والد أصغر شهيد بكنيسة الإسكندرية لـ "مصراوي": "عايز أطمن على كل مصري"
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
الإسكندرية – محمد عامر ومحمد أحمد:
لم تكن تعرف "رندا" أن زيارتها للكنيسة المرقسية في الإسكندرية، أول أمس، ستكون الأخيرة لها برفقة طفلتها "لوسيندا"، البالغة من العمر عامين و8 أشهر، وستنتهي بسقوطها أمام أبواب الكنيسة وسط أشلاء وجثث ممزقة، بينهم جثة طفلتها، ليبقى ذلك المشهد الدموي آخر ما شاهدته قبل أن تُنقل ضمن المصابين إلى مستشفى مصطفى كامل العسكري.
"راضي بقضاء الله" .. قالها كرستيان كمال، وهو كيميائي بقسم تحليل الأغذية في المعامل الرئيسية لوزارة الصحة بالإسكندرية، والد "ليسندا"، أصغر شهيدة في التفجير المفزع الذي استهدف الكنيسة المرقسية يوم الأحد الماضي وأسفر عن سقوط 17 شهيدًا و48 مصابًا، طالبًا من الجميع الدعاء بالشفاء لزوجته لتعود معه إلى منزلهم.
ذهب "مصراوي" ليحاور والد أصغر شهيدة في تفجير "المرقسية"، ويسأله عن سبب تواجد زوجته في موقع الحادث، وكيف علم باستشهاد نجلته وإصابة زوجته؟ ورسالته للإرهابيين.. وإلى الحوار..
بداية.. ما سبب تواجد زوجتك ونجلتك في موقع الحادث؟
نحن نقيم في منطقة العصافرة بشارع 45، وغالبًا ما نذهب للصلاة في الكنائس القريبة من منزلنا، ولكن زوجتي تذهب إلى الكنيسة المرقسية في المناسبات فقط لقربها من منزل والدتها، فهي كنيستها الأصلية .. ويوم الحادث ذهبت كالعادة إلى هناك برفقة "لويسندا" وابننا ووالدتها وشقيقتها وزوجها وأولادهم.
وهل كان الجميع معها وقت الحادث أمام الكنيسة؟
لا فالجميع غادر على فترات.. وزوجتي رافقت قبل الحادث بدقائق والدتها حتى استقلت تاكسي ومعها ابننا "ستيفن"، 8 سنوات، الحمد لله.. بينما عادت هي ولويسندا فقط من نفس شارع الكنيسة لشراء وجبات من أحد المطاعم، وأثناء مرورها حدث الانفجار، فأصيبت بتمزق شديد وكسور في قدميها، واستُشهدت "لوسيندا" من شدة الانفجار.
هل حضرت القداس معهم؟
لا كنت في سيمنار مناقشة الماجستير.. وكان موعده المحدد الأحد قبل الماضي، وأجّلته للأحد الماضي دون إدراك أنه عيد.
وكيف علمت بالحادث؟
بعد ما انتهيت من سيمنار الماجستير، اتصلت بي زميلتي كي تطمئن على أسرتها لأنها تعلم أنهم في الكنيسة.. قولت لها: "باين روحوا.. مافهمتش أنها تقصد انفجار.. كنت متخيل إنها بتكلمني عن انفجار طنطا.. بعدها اتصل حد تاني وقالي إن فيه انفجار بمحطة الرمل. حاولت أتصل بكل أسرتي.. بعد فترة ردت أخت زوجتي وقالت إنها في مصطفى كامل.. فغيرت طريقي بدل ما أروح الكنيسة روحت المستشفى".
ومتى علمت بخبر استشهاد لوسيندا؟
رغم أن صورة زوجتى وبجوارها جثة ابنتي جرى تداولها عقب الحادث على "الفيسبوك" بدقائق، إلا أني لم أعلم بمصيرهما إلا حين ذهبت للمستشفى، وهناك استقبلني ضابط وقال لي: "اطمن على زوجتك أولاً.. وسألت الجميع عن لوسيندا وفهمت من الردود أنها توفيت".
وماذا حدث بعدها؟
قمت بالاطمئنان على زوجتي، ونزلت كي أتعرف على جثة ابنتي من خلال أغراضها، ورأيتها وقبّلت جسمها.. وأضاف في أسى: "الحمد لله على كل شيء.. راضي بقضاء الله.. زوجتي كانت داخل طريق الموت لولا مساعدة الله".
وما هى حالة زوجتك الآن؟ وهل علمت بوفاة ابنتكم؟
هي في تحسن، عملت أكثر من عملية جراحية في عظام القدمين والجلد.. كل الإصابات في الرجلين.. وتابع: "هي علشان كانت على الرصيف الموجة الانفجارية كانت بالجزء الأسفل.. لو كانت تحت الرصيف .. كان ربنا افتكرها".
وعن ابنته قال: "أيوه عرفت إن لوسيندا توفيت لأنها كانت قدامها وشافتها وهي بتتحدف قدام عينيها وسط الجثث والأشلاء".
في النهاية.. ماذا تريد أن تقول الآن بعد الحادث الإرهابي؟ وهل هناك رسالة توجهها إلى أحد؟
أنا لا أكنّ مشاعر كراهية لأحد حتى الجاني نفسه، وراض بقضاء الله.. لكن هناك تقصير أمني.. أنا محتاج أطّمن على اللي باقي من أسرتي وأهلي وكل مصري.
فيديو قد يعجبك: