دبابات إسرائيلية تتوغل في رفح واشتداد المعارك بالشمال.. هل بدأ الاجتياح الكامل؟
كتب- مصراوي
رغم التحذيرات الدائمة من أن أي عملية في رفح ستؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى، لكن الاحتلال الإسرائيلي لم ينظر إلى تلك التحذيرات وقرر شن عملية عسكرية على المدينة التي تقع على الحدود المصرية الفلسطينية، والتي تأوي أكثر من مليون نازح فروا جميعهم من مناطق الشمال والوسط قبل نحو 7 أشهر.
العملية الإسرائيلية لم تكن محدودة كما كان يدعي مسؤولي الاحتلال، فبدأت بالتوغل بطول الخط الحدودي مع الدولة المصرية حتى وصلت إلى معبر رفح وسيطرت عليه، رغم تحذيرات مصر والتي اتخذت خطوات تصعيدية "خطيرة"، لكن إسرائيل لم تنصاع لتلك الخطوات، وبدأت بالدخول لعمق المدينة الحدودية ليكون بمثابة "اجتياح كامل"، حتى دون دعم حلفائها الرافضين للعملية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
حسب وكالة رويترز للأنباء، فإن دبابات الاحتلال الإسرائيلي توغلت اليوم الثلاثاء، في عمق شرق رفح ووصلت إلى بعض المناطق السكنية في المدينة الحدودية الجنوبية حيث يوجد أكثر من مليون نازح، مما أثار مخاوف من وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.
مزاعم إسرائيل الدائمة والتي وفقًا لها توغلت بريّا في محافظة الشمال ومدينة غزة وأيضًا مدينة خانيونس، ألا وهي مطاردة مقاتلي حركة حماس، فالاحتلال يدعي أن مدينة رفح تأوي بداخلها نحو 4 كتائب من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لذا فعملياتها بالمدينة الحدودية للقضاء على تلك الكتائب حسب زعمهم.
شن عملية عسكرية في رفح حذرت منه العديد من المنظمات الأممية، والتي كانت تخشى حدوث كارثة كبرى إنسانية كبرى قد بدأت بالفعل منذ نحو أسبوع، ما دفع محكمة العدل الدولية للإعلان عن عقد جلسات استماع يومي الخميس والجمعة، لمناقشة طلب جنوب أفريقيا السعي لإجراءات طارئة جديدة بشأن توغل رفح، الذي يقول الوسطاء "مصر- قطر"، إنه أوقف الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
مطلب جنوب إفريقيا هو جزء من قضية رفعتها ضد إسرائيل تتهمها بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية في غزة، والتي وصفتها إسرائيل بأنها لا أساس لها. وقالت محكمة العدل الدولية إن إسرائيل ستقدم آراءها بشأن الالتماس الأخير يوم الجمعة.
التوغل في رفح لم يكن سهلا على جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي، فواجهوا مقاومة شرسة خسروا على إثرها عتاد وجنود، فحسب كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، فإن مقاتليها تمكنوا من تدمير حاملة جنود إسرائيلية بصاروخ الياسين 105 في منطقة السلام الشرقية برفح، ما أسفر عن مقتل بعض أفراد الطاقم وإصابة آخرين.
تقول الأمم المتحدة إن الحرب دفعت الكثير من سكان غزة إلى حافة المجاعة، ودمرت منشآتها الطبية، حيث تعاني المستشفيات، إذا كانت تعمل على الإطلاق، من نقص الوقود لتوليد الطاقة والإمدادات الأساسية الأخرى.
في الأيام الآخيرة اشتد القتال في جميع أنحاء القطاع شمالا وجنوبًا، مع عودة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المناطق التي ادعى أنها فككت فيها حماس قبل أشهر. وتزعم إسرائيل إن العمليات تهدف إلى منع حماس التي تدير غزة من إعادة بناء قدراتها العسكرية.
ففي حي الزيتون أحد أكبر أحياء مدينة غزة في الشمال، هدمت جرافات الاحتلال مجموعات من المنازل لشق طريق جديد للدبابات لتتدحرج إلى الضاحية الشرقية، بينما في مخيم جباليا شمال غزة، قال السكان لرويترز إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول الوصول إلى عمق السوق المحلية للمخيم تحت قصف دبابات كثيف، بينما تستمر المعارك العنيفة بالأسلحة النارية بين المقاومة وجنود الاحتلال بالمخيم.
إسرائيل لا زالت تحاول إلصاق الادعاءات إلى الدولة المصرية وخاصة المتعلقة بالمساعدات وعبورها من معبر رفح، فرغم أن الاحتلال هو من يسيطر حاليا على المعبر من الجانب الفلسطيني، إلا أنه يدعي أن مصر هي من تغلق المعبر في وجه المساعدات.
وتعقيباً على تصريحات وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي المطالبة بإعادة فتح معبر رفح وتحميل مصر مسؤولية منع وقوع أزمة إنسانية بغزة، قال وزير الخارجية سامح شكري، إن مصر ترفض رفضا قاطعا لسياسة ليّ الحقائق والتنصل من المسئولية التي يتبعها الجانب الإسرائيلي، مشدداً على أن إسرائيل هي المسئولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة حالياً.
واعتبر وزير الخارجية السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في محيط المعبر، وما تؤدي إليه من تعريض حياة العاملين في مجال الإغاثة وسائقي الشاحنات لمخاطر محدقة، هي السبب الرئيسي في عدم القدرة على إدخال المساعدات من المعبر.
واستنكر شكري بشدة محاولات الجانب الإسرائيلي اليائسة تحميل مصر المسؤولية عن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها قطاع غزة، والتي هي نتاج مباشر للاعتداءات الإسرائيلية العشوائية ضد الفلسطينيين لأكثر من سبعة أشهر، وراح ضحيتها أكثر من 35 ألف مواطن، أغلبهم من النساء والأطفال.
فيديو قد يعجبك: