إعلان

بالفيديو والصور- مولد "أبو المعاطي" بدمياط.. غابت "حلقات الذكرِ" وانتشرت "المراجيح"

11:59 م الجمعة 12 مايو 2017

دمياط - محمد إبراهيم:

على قدر أهميته التاريخية والدينية حظي مولده باهتمام آلاف الزائرين لقبره غير المعروف على وجه التحديد، وإن كان مريدوه ينظرون إلى جامع "عمرو بن العاص" في مدينة دمياط على اعتباره مرقده الأخير، إلا أن شيئًا تبدل خلال السنوات القليلة الماضية، حوّل حلقات الذكر في حضرته إلى ساحات لهو أطفال ومراجيح.

"المحافظة تضم حوالي 40 ألفًا من أتباع الفرق الصوفية كلها تفخر بالشيخ أبو المعاطي"، قال إبراهيم حمص وكيل المشيخة الصوفية، الذي أضاف: "الشيخ أبو المعاطي جاء إلى المحافظة من بلاد المغرب بعد هجمات الغزو الصليبي وساهم في بناء الإقليم بالكثير من المساجد والزوايا، وكان يدعو إلى الله، كما كان خيّرًا يدفع ما معه من أموال للأيتام وعابري السبيل، وكان مثالاً في الزهد وحب الله ولا يترك لنفسه شيئًا".

واليوم ومع انتهاء الليلة الختامية للاحتفال بمولده لم ترصد "فلاشات عدسة مصراوي" أكثر من لقطات لشادر بيع حلوى، وبعض من أناشيد صوفية مذاعة عبر مكبرات صوت، غابت بين ملاهي الأطفال بأركان باحة المسجد الشهير.

"الإرهابيين خربوا الموالد ومبقاش فيه حضرة ولا بركة"؛ قال سبيعيني يعرفه الكثيرون هنا بـ "عم السعيد"، وهو من أشهر رواد المولد، دائم الجلوس ممددا القدمين إلى جوار المقام، وأضاف: "الصحافة لازم تعرّف الرئيس إن الناس طيبة وبتحب ربنا".

ويحكي الناس عن "عم السعيد" أنه من محافظة المنيا، يأتي كل عام للمشاركة في احتفالات المولد، ويقدم له البعض الطعام والشراب، بينما يجهر هو بصوته مرددًا الكثير من المديح النبوي في حلقات الذكر، إلا أنه اليوم على غير عادته بعدما غابت عن مولد أبو المعاطي قلوب المتلفين حوله.

أمام "عم السعيد" يقف في الجهة المقابلة على عربة بسيطة تحمل كميات من "حب العزيز" شاب ثلاثيني يُدعى "محمد"، قال: "المولد تأثر كثيرًا بارتفاع الأسعار يعني كيلو حب العزيز النهاردة بعشرين جنيه ومن حوالي 4 سنين كان بـ 7 جنيه".

إلى جوار "محمد" بائع "حب العزيز" يقف "ماجد" العشريني صاحب "الطبلة" التي يحرص الأطفال على شرائها، قال "علاقتي بهذا المكان أكل عيش مش أكتر"، وأضاف: "بصراحة لما منعوا الحضرة وذكر الله بقيت أحس إن الناس الطيبة اللي كانت بتيجي من كل المحافظات خلاص مبقتش تيجي، أصل مين هييجي من الصعيد علشان يشتري حمص، يمكن الدمايطة أيوة ويلعبوا أولادهم، لكن المولد ياما شاف شيوخ ومداحين مهمين كانوا موجودين فيه، وقبل الثورة كان فيه وفد أجنبي في المولد والتليفزيون صور معانا".

ومن جانبه، أكد محمد أبو قمر، المهتم بالتاريخ الصوفي في الدلتا ومؤلف كتاب "الصوفية في ثغور المشرق العربي.. دمياط نموذجًا"، أن كثيرًا من العوامل أدت إلى تراجع الاحتفالات بمولد أبو المعاطي، عل أبرزها -كما يوضح- الهجوم الذي تبنته جماعات متطرفة على شيوخ المولد من والتهديد بالقتل ومحاولة إزالة عدد من الأضرحة في المحافظة بالقوة منذ بداية الثمانينيات، خصوصًا مع وجود 10 طرق صوفية لها أتباعها في قرى ومدن الإقليم.

وأضاف أبو قمر أن المتطرفين كانوا يلاحقون الصوفيين في المساجد والزوايا، الأمر الذي دعا الجهات الأمنية إلى منع إقامة مولد "أبو المعاطي" لمدة ثلاث سنوات أعقبت ثورة 25 يناير، تلاها قرار بمنع حلقات الذكر بعد تهديدات في الفترة ذاتها، مرجحًا أن تكون هذا الأسباب أحد أهم عوامل عزوف الناس عن إحياء مولد أبو المعاطي بالشكل اللائق لسيرته وتاريخه في قلوب الدمايطة.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان