لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"فبراير الأسود" في بورسعيد.. ذكريات بـ"لون الدم".. صور

03:59 م الأربعاء 01 مارس 2017

بورسعيد - طارق الرفاعي:

أبى شهر فبراير أن ينقضي منذ عام 2012 إلا دون أن يترك أثرًا حزينًا في مدينة بورسعيد، بعد أن شهد عددًا من الأحداث والاشتباكات، وما تخللها من نزيف دماء نتيجة سقوط عشرات القتلي والمصابين، ما دفع أهالي المحافظة هناك لاطلاق اسم "فبراير الأسود" على الشهر الثاني من العام.

أحداث الاستاد

البداية كانت مع أحداث الاستاد الشهيرة التي وقعت مساء الأربعاء الأول من فبراير عام 2012، قبل يوم واحد من الذكرى الأولى لموقعة الجمل، وذلك عقب مباراة كرة قدم بين المصري والأهلي، راح ضحيتها 72 من جماهير الفريق الأحمر، ما دفع وسائل الاعلام لاطلاق عليها اسم "المذبحة".

وتوعد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق، المشير حسين طنطاوي، بملاحقة المتسببين في المذبحة، وأعلن رئيس مجلس الوزراء، كمال الجنزوري، حينها أمام البرلمان قبوله استقالة محافظ بورسعيد، وإيقاف مدير الأمن ومدير المباحث، وإقالة مجلس اتحاد الكرة بالكامل وإحالتهم إلى التحقيق، كما شكل البرلمان لجنة تقصي حقائق في الأحداث.

بعدها أدان تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الشعب المصري وقتها كل من:أجهزة الأمن، والأجهزة الرياضية، والإعلام، بالتسبب في وقوع الكارثة، وذكر التقرير المبدئي الذي أعلنه أشرف ثابت، وكيل مجلس الشعبالأسبق، أن معظم الوفيات حدثت بسبب الاختناق والتدافع، وأن قوات الأمن لم تصلها تعليمات فورية لمواجهة ما حدث من أعمال شغب، وأن القنوات الرياضية قامت بشحن الجماهير وساهمت في تصعيد الأحداث.

من جانبه، أمر النائب العام المصري عبد المجيد محمود في هذا التوقيت بفتح تحقيق فوري في الأحداث، أعلن مجلس إدارة النادي الأهلي في اجتماع طارئ تجميد نشاطه الرياضي وإعلان الحداد على أرواح الضحايا، ونعى اتحاد الكرة الدولي (فيفا) الضحايا، واصفا الأحداث ب"الكارثة".

الإعدام

وبعد مرور 5 أعوام علي الحادث قضت محكمة النقض، في العشرين من فبراير عام 2017، بحكمها فى قضية أحداث الاستاد بعدم جواز الطعن المقدم من عصام الدين محمد عبد الحميد سمك، مدير أمن بورسعيد، ومحمد محمد سعد محسن، ومصطفى السيد شتة، وتوفيق ملكان صبيح، مسئول الإذاعة والتليفزيون، ومحمود على عبد الحميد عبد الرحمن صالح، وحسن محمد، ورامي مصطفى على، ومحمد هاني محمد صبحي أحمد، ومحمد السعيد مبارك، وعادل حسني متولى، وأحمد محمد علي رجب.

كما قضت بقبول عرض النيابة وطعن المحكوم عليهم من الأول وحتى 41 شكلا، وفي الموضوع بتصحيح الحكم المطعون فيه باستبدال عقوبة الحبس مع الشغل والنفاذ بعقوبة السجن، على المحكوم عليهم محمد محمد محمود وشهرته "محمد حرامي"، وطارق العربي سليمان، وأحمد أبو العلا، وأحمد عوض الله حسني، وكريم مصطفى أبو طالب، وإبراهيم العربي سليمان، ومحمد حسن عبد الحميد، ومحمد السيد حسن، وعبد الرحمن محمد محمد أبو زيد.

وبإقرار الحكم الصادر بإعدام كل من سيد محمد رفعت الدنف وشهرته "سيد الدنف"، ومحمد محمد رشاد وشهرته "قوطة الشيطان"، ومحمد السيد مصطفى وشهرته "مناديلو"، والسيد محمد خلف وشهرته "السيد حسيبة علي، ومحمد عادل شحاتة وشهرته "محمد حمص"، وأحمد فتحي وشهرته "الروئة"، ومحمد البغدادي وشهرته "المارود"، وفؤاد التابعي، وحسن محمد حسن، وعبد العظيم غريب عبده بهلول، وبرفض الطعن فيما عدا ذلك.

هدوء ما قبل العاصفة

وشهدت الثماني أيام التي تلت حكم محكمة النقض هدوءً نسبيًا وردود فعل سلمية تمثلت في وقفات احتجاجية محدودة لعدد من اسر المحكومين تمكنت قوات الأمن من السيطرة عليها سريعًا أمام مسجد مريم بشارع الثلاثيني وقصر الثقافة، بالإضافة إلي وقفة بالأرواب السوداء للمحامين أمام غرفة المحاميين بمجمع المحاكم، ووضع وشاح أسود علي مبني النقابة حزنًا علي أحكام الاعدام، ولمطالبة رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، بتخفيفها، واتفق مع مطالب المحاميين عدد من السياسيين والقيادات الشعبية بالمحافظة، في الوقت الذي يسعي أعضاء مجلس النواب لتقديم التماس قانوني إلي رئاسة الجمهورية، بينما تستعد هيئة الدفاع لتقديم التماس أخر للنائب العام.

إطفاء الأنوار

وفي اليوم الثامن من إقرار محكمة النقض لأحكام الاعدام أطفأ الألاف من المواطنين، الأنوار، تعبيرًا عن رفضهم لأحكام الإعدام الصادرة ضد متهمي أحداث الاستاد، واستجاب مواطنون للدعوة التي أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم إطفاء أنوار المنازل، والمحال التجارية، والسيارات، من الساعة الثامنة حتى التاسعة مساءً، خاصة بأحياء العرب والمناخ والضواحي والزهور.

اشتباكات وقنابل

أعقب إطفاء الأنوار إغلاق محتجين علي أحكام الاعدام عددًا من الطرق بمنطقة فاطمة الزهراء بحي الضواحي، من خلال اشعال النيران في اطارات السيارات، محطمين زجاج عدد من السيارات وواجهات المحال التجارية، وألقوا بالحجارة صوب قوات الأمن عندما حضرت بصحبة رجال الحماية المدنية لأطفاء النيران واعادة فتح الطرق، فرد الأمن بخراطيم المياه ثم باطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفرقتهم، وألقي القبض علي عدد منهم.

وعاود المحتجون تظاهرهم بعد إلقاء قوات الشرطة القبض على عدد منهم وتجمعوا بمحيط مبني قوات الأمن والسنترال الرئيسي، قبل أن تفرض قوات الأمن سيطرتها علي المنطقة وتكثف من تواجدها بالشوارع الرئيسية بحي الضواحي، ومداخل الشوارع الجانبية بمنطقة فاطمة الزهراء ومحيط قسم الشرطة، في ظل انتشار مكثف للمدرعات ورجال الأمن تحت اشراف قيادات مديرية الأمن، في ظل حالة من الهدوء الحذر بكافة أحياء بورسعيد.

25 مثير للشغب

وقال مصدر أمني مطلع إن قوات الأمن ألقت القبض علي 25 من مثيري الشغب خلال الأحداث، مشيرًا إلي أنهم أغلقوا عددًا من الطرق بمنطقة فاطمة الزهراء بحي الضواحي، من خلال اشعال النيران في اطارات السيارات، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة مما تسبب في تهشم زجاج احدي سيارات الشرطة، مؤكدًا أنه جاري فحص المقبوض عليهم أمنيًا، واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة، تمهيدًا لاحالة المتهمين إلي النيابة العامة.

لا إصابات

وأكد الدكتور عادل تعيلب، مدير مديرية الشئون الصحية، علي أنمستشفيات المحافظة لم تستقبل حتي الأن أية حالات اصابة أو وفيات، إثر الأحداث التي اندلعت، مشيرًا إلي أنه تم رفع درجة الإستعداد القصوى بجميع المستشفيات خلال الاشتباكات، تحسبًا لاستقبال أية حالات و الدفع بثلاث سيارات إسعاف مجهزة ومتمركزة فى نقط قريبة من المنطقة.

حبس 25

أصدرت نيابة الضواحي، قرارًا، بحبس 24 متهمًا بالمشاركة في أحداث العنف التي شهدتها المحافظة،، 15 يومًا علي ذمة التحقيقات، وايداع الحدث "محمد أحمد محمد عبده البسيوني" أحد دور الرعاية لمدة أسبوع.

كما قررت النيابة في القضية رقم 865 لسنة 2017 اداري الضواحي إعادة عرض المتهمين من الأول إلي الـ 24 يوم 13 مارس، وعرض المتهم الأخير في الخامس من مارس المقبل، للنظر في تجديد حبسهم.

وتضمنت قائمة المتهمين كل من: "أحمد حامد حمادة، رأفت الحسيني عبد الفتاح، محمود محمد عبد الله المهدي، الجميل أمين حسين فياض، حامد صلاح حامد أحمد، محمد ياسر حسن حسين، ابراهيم حسن متولي حسن، عبده عبده ملك، أيمن فوزي حلمي عبد الرحمن، محمد عبده بكر عامر، عبد الرحمن احمد شعبان السيد، وعبد الله مصطفي محمود العزب".

كما شملت قائمة المتهمين أيضًا كل من: "حسن عبد العزيز رشوان، سمير أحمد محمد عيسي، أحمد أحمد عبده محمد، محمد خلف محمود ابو زيد، محمود رضا يوسف عيد، حسن عبده السيد العربي، كريم عبد الوهاب عبد المنعم، تامر محمود عبد العليم علي، سعد مجدي ذكي عبده، عصام الدين محمد سليم، وائل ياسر حسن حسين، ومحمود محمد محمد الجندي".

كما طلبت النيابة تحريات قطاع الأمن الوطني حول الواقعة وظروفها وملابساتها، والاستعلام من قسم المركبات بمديرية الأمن عن قيمة التلفيات التي لحقت بسيارات خاصة بادارات شرطة النجدة، تأمين الطرق، وقوات الأمن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان