريكي في منصبه لا يعكس الشراكة طويلة الأمد والتحالف الإستراتيجي بين واشنطن وأديس أبابا، واصفًا الأمر بأنه "غير مقبول".
وتسعى مصر والسودان للتوصل دبلوماسيًا لاتفاق ملزم قانونا، يضمن تدفقات مناسبة من المياه وآلية قانونية لحل النزاعات قبل بدء تشغيل السد. بيد أن إثيوبيا التي احتفلت في أغسطس بإنجاز المرحلة الأولى من ملء السد، تصر على الاستكمال بدون اتفاق.
وتتمسك مصر بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل وبالقرارات والقوانين الدولية في هذا الشأن، وترفض أي إجراءات أحادية تمضي فيها أديس أبابا، وتطالب إثيوبيا بضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي.
فيديو قد يعجبك: